مركز الالتزام البيئي: بيئة الحج آمنة ومؤشرات الجودة مطمئنة
مركز الالتزام البيئي: بيئة الحج آمنة ومؤشرات الجودة مطمئنة
كتب بواسطة: هلال الحداد | الاثنين، 9 يونيو 2025 , 20:38 مساءً

أعلن "مركز الالتزام البيئي" في المملكة العربية السعودية أن مؤشرات جودة الأوساط البيئية التي تمر عبرها رحلة الحجاج خلال موسم الحج لهذا العام، تُظهر مستويات مطمئنة وآمنة، مؤكدًا سلامة الهواء والماء والتربة في مناطق الحج والمشاعر المقدسة، وجاء ذلك بعد تنفيذ سلسلة من أعمال الرصد البيئي الميدانية باستخدام أحدث التقنيات والأجهزة، التي هدفت إلى التأكد من أن الظروف البيئية تدعم صحة الحجاج ولا تشكّل أي مخاطر على سلامتهم.

وأوضح المركز في بيان له أن فرق الرصد البيئي التابعة له عملت على مدار الأيام الماضية في مواقع متعددة شملت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى الطرق التي يسلكها الحجاج بين المشاعر، حيث أجريت قياسات دقيقة لنسب ملوثات الهواء، ونوعية المياه، ومستويات الضوضاء، إلى جانب رصد جودة التربة والمخلفات، وأظهرت نتائج هذه المتابعة المستمرة أن جميع المؤشرات كانت ضمن المعدلات الآمنة، ولم تُسجَّل أي تجاوزات قد تؤثر على الصحة العامة أو النظام البيئي.

ويأتي هذا الجهد في إطار الالتزام البيئي الذي تنتهجه المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، والتي تضع الاستدامة وحماية البيئة في صلب أولوياتها، خاصة في المناسبات الكبرى كالحج، الذي يشهد تجمعًا بشريًا هو من بين الأكبر عالميًا، وقد حرص المركز على أن تكون الإجراءات الوقائية متكاملة، تشمل الرقابة المباشرة والتفاعل الفوري مع أي مؤشرات بيئية غير طبيعية، بالتعاون مع الجهات المعنية في منظومة الحج، بما يضمن توفير بيئة صحية وآمنة لجميع الحجاج.

وأشار المركز إلى أن جودة الهواء في مناطق الحج، بما في ذلك عرفات ومنى ومزدلفة، كانت ضمن المعايير الدولية المقبولة، على الرغم من الازدحام والحركة المكثفة، مؤكدًا أن الأنظمة الذكية المستخدمة لرصد ملوثات الهواء مثل الجسيمات الدقيقة (PM2.5) وأكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، أظهرت نتائج إيجابية ومستقرة، وقد تم دعم أعمال الرصد عبر وحدات متنقلة وأجهزة استشعار حديثة موزعة استراتيجيًا في نقاط رئيسية تشهد كثافة بشرية.

وفي ما يخص المياه، أوضح المركز أن العينات التي تم جمعها من مصادر المياه المستخدمة من قبل الحجاج في المشاعر، بما في ذلك مياه الشرب ومياه الاستخدامات الأخرى، جاءت مطابقة تمامًا لمواصفات السلامة البيئية والصحية، وأكد أن الجهات المختصة تتبع إجراءات صارمة لمراقبة جودة المياه من المصدر وحتى نقاط التوزيع، مع ضمان خلوها من أي تلوث ميكروبي أو كيميائي، بما يضمن عدم تعرض الحجاج لأي مخاطر صحية.

أما على صعيد النفايات والمخلفات، فقد أوضح المركز أنه يجري التعامل معها وفق آليات مستدامة، تضمن جمعها ونقلها ومعالجتها دون أن تؤثر على البيئة المحيطة أو على الحجاج، مؤكدًا أن الخطط الموضوعة لهذا الغرض يتم تنفيذها بكفاءة عالية من قِبل الجهات التشغيلية، مع الرقابة المستمرة من قبل فرق التفتيش البيئي، وأضاف أن الوعي المتزايد لدى الحجاج بالتعامل الصحيح مع النفايات أسهم أيضًا في تقليل الأثر البيئي لهذه المخلفات.

وأكد "مركز الالتزام البيئي" أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة شاملة للرقابة البيئية يتم تنفيذها خلال موسم الحج، وتتضمن التحقق من التزام المنشآت البيئية والصحية والإسكانية بمعايير السلامة، بالإضافة إلى التعامل السريع مع البلاغات البيئية عبر المنصات الرقمية والتقنية، ولفت إلى أنه يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في مراقبة الأوساط البيئية، بما يسهم في اتخاذ قرارات فورية مبنية على بيانات دقيقة.

وفي ختام بيانه، وجّه المركز شكره لجميع الجهات المشاركة في تنظيم موسم الحج، مثمنًا التعاون الفعال بين القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات التطوعية، الذي أسهم في الحفاظ على بيئة نظيفة وآمنة رغم التحديات الناتجة عن كثافة أعداد الحجاج، كما دعا الحجاج إلى الاستمرار في التعاون من خلال اتباع الإرشادات البيئية والتعامل الواعي مع الموارد الطبيعية، مشددًا على أن حماية البيئة هي مسؤولية جماعية لا تنفصل عن مقاصد الشريعة التي تدعو إلى النظافة والحفاظ على الصحة العامة.