عبّر المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي عن سعادته البالغة بتوليه منصب المدير الفني لفريق الهلال السعودي، معتبرًا هذه الخطوة محطة مفصلية في مسيرته التدريبية التي يخوض فيها لأول مرة تجربة احترافية خارج حدود بلاده، وأكد إنزاجي، في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لنادي الهلال، أن موافقته على تولي المهمة جاءت عن قناعة تامة بما يمثله النادي من قيمة تاريخية وثقافية ورياضية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، مشددًا على أن انضمامه إلى "الزعيم" السعودي يتماشى مع تطلعاته المهنية وطموحاته المستقبلية في عالم التدريب.
وأشار إنزاجي إلى أنه وجد في الهلال فرصة عظيمة تليق بحجم طموحه، معتبرًا أن قيادة أحد أكثر الأندية الآسيوية تتويجًا على المستويين المحلي والقاري لا تُعدّ مجرد تحدٍ، بل مسؤولية كبرى يسعى إلى الاضطلاع بها بكفاءة ومهنية، وأوضح أنه ليس غريبًا على الأجواء الكروية في السعودية، حيث سبق له زيارة المملكة أكثر من مرة في فترات سابقة عندما كان يشرف على فريقي لاتسيو وإنتر ميلان الإيطاليين، مشيرًا إلى أن تلك الزيارات منحته تصورًا دقيقًا عن مدى التطور الكبير الذي تشهده الرياضة السعودية على كافة الأصعدة.
وأكد المدرب الإيطالي أنه كان يتابع الهلال عن كثب خلال المواسم الماضية، خاصة في ظل وجود عدد من اللاعبين الذين يعرفهم جيدًا وعلى رأسهم النجم الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، الذي أشرف على تدريبه خلال فترة إشرافه على لاتسيو، واعتبر إنزاجي أن انتقال سافيتش إلى الهلال كان من الأسباب التي ساعدته على متابعة الفريق بشكل أعمق، موضحًا أن وجود عناصر تملك إمكانيات عالية في صفوف الفريق شكل حافزًا إضافيًا له لتولي هذا التحدي.
كما تحدث المدرب عن الطفرة النوعية التي يشهدها القطاع الرياضي في المملكة، مثنيًا على الاستراتيجية الطموحة التي تنتهجها السعودية لاستقطاب نجوم اللعبة من لاعبين ومدربين عالميين، الأمر الذي أضفى على المنافسات المحلية طابعًا احترافيًا عالي المستوى، واعتبر إنزاجي أن هذا الزخم لا يقتصر على التعاقدات فحسب، بل يشمل أيضًا التطور الفني الواضح في أداء اللاعبين المحليين، الذين أبدوا تطورًا ملحوظًا على مستوى الانضباط التكتيكي واللياقة البدنية والتقنيات الفردية، وهو ما يراه مؤشراً إيجابيًا يعكس جودة العمل القائم داخل الأندية السعودية.
وشدد المدرب الإيطالي على أن مسألة قبول العرض الهلالي لم تكن مجرد انتقال من نادٍ إلى آخر، بل هي قرار مهني محسوب تم بناءً على دراسات معمقة ورؤية واضحة للمرحلة المقبلة، مؤكدًا أنه يدرك جيدًا حجم التوقعات من جماهير الهلال العريضة، سواء على الصعيد المحلي أو في المحافل القارية والدولية، وأضاف أن الإرث الكبير الذي يحمله النادي من حيث البطولات والتاريخ والجماهيرية الواسعة كان من أبرز العوامل التي شجعته على قبول المهمة، معربًا عن تطلعه للعمل مع الإدارة واللاعبين لبناء منظومة فنية متكاملة تليق باسم الهلال ومكانته.
وفي سياق متصل، وجه إنزاجي رسالة ود وتقدير لجماهير نادي إنتر ميلان، الذين تربطه بهم علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، مؤكدًا أن تلك العلاقة ستظل راسخة في وجدانه على الرغم من مغادرته للنادي، وأشار إلى أن الفترة التي قضاها مع إنتر كانت غنية بالتجارب والانتصارات والذكريات، وأنه يعتز كثيرًا بكل لحظة عاشها مع النادي وجماهيره.
أما بشأن تطلعاته مع الهلال، فقد أبدى إنزاجي حماسه الكبير للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025، والتي تستضيفها الولايات المتحدة بمشاركة عدد من الأندية الكبرى على مستوى القارات، وعبّر عن تفاؤله بقدرة الهلال على تقديم مستوى مشرّف يعكس تطور كرة القدم السعودية ومكانة النادي على الصعيد الدولي، مشيرًا إلى أن التحضيرات لهذه البطولة ستكون على أعلى مستوى من الجاهزية والتركيز، بما يضمن للفريق الظهور بصورة مشرفة تليق بتاريخ النادي وأهدافه المستقبلية.
وأضاف المدرب أنه سيبدأ خلال الفترة المقبلة إعداد برنامج تدريبي متكامل يتماشى مع طبيعة المرحلة، مع التركيز على دراسة ملفات اللاعبين الحاليين وتحليل الأداء السابق للفريق، تمهيدًا لرسم خطة فنية شاملة تضع الهلال على طريق البطولات، كما أكد أنه سيسعى لتعزيز عناصر القوة في التشكيلة، مع معالجة أي نقاط ضعف قد تؤثر على تماسك الفريق خلال البطولات المقبلة، سواء المحلية أو القارية أو الدولية.
وفي ختام حديثه، عبّر إنزاجي عن شكره العميق لإدارة نادي الهلال على الثقة التي منحته إياها، مشيدًا بالاحترافية العالية التي لمسها خلال المفاوضات، والتي عكست حجم الطموح والرؤية بعيدة المدى التي تسعى الإدارة لتحقيقها، كما وجّه رسالة إلى جماهير الهلال أكد فيها عزمه على العمل بكل جد وإخلاص لتحقيق تطلعاتهم، داعيًا إياهم إلى مواصلة الدعم والمؤازرة لأن حضورهم يمثل دافعًا معنويًا كبيرًا للفريق، وخاصة في المحطات الصعبة.
ويترقب الوسط الرياضي المحلي والدولي انطلاقة تجربة إنزاجي مع الهلال، في ظل تزايد الرهانات على موسم كروي حافل بالتحديات، حيث من المتوقع أن تسلط الأضواء على النادي العاصمي بقيادة مدربه الجديد، الذي يحمل في جعبته تجارب تدريبية مميزة ويطمح إلى صناعة تاريخ جديد في الملاعب السعودية.