الدفاع المدني
هل هو بفعل فاعل؟.. "الدفاع المدني" يبدأ التحقيق في أسباب الحريق الذي اندلع في جبال الطائف
كتب بواسطة: هلال الحداد |

باشرت فرق الدفاع المدني بمدينة الطائف، اليوم الأحد، حريقًا اندلع في منطقة جبلية مغطاة بالأشجار والأعشاب، في ظل أجواء حارة ورياح نشطة ساهمت في انتشار ألسنة اللهب.

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني عبر صفحتها الرسمية على منصة "إكس"، أن الفرق الميدانية بدأت على الفور في تنفيذ عمليات الإخماد والاحتواء في موقع الحريق، الذي وقع على أحد جبال الطائف ذات الطبيعة الوعرة.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن الحريق اندلع في مساحة تغطيها أعشاب يابسة وأشجار برية، ما ساعد على سرعة انتشار النيران، فيما لم تُسجل حتى الآن أي إصابات بشرية، وفقًا للتحديثات الرسمية من الجهات المختصة.

وتواصل فرق الإطفاء، مدعومة بوحدات متخصصة وآليات ثقيلة، جهودها في التعامل مع الحريق للحد من توسعه، وسط صعوبة في الوصول إلى بعض المناطق بسبب التضاريس الجبلية.

وأكدت المديرية أن عمليات المكافحة تُجرى بحذر شديد لتفادي حدوث أي ارتدادات أو انهيارات في الصخور المحيطة، مشيرةً إلى أن الرياح المتقلبة تشكل تحديًا أمام جهود السيطرة التامة على النيران.

وقد تم تفعيل خطط الطوارئ الخاصة بمثل هذه الحالات، حيث استُدعيت وحدات إضافية لدعم الفرق العاملة على الأرض، مع وجود تنسيق مباشر مع الجهات الأمنية والبلدية لضمان سرعة التعامل مع الموقف.

وأوضحت مصادر ميدانية أن الدخان الكثيف غطى أجزاءً من المنطقة المحيطة بالحريق، ما استدعى اتخاذ إجراءات احترازية لحماية السكان المجاورين، وتوجيه التنبيهات بضرورة الابتعاد عن الموقع حتى انتهاء عمليات الإخماد.

وفي سياق متصل، شدّدت مديرية الدفاع المدني على أهمية اتباع الإرشادات الوقائية، وعدم إشعال النار في المناطق البرية أو الجبلية خلال هذه الفترة، نظرًا لجفاف الأعشاب وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من احتمالية اندلاع الحرائق.

وسجّلت المملكة خلال الأيام الماضية ارتفاعًا في درجات الحرارة بعدة مناطق، بما في ذلك الطائف، ما يُعد من العوامل المساعدة على اندلاع مثل هذه الحرائق، خاصة في المواقع التي تحتوي على نباتات يابسة.

ويُعد موسم الصيف من أكثر الفترات التي تشهد حوادث حرائق الغابات والأعشاب في المناطق الجبلية بالمملكة، مما يستدعي جهوزية عالية لدى الجهات المعنية واستجابة فورية لأي بلاغات طارئة.

وتُعرف منطقة الطائف بطبيعتها الجبلية الخضراء، التي تشكّل متنفسًا سياحيًا في الصيف، لكن كثافة الغطاء النباتي تصبح عاملاً خطرًا حال تعرضها للحرائق، مما يهدد التنوع البيئي ويُحدث خسائر في الغطاء النباتي.

ويأتي هذا الحريق ضمن سلسلة حوادث مشابهة شهدتها مناطق جبلية أخرى في السنوات الأخيرة، ما يسلّط الضوء على الحاجة المستمرة لتوعية الزوّار والمتنزهين بأهمية المحافظة على البيئة وتجنب الممارسات العشوائية.

ويُنتظر أن تُصدر المديرية العامة للدفاع المدني تقريرًا مفصلًا لاحقًا حول أسباب الحريق، وحجم الأضرار البيئية المحتملة، والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.

وتؤكد الجهات المختصة استمرار عمليات الإخماد حتى السيطرة الكاملة على الحريق، مشيدة بجهود رجال الدفاع المدني والجهات الداعمة الذين يعملون تحت ظروف مناخية صعبة وظروف جغرافية شاقة.