دعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جميع قاصدي المسجد الحرام إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية، في إطار سعيها الحثيث للحفاظ على صحة وسلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الزيارة والعمرة.
وشددت الهيئة على أهمية التقيد بالتعليمات الصحية التي وضعتها بالتعاون مع الجهات المعنية، مؤكدة أن هذه التوجيهات تصب في مصلحة الجميع وتسهم في خلق بيئة آمنة تعزز من السكينة والخشوع داخل أروقة الحرم المكي الشريف.
ومن أبرز الإرشادات التي أكدت عليها الهيئة، ضرورة ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، واستخدام المعقمات بشكل دوري، خاصة بعد لمس الأسطح أو التعامل مع الأغراض الشخصية، بما يقلل فرص انتقال العدوى بين الزوار.
كما أوصت الهيئة بغسل اليدين بالماء والصابون بشكل منتظم، وهو الإجراء الوقائي الأول الذي توصي به المنظمات الصحية العالمية، إلى جانب استخدام الأدوات الشخصية وتجنب مشاركتها مع الآخرين مهما كانت درجة القرب.
ولفتت إلى أهمية شرب كميات كافية من الماء، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة داخل مكة المكرمة خلال هذه الفترة من العام، ما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالجفاف وضمان بقاء الجسم في حالة توازن صحي.
ونبّهت الهيئة على ضرورة تفادي التزاحم الشديد عند مداخل ومخارج المسجد الحرام، ودعت الزوار إلى التحلي بالصبر والتعاون، وتوزيع أوقات الدخول والخروج بما يخفف الضغط ويضمن انسيابية حركة الحشود.
ودعت الهيئة أيضًا كل من يشعر بأي أعراض صحية مفاجئة أو غير معتادة إلى التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي، وعدم تجاهل أي إشارات جسدية قد تكون مؤشرًا على حالة مرضية تحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
كما أكدت على أهمية الحفاظ على نظافة المسجد الحرام من خلال رمي النفايات في الأماكن المخصصة، ما يُسهم في تعزيز بيئة تعبدية نظيفة وآمنة تليق بحرمة المكان وطهارته.
وفي هذا السياق، كشفت الهيئة أن قاصدي المسجد الحرام يتمتعون بخدمات صحية متوفرة على مدار الساعة، عبر ثلاثة مراكز طوارئ منتشرة داخل الحرم، تم تجهيزها بأحدث الوسائل الطبية لخدمة ضيوف الرحمن.
وأوضحت أن مركز طوارئ الحرم رقم (1) يقع في الدور الأول من توسعة الملك فهد، وهو مجهز لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية الفورية لأي طارئ صحي قد يحدث أثناء أداء المناسك.
فيما يقع مركز طوارئ الحرم رقم (3) في الرواق السعودي بالقرب من باب الصفا – جوار مصلى الجنائز سابقًا – وهو يخدم شريحة واسعة من الزوار الذين يترددون على هذه الجهة من الحرم.
أما المركز الثالث، وهو مركز طوارئ الحرم رقم (4)، فيقع في الدور الأول من الرواق السعودي بالقرب من جسر أجياد، ويوفر بدوره خدمات طبية عاجلة، ويعمل ضمن منظومة متكاملة لضمان سرعة الاستجابة وتقديم الرعاية.
ويشرف على تشغيل هذه المراكز الثلاثة "تجمع مكة المكرمة الصحي"، الذي يتولى أيضًا مهمة تقديم التوعية والرعاية الصحية الأولية داخل المسجد الحرام، بالتعاون الكامل مع الهيئة العامة للعناية بالمسجدين الشريفين.
وأكدت الهيئة أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية تكاملية هدفها تقديم خدمات صحية عالية الجودة، تتوافق مع حجم الزحام وتنوع الحالات، وتتماشى مع التوجهات الحديثة في إدارة الحشود ورعاية الصحة العامة.
وتُعَد هذه الإجراءات جزءًا من منظومة شاملة تضعها الهيئة موضع التنفيذ سنويًا، بتوجيه من القيادة الرشيدة - أيدها الله - التي لا تدخر جهدًا في سبيل تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، بما يضمن أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.