أصدر المركز الوطني للأرصاد تقريرًا تحذيريًا، اليوم، حذّر فيه من نشاط رياح شديدة السرعة متوقعة على عدد من المناطق الساحلية، شملت تحديدًا محافظتي الليث وبحرة، وتحديدًا منطقة الشعيبة، حيث من المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى ما بين 40 إلى 49 كيلومترًا في الساعة، وتؤدي هذه الرياح النشطة، بحسب ما ورد في التنبيه، إلى انخفاض واضح في مدى الرؤية الأفقية، مما يرفع من احتمالية تأثر الأنشطة اليومية للسكان والمقيمين، وكذلك الحركة المرورية والبحرية في تلك المناطق، التي تعتمد بشكل كبير على استقرار الأحوال الجوية لمزاولة الأنشطة المدنية والاقتصادية.
ويأتي هذا التنبيه ضمن سلسلة الإجراءات الاحترازية التي يتخذها المركز الوطني للأرصاد في إطار دوره المحوري في متابعة وتقييم التغيرات المناخية والظواهر الجوية المؤثرة على مختلف مناطق المملكة، ويهدف المركز من خلال نشر مثل هذه التقارير إلى تنبيه الجهات المختصة والسكان بضرورة توخي الحيطة والحذر، واتخاذ التدابير المناسبة التي تضمن سلامة الأرواح والممتلكات، خاصة في ظل التحذير من تدني مدى الرؤية، والذي يعد من أبرز العوامل التي تتسبب في الحوادث المرورية والانقطاعات اللوجستية، سواء على الطرق البرية أو في الموانئ البحرية.
ويشير التقرير إلى أن هذه الحالة الجوية من الرياح الشديدة وتدني الرؤية الأفقية ستستمر، بمشيئة الله تعالى، حتى الساعة الثامنة من مساء هذا اليوم، وتأتي هذه الظروف ضمن النمط الموسمي المعتاد في هذا الوقت من العام، حيث تتسم المناطق الساحلية في المملكة برياح نشطة نتيجة التغيرات الحرارية بين اليابسة والبحر، وهو ما يعزز من احتمالية تشكل اضطرابات هوائية تؤثر على جودة الهواء والرؤية ودرجات الحرارة.
وفي هذا السياق، يُوصى جميع السكان في محافظتي الليث وبحرة، خصوصًا أولئك الذين يخططون للتنقل أو قيادة المركبات، بالمتابعة المستمرة للتقارير الجوية الصادرة عن المركز، والالتزام بالتوجيهات المرورية الصادرة من الجهات المعنية، لتفادي المخاطر المرتبطة بمثل هذه الظروف الجوية، كما يُنصح الصيادون ومرتادو البحر بتأجيل الأنشطة البحرية خلال فترة التنبيه، خصوصًا في ظل تأثر المناطق الساحلية برياح قوية يمكن أن تشكل خطورة على الملاحة، وعلى القوارب الصغيرة على وجه الخصوص.
ويُذكر أن المركز الوطني للأرصاد يعتمد في تقاريره وتنبيهاته على شبكة متكاملة من محطات الرصد الحديثة، المدعومة بتقنيات الاستشعار عن بُعد ونماذج التنبؤات العددية المتقدمة، التي تُسهم في توفير معلومات آنية ودقيقة حول حالة الطقس، ما يُمكّن من سرعة الاستجابة واتخاذ القرار المناسب من قِبل الجهات المعنية، ويؤكد المركز في كل مناسبة أهمية الدور التكاملي بينه وبين الجهات التنفيذية كالدفاع المدني، ووزارة النقل، ووزارة الصحة، لما له من أثر بالغ في الحد من المخاطر وتقليل الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تبذل فيه المملكة جهودًا كبيرة للارتقاء بجودة الحياة وتعزيز عناصر السلامة العامة، وهو ما يُجسد التوجه الوطني نحو تحقيق أقصى درجات الجاهزية والاستجابة للأزمات، لا سيما المرتبطة بالمناخ والطقس، ويعمل المركز الوطني للأرصاد على تطوير أدواته وخدماته التنبؤية والتحذيرية، ضمن إطار رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا بالغًا بمسارات التنمية المستدامة، من خلال حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز وعي الأفراد والمجتمع بمخاطر التقلبات الجوية وطرق التعامل معها.
ويُشار إلى أن مثل هذه الحالات من الرياح الشديدة تكون مصحوبة أحيانًا بزخات غبارية، قد تؤثر على صحة الأفراد، خصوصًا من يعانون من مشاكل تنفسية، كمرضى الربو وكبار السن، وهو ما يستوجب منهم البقاء في أماكن مغلقة، وتجنب الخروج غير الضروري حتى انتهاء الحالة الجوية، كما يُوصى بتثبيت الأجسام المتحركة فوق المباني أو في الفضاءات المفتوحة، تفاديًا لسقوطها بسبب شدة الرياح، والتي قد تتسبب في أضرار مادية.
وفي ضوء استمرار التنبيه حتى المساء، يواصل المركز الوطني للأرصاد مراقبة تطورات الحالة لحظة بلحظة، وسوف يُصدر التحديثات اللازمة في حال حدوث أي تغيرات في مدى التأثير أو مدته الزمنية، داعيًا الجميع إلى متابعة المنصات الرسمية للمركز للحصول على المعلومات الدقيقة والمعتمدة.