أثار المدير الرياضي الإسباني لنادي الاتحاد رامون بلانيس تفاعلات واسعة في الأوساط الرياضية بعد تصريحات إعلامية مثيرة أطلقها مساء الأربعاء، حيث تطرّق من خلالها إلى تطور الدوري السعودي، والنجاح الفني للفرق المحلية، وعلى رأسها الهلال، في المحافل الدولية، معتبرًا أن هذه النجاحات تُضفي بُعدًا أكبر لقيمة ما حققه الاتحاد في الموسم الماضي، واصفًا المنافسة المحلية بأنها باتت تحمل طابعًا عالميًا بامتياز.
وأكد بلانيس في حواره مع قنوات TEN العالمية أن تتويج الاتحاد بلقبي دوري روشن للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين لم يكن مجرد إنجاز عابر، بل جاء في ظل منافسة محتدمة مع فرق قوية أبرزها الهلال، مشيرًا إلى أن تفوق الهلال في كأس العالم للأندية لا ينتقص من إنجازات الاتحاد، بل يمنحها مزيدًا من القيمة والاعتبار، في ظل المستوى العالي الذي بات يقدمه ممثلو السعودية خارجيًا.
وأضاف بلانيس أن الاتحاد لم يكتفِ بصدارة ترتيب الدوري في الموسم الماضي، بل أنهى البطولة بفارق 8 نقاط عن الهلال، كما نجح في إقصائه من كأس الملك على أرضه، وهي تفاصيل حرص المدير الرياضي الإسباني على إبرازها للتأكيد على قوة الفريق ونجاحه في التفوق على أحد أكثر الأندية تنافسية في المنطقة.
وفي تعليقه على أداء الهلال في كأس العالم للأندية، أشار بلانيس إلى أن ما حققه الفريق يُعد "إنجازًا رائعًا ومبهرًا"، وأنه، رغم كونه ممثلًا لنادٍ منافس، لا يمكنه إلا الإشادة بالمستوى الذي ظهر به الهلال في البطولة العالمية، مشددًا في الوقت ذاته على أن هذا النجاح يعزز من مكانة الدوري السعودي ويُبرز مدى التطور الذي تشهده كرة القدم في المملكة.
وأوضح المدير الرياضي الإسباني أن كلامه سيكون محل متابعة دقيقة من الجماهير في السعودية، وأنه يدرك تمامًا أن تصريحاته ستحمل صدى واسعًا، لكنه شدد على ضرورة الحديث بواقعية وموضوعية عندما يتعلق الأمر بتقييم إنجازات الفرق السعودية، خاصة وأنه يرى أن هناك قفزة نوعية في الأداء والنتائج في مختلف البطولات المحلية والدولية.
وتابع بلانيس حديثه بتسليط الضوء على التحول النوعي في مستوى الدوري السعودي خلال الموسمين الأخيرين، مشيرًا إلى أن قدوم عدد كبير من النجوم العالميين كان له أثر مباشر على الارتقاء بالمستوى الفني والتكتيكي، ما جعل المنافسة أكثر قوة، والمباريات أكثر إثارة، وأضفى على المشهد الرياضي في المملكة طابعًا احترافيًا لم يكن مألوفًا سابقًا.
وقال إن وجود أسماء لامعة مثل كريم بنزيما ونغولو كانتي وغيرهم من اللاعبين الكبار في الأندية السعودية لا يعزز فقط من مستوى المنافسة، بل يجعل من الدوري السعودي وجهة حقيقية لعشاق الكرة حول العالم، لافتًا إلى أن هؤلاء اللاعبين ما زالوا قادرين على تقديم مستويات عالية توازي ما يقدمونه في البطولات الأوروبية الكبرى.
وفي هذا الإطار، أشار بلانيس إلى أن لاعب الاتحاد نغولو كانتي قدّم أداءً لافتًا في بطولة أمم أوروبا الأخيرة، وتوّج بجائزتي أفضل لاعب في مباراتين مختلفتين، وهو دليل ملموس، حسب وصفه، على أن اللاعبين في الدوري السعودي لا يقلّون من حيث الجاهزية الفنية عن نظرائهم في أوروبا، بل إنهم باتوا يُحسب لهم حساب في التقييمات القارية.
وأشاد بلانيس بالنهج الذي تتبعه الجهات المسؤولة عن كرة القدم في المملكة، معتبرًا أن هناك اتفاقًا واضحًا بين المسؤولين على أهمية بناء دوري قوي ومنافس، وأن النتائج التي تحققت حتى الآن تعكس نجاح هذا المسار، خاصة أن الفرق السعودية لم تعد تنافس محليًا فقط، بل باتت تزاحم بقوة في البطولات الإقليمية والدولية.
وتحدث المدير الرياضي عن تجربته الخاصة مع نادي الاتحاد، مؤكدًا أنه فخور بالإنجازات التي تحققت في الموسم الماضي، وأن العمل الذي تم تحت قيادة المدرب الفرنسي لوران بلان كان استثنائيًا بكل المقاييس، سواء من حيث النتائج أو من حيث بناء فريق متماسك يملك عقلية البطولات، ويستطيع التعامل مع الضغوط بشكل احترافي.
ولم يُخفِ بلانيس حماسه لاستمرار المشروع الرياضي في الاتحاد، مشيرًا إلى أن التحديات القادمة ستكون أكبر، خاصة مع تصاعد الطموحات من الجماهير والمجتمع الرياضي عمومًا، موضحًا أن النادي يعمل على تعزيز صفوفه واستقطاب عناصر جديدة تدعم مشروعه المستقبلي، مع الحفاظ على الروح التنافسية للفريق.
وفيما يتعلق بالهلال، أكد بلانيس أن نجاحه في المحافل الدولية لا يُضعف من المنافسة المحلية، بل يرفع من سقف التوقعات ويُحفّز بقية الأندية لبذل المزيد، معربًا عن ثقته بأن المرحلة القادمة ستشهد تطورًا أكبر على مستوى الاحتراف والبنية التحتية والبرامج الفنية، مما سيجعل من الدوري السعودي محطة جذب للاعبين والمدربين والمستثمرين.
وأشار إلى أن الكرة السعودية دخلت مرحلة جديدة في تاريخها، وأن العالم بدأ ينظر إليها بجدية، ليس فقط بسبب الأموال أو النجوم، بل بسبب الحراك الرياضي الذي يشمل جوانب متعددة من التنظيم، والإدارة، والاستثمار، وخلق تجربة جماهيرية فريدة، وهي عناصر تشكّل، بحسب رأيه، مكونات أساسية لصناعة كرة قدم مستدامة.
وختم بلانيس تصريحاته بالتأكيد على أن ما يحدث في الدوري السعودي حاليًا هو نتيجة عمل ممنهج ورؤية طموحة، وأن الأندية المحلية، وعلى رأسها الاتحاد والهلال، باتت تُمثل نموذجًا للتطوّر السريع والمتوازن، داعيًا إلى الحفاظ على هذا الزخم والبناء عليه لمواصلة المسيرة وتحقيق مزيد من النجاحات داخليًا وخارجيًا.