يدور تساؤل كبير في الأوساط الرياضية حول المستقبل المحتمل لأسطورة كرة القدم البرتغالية كريستيانو رونالدو، ومدى تأثير غيابه المحتمل عن كأس العالم 2026 على عالم كرة القدم، سواء من الناحية الرياضية أو الاقتصادية، فمجرد التفكير في سيناريو لا يشارك فيه "صاروخ ماديرا" في هذا المحفل العالمي يُثير قلقًا واسعًا، ويُنبئ بخسائر محتملة قد تتجاوز حدود الملعب.
يُعد رونالدو، ببلوغه 41 عامًا بحلول مونديال 2026، ظاهرة استثنائية في عالم كرة القدم، وقد أعرب عن طموحه في المشاركة للمرة السادسة في تاريخه، وهذا الطموح يُقابل بتساؤلات حول قدرته البدنية على مواصلة اللعب على أعلى مستوى، بالرغم من التزامه غير العادي بالحفاظ على لياقته البدنية وتألقه المستمر في تسجيل الأهداف مع ناديه، لكن، في عالم كرة القدم، لا شيء مضمون.
غياب لاعب بحجم كريستيانو رونالدو عن كأس العالم، بغض النظر عن الأسباب، سيكون له تداعيات اقتصادية ضخمة، فالنجم البرتغالي ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو علامة تجارية عالمية تُدر مليارات الدولارات، وجوده في أي بطولة كبرى يُعزز من القيمة التسويقية للحدث، ويُضاعف من إيرادات البث التلفزيوني، وعقود الرعاية، ومبيعات التذاكر، والمنتجات الرسمية، فكم من المشجعين يُشاهدون المباريات ويُسافرون خصيصًا لمشاهدة رونالدو؟
وعلى الصعيد الرياضي، فإن غياب رونالدو سيُشكل خسارة فادحة للمنتخب البرتغالي، فبالرغم من امتلاك البرتغال لجيل ذهبي من اللاعبين الموهوبين، إلا أن وجود رونالدو يُضفي خبرة قيادية فريدة، وقدرة تهديفية استثنائية، وحضورًا طاغيًا يُلهم زملاءه ويُربك الخصوم، فكم من مرة حسم فيها رونالدو مباريات صعبة بلمسة سحرية أو هدف قاتل؟ هذا التأثير لا يُمكن تعويضه بسهولة.
الخسائر لن تقتصر على الجهة المنظمة للبطولة أو المنتخب البرتغالي فحسب، بل ستمتد لتشمل المشجعين حول العالم، فملايين العشاق يُتابعون رونالدو بشغف، ويُشكلون جزءًا أساسيًا من القاعدة الجماهيرية لكأس العالم، غيابه سيُؤثر على الحماس العام للبطولة، وقد يُقلل من نسبة المشاهدة العالمية، خاصة في الأسواق التي يُحظى فيها بشعبية جارفة.
وعلى الرغم من أن رونالدو لا يزال يُسجل الأهداف ويُقدم مستويات جيدة، إلا أن عامل السن يفرض تحدياته، الأداء الفردي المتميز لا يُمكن أن يضمن وحده التأهل للمونديال أو تحقيق النجاح فيه، فكرة القدم لعبة جماعية، ومع ذلك، فإن القلق من عدم رؤية رونالدو في مونديال 2026 يُظلّ حاضرًا، خاصة مع اقتراب التصفيات الحاسمة.
يبقى السؤال مطروحًا: من سيتحمل الثمن الحقيقي لغياب نجم بحجم كريستيانو رونالدو عن كأس العالم؟ الإجابة لا تقتصر على طرف واحد، فالاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) سيُفقد جزءًا من بريقه التجاري، والمنتخب البرتغالي سيُفقد قائده وهدافه التاريخي، والجماهير ستُفقد متعة مشاهدة أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة، إنه سيناريو يُثير الكثير من المخاوف والتساؤلات حول مستقبل اللعبة والنجومية الفردية فيها.
وفي الختام، بينما تُبذل الجهود الحثيثة لضمان مشاركة رونالدو، فإن حقيقة أن هذه التساؤلات تُطرح بقوة تُشير إلى حجم الأثر الذي يُمكن أن يُحدثه غياب أيقونة بهذا الحجم، فمونديال بدون رونالدو سيكون مختلفًا بلا شك، والأيام القادمة وحدها ستُجيب على السؤال الكبير: هل نرى رونالدو في مونديال 2026، أم أن أبواب الخسائر ستُفتح على مصراعيها؟