تسريب مثير لعقد حمدالله مع الهلال .. مفاجأة قانونية تُشعل الجدل قبل كأس العالم.
تسريب مثير لعقد حمدالله مع الهلال .. مفاجأة قانونية تُشعل الجدل قبل كأس العالم
كتب بواسطة: ليلى فهد |

في تطور لافت على صعيد سوق الانتقالات في الكرة السعودية، فاجأ نادي الهلال جماهيره مساء أمس بإعلانه الرسمي عن ضم النجم المغربي عبدالرزاق حمدالله على سبيل الإعارة، قادمًا من نادي الشباب، في صفقة أثارت الكثير من التفاعل والتساؤلات، خاصة أنها جاءت قبل أيام قليلة من مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية، مما أضفى على الخبر طابعًا خاصًا ومثيرًا للجدل في أوساط المحللين والمتابعين.

وبحسب الإعلان الرسمي الصادر عن نادي الهلال، فإن صفقة انتقال حمدالله تمت بنظام الإعارة لمدة شهر واحد فقط، وهو ما شكّل مفاجأة غير مسبوقة في سوق الانتقالات المحلية، خاصة أن المدة قصيرة وغير تقليدية في مثل هذه التعاقدات، مما دفع البعض للتساؤل عن قانونية الإعارة وجدواها الفنية، بالإضافة إلى الغاية الاستراتيجية وراء إتمامها في هذا التوقيت الحساس.

وفي هذا السياق، كشف الخبير القانوني الدكتور أيمن الرفاعي، خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة "العربية"، عن تفاصيل دقيقة تخص الجوانب القانونية لعقد الإعارة، مؤكدًا أن اللاعب عبدالرزاق حمدالله لن يتمكن من تمثيل أي نادٍ آخر حتى نهاية فترة الإعارة مع الهلال، والتي تمتد حتى بداية سوق الانتقالات الشتوية المقبل، مما يعني أن النجم المغربي سيظل ملتزمًا بالهلال خلال هذه الفترة القصيرة.

وأوضح الرفاعي أن هذا النوع من الصفقات، رغم قصر مدتها، يخضع للوائح دقيقة تنظم انتقالات اللاعبين على المستويين المحلي والدولي، مشيرًا إلى أن مشاركة حمدالله مع الهلال في بطولة كأس العالم للأندية تعتبر قانونية بالكامل، نظرًا إلى أن الصفقة أُنجزت ضمن المدة الزمنية التي تسمح بتسجيل اللاعب في قائمة البطولة الدولية، بحسب تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

ومن جهته، ظهر عبدالرزاق حمدالله في مقطع فيديو بثه الحساب الرسمي لنادي الهلال، أثناء استقباله من قِبل زملائه في الفريق الأول، حيث بدا متحمسًا ومتفائلًا بتجربته الجديدة، وعبّر عن سعادته البالغة بالانضمام إلى فريق الهلال، واصفًا إياه بـ"الفريق الكبير" الذي يمثل المملكة بشكل مشرّف على الصعيدين القاري والعالمي.

وقال اللاعب المغربي في حديثه الذي لقي تفاعلًا واسعًا من جماهير الهلال: "الهلال فريق عظيم ويمثل المملكة أفضل تمثيل، وأنا سعيد جدًا بهذه الفرصة وسأبذل كل ما بوسعي لتقديم الإضافة المطلوبة والمساهمة في تحقيق النتائج المرجوة، خصوصًا في البطولة العالمية التي نطمح فيها للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة".

وتأتي صفقة التعاقد مع حمدالله في وقت حساس، حيث يستعد الهلال لخوض غمار منافسات كأس العالم للأندية، وهي البطولة التي تحظى باهتمام إعلامي كبير، وتُعد من أبرز التحديات التي تنتظر الفريق في الموسم الجاري، وهو ما دفع الجهاز الفني والإداري إلى تدعيم الصفوف بعنصر هجومي يمتلك خبرة دولية وقدرة على الحسم أمام المرمى.

ويُعرف حمدالله بخبرته الكبيرة في الملاعب السعودية، حيث خاض تجارب ناجحة مع عدة أندية أبرزها النصر والاتحاد والشباب، وحقق خلالها أرقامًا لافتة على مستوى التهديف، مما جعله من أبرز المهاجمين في دوري روشن للمحترفين خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يُفسر قرار الهلال بالاستعانة بخدماته في هذا الظرف القصير والمحدد.

ورغم أن مدة الإعارة لا تتجاوز شهرًا، فإن الصفقة تحمل أبعادًا فنية واستراتيجية، إذ تُراهن إدارة الهلال على القدرات الفردية لحمدالله في ترجمة الفرص إلى أهداف، خاصة في المباريات الحاسمة التي لا تحتمل الخطأ، مثل مواجهات كأس العالم للأندية، حيث يسعى الفريق لتقديم صورة مشرفة عن الكرة السعودية على الساحة الدولية.

وقد فتحت هذه الصفقة الباب أمام الحديث عن تحركات أخرى محتملة للهلال قبل فتح سوق الانتقالات الشتوية، في ظل رغبة النادي في تعزيز تشكيلته بالعناصر القادرة على إحداث الفارق، سواء على المستوى المحلي أو القاري، خاصة بعد الأداء اللافت الذي قدمه الفريق في دوري أبطال آسيا والدوري المحلي هذا الموسم.

وكانت الجماهير الهلالية قد تفاعلت بقوة مع خبر التعاقد، حيث عبر الكثير من المشجعين عن ترحيبهم بالصفقة، مؤكدين ثقتهم بقدرة حمدالله على ترك بصمة سريعة، رغم قصر مدة الإعارة، فيما رأى البعض أن هذه الصفقة ربما تمهّد لتعاون أطول في المستقبل إذا أثبت اللاعب نفسه في الاستحقاقات القادمة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الإدارة الهلالية التي تعتمد على المرونة والتكتيك في سوق الانتقالات، من خلال استقطاب العناصر المناسبة بحسب متطلبات المرحلة، دون الدخول في صفقات طويلة المدى قد لا تتماشى مع احتياجات الفريق في ظل زخم البطولات وتعدد المشاركات المحلية والدولية.

ويُتوقع أن يخضع حمدالله خلال الأيام القليلة المقبلة لبرنامج تأهيلي مكثف من أجل الاندماج السريع مع الفريق الأول، خصوصًا أن الوقت قصير قبل خوض أولى مباريات الهلال في كأس العالم للأندية، وهو ما يضع الجهاز الفني بقيادة المدرب على المحك لتوظيف اللاعب بالشكل الأمثل وفقًا لظروف المباراة.

كما من المنتظر أن يراقب الشارع الرياضي السعودي أداء حمدالله مع الهلال عن كثب، في ظل العلاقة المتوترة التي سادت أحيانًا بينه وبين بعض الأندية السابقة، وما قد تحمله مشاركته الحالية من مفاجآت على صعيد الأداء أو ردود الفعل الجماهيرية، خاصة أن اللاعب يملك شخصية قوية وطموحًا كبيرًا في تحقيق الإنجازات الفردية والجماعية.

وتعيد هذه الصفقة تسليط الضوء على حركية الانتقالات الشتوية في الكرة السعودية، والتي باتت تشهد مؤخرًا تنوعًا كبيرًا في العقود والصفقات، بين إعارات قصيرة وصفقات طويلة، بما يتماشى مع رغبة الأندية في إدارة الموارد بكفاءة والتفاعل مع مستجدات المنافسات المتعددة التي تشارك فيها.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار