تواصل الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية جهودها المكثفة لتسهيل مغادرة ضيوف الرحمن بعد إتمام مناسك الحج لعام 1446هـ، حيث شهد منفذ الوديعة البري تنظيمًا عاليًا وإجراءات ميسّرة لخدمة الحجاج العائدين إلى بلدانهم عبر هذا المنفذ الحيوي.
ويُعد منفذ الوديعة الواقع على الحدود الجنوبية الشرقية أحد المنافذ البرية المهمة التي تشهد حركة نشطة خلال موسم الحج، خاصة للحجاج القادمين من الجمهورية اليمنية، والذين اختاروا أداء مناسكهم هذا العام ضمن المسار البري.
وقد وفّرت الجهات المختصة في المنفذ إمكانيات بشرية وتقنية متقدمة لضمان انسيابية عبور الحجاج، سواء على مستوى الإجراءات الإدارية أو الفحوصات النظامية، مما أسهم في تقليل فترات الانتظار وتحقيق تجربة مريحة للحجاج المغادرين.
وتتكامل هذه الجهود بين عدد من القطاعات، تشمل الجوازات، والجمارك، ووزارة الصحة، ووزارة الحج والعمرة، بالإضافة إلى الجهات الأمنية، ضمن خطة ميدانية موحدة تعمل على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن.
وشهدت عمليات المغادرة هذا العام مستوى متقدمًا من التنظيم، حيث تم تخصيص مسارات خاصة للحجاج، وتوفير نقاط استقبال مزودة بالفرق الميدانية والكوادر المتخصصة، لضمان سلاسة الحركة داخل المنفذ وتقليل التكدس.
وأكدت التقارير الرسمية أن مغادرة الحجاج عبر الوديعة تسير وفق جدول زمني دقيق، يأخذ في الاعتبار كثافة الحركة في أوقات الذروة، ويهدف إلى توزيع الأحمال بشكل متوازن على مدار اليوم.
ومن جانبها، قامت الجوازات السعودية بزيادة عدد الكوادر العاملة في المنفذ، وتوسيع نقاط الخدمة لتسريع إجراءات الدخول والخروج، في حين عملت الجمارك على تسهيل الفحص الميداني للأمتعة والمركبات دون الإخلال بالاشتراطات النظامية.
كما شاركت وزارة الصحة من خلال فرقها الميدانية في تنفيذ الإجراءات الوقائية اللازمة، والتأكد من استكمال الحجاج لمتطلبات الصحة العامة قبل مغادرتهم، لضمان سلامتهم وسلامة البيئة الصحية في البلاد.
وقد عبّر عدد من الحجاج المغادرين عن امتنانهم لحسن التنظيم وسرعة الإجراءات، مشيرين إلى أن ما وجدوه من حفاوة واستقبال وخدمات يعكس التزام المملكة بتقديم أفضل تجربة ممكنة لضيوف الرحمن منذ لحظة قدومهم وحتى مغادرتهم.
وأشارت وزارة الحج والعمرة إلى أن خطة التفويج البري لهذا الموسم نُفذت وفق معايير دقيقة، بالتنسيق مع بعثات الحج الرسمية ومكاتب الخدمات، وذلك في إطار حرص الوزارة على تحسين تجربة الحاج في كافة مراحل الرحلة.
ويحظى منفذ الوديعة بدور استراتيجي في كل موسم حج، حيث يُعد بوابة رئيسية لعبور الحجاج اليمنيين، والذين يمثلون شريحة مهمة من الحجاج القادمين عبر البر، وتعمل المملكة باستمرار على تطوير المنفذ وتوسيع قدراته الاستيعابية.
ويعكس هذا التنظيم جزءًا من الرؤية التكاملية التي تنفذها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، والتي تركز على الجودة في الأداء، والتقنية في المتابعة، والتنسيق المتبادل بين القطاعات بما يضمن أقصى درجات الراحة للحجاج.
كما يبرز هذا الجهد كأحد النماذج الناجحة في إدارة الحشود البرية خلال مواسم الذروة، ويؤكد على قدرة المملكة في التعامل مع مختلف السيناريوهات بكفاءة عالية، استنادًا إلى تراكم الخبرات وتحديث الخطط بشكل دوري.
وتسعى الجهات المختصة إلى تقييم عمليات مغادرة الحجاج عقب انتهاء الموسم، من خلال تقارير ميدانية وملاحظات الفرق العاملة، بهدف تحسين نقاط الخدمة، وتوسيع الطاقة التشغيلية في المواسم القادمة وفق أعلى المعايير.
وفي ضوء هذه الجهود، يتجسد حرص المملكة الدائم على تقديم أفضل ما لديها في كل ما يتعلق بشؤون الحجاج، بما في ذلك رحلة المغادرة التي تُعد ختامًا مهمًا لتجربة روحانية عظيمة عاشها الملايين من ضيوف الرحمن هذا العام.