Mid Journey
لم تعد للصور الثابتة فقط.. "Midjourney" تطلق أخطر ميزاتها على الإطلاق.. فما هي؟
كتب بواسطة: سماح الرائع |

في خطوة طال انتظارها، أعلنت شركة Midjourney رسميًا عن إطلاق أول نموذج لها لتوليد مقاطع الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، في توسّع جديد لقدراتها الإبداعية التي لطالما اقتصرت على إنتاج الصور الثابتة عالية الجودة.

 وتهدف الشركة من خلال هذه الخطوة إلى منح المستخدمين القدرة على تحريك الصور، سواء كانت منتجة عبر المنصة نفسها أو جرى تحميلها من مصادر خارجية، لتتحول إلى مقاطع فيديو قصيرة ومبهرة دون الحاجة إلى أدوات تحرير تقليدية أو معرفة تقنية متقدمة.

الخدمة الجديدة متاحة حاليًا حصريًا من خلال واجهة الويب، وتأتي ضمن خطة اشتراك شهرية تبدأ من 10 دولارات، مما يجعلها في متناول قاعدة واسعة من المستخدمين من الهواة والمحترفين على حد سواء.

وتتيح الأداة للمستخدم إنشاء مقاطع فيديو مدتها 5 ثوانٍ، مع إمكانية تمديد المدة لأربع ثوانٍ إضافية في كل مرة، حتى سقف 20 ثانية، وهو ما يوفر مرونة كافية لإنتاج مشاهد متحركة قصيرة بلمسة فنية عالية.

هذه الخطوة تُعد تحوّلًا استراتيجيًا في مسار Midjourney، التي بنت شهرتها على جودة الصور الثابتة التي تُنتجها خوارزمياتها التوليدية المتقدمة، فبدخولها مجال الفيديو، تكون الشركة.

وقد وضعت نفسها في قلب معركة تنافسية محتدمة بين عمالقة التقنية، الذين يسابقون الزمن لتقديم حلول مرئية مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تلبية احتياجات صناع المحتوى المعاصرين.

المنافسة في هذا المجال أصبحت شرسة، حيث كشفت جوجل في مؤتمر I/O الأخير عن نموذجها المتطور "Veo 3" لإنشاء مقاطع فيديو من أوامر نصية، إلى جانب أداة "Flow" لدعم عمليات الإنتاج السينمائي، أما OpenAI.

 فقد أثارت ضجة واسعة بإعلانها عن نموذج "Sora"، الذي وُصف بأنه نقلة نوعية في إنتاج الفيديو التوليدي، بينما تواصل أدوبي هي الأخرى تطوير أداة "Firefly Video"، التي تتيح توليد الفيديو من نصوص أو صور، مستفيدة من تراثها العريق في البرمجيات الإبداعية.

لكن وسط هذه التحركات التقنية اللافتة، تواجه Midjourney تحديًا قانونيًا ثقيلًا، حيث رفعت شركتا ديزني و NBCUniversal دعوى قضائية ضدها، تتهمان فيها الشركة باستخدام محتوى محمي بحقوق النشر في تدريب نماذجها دون الحصول على إذن مسبق.

 ورغم أن هذه المعركة القضائية لا تزال في بدايتها، إلا أنها تسلط الضوء على معضلة متنامية في صناعة الذكاء الاصطناعي، تتعلق بكيفية تدريب النماذج على بيانات مرخصة ومدى التزام الشركات بحقوق الملكية الفكرية.

ورغم العقبات، ترى Midjourney في هذه الميزة الجديدة فرصة لتعزيز مكانتها لدى فئات مختلفة من المستخدمين، لا سيما منشئي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، والمصممين، والمسوّقين الرقميين، الذين يبحثون دومًا عن أدوات مرنة وسريعة لإنشاء محتوى بصري جذاب دون الدخول في تعقيدات التحرير التقليدي، فالقدرة على تحريك صورة بثوانٍ معدودة تفتح الباب أمام إمكانيات لا محدودة في السرد البصري والإعلانات والإبداع الشخصي.

يعوّل كثير من المستخدمين على مرونة واجهة الاستخدام الخاصة بـ Midjourney، والتي تُعرف ببساطتها وقوة نواتجها، ليكون الجيل الأول من الفيديوهات التوليدية لديها منافسًا حقيقيًا في هذا المجال الناشئ.

 وبينما يُعد دخول Midjourney متأخرًا نسبيًا إلى عالم الفيديو مقارنة ببقية الشركات الكبرى، إلا أن قاعدة مستخدميها المخلصة وخبرتها في التعامل مع المحتوى البصري قد تمنحها دفعة نوعية للّحاق بالركب بل وربما تجاوزه.

ومن غير المستبعد أن تعمل Midjourney خلال الأشهر المقبلة على تطوير خوارزميات أكثر تقدمًا، وطرح ميزات موسعة تتيح تخصيص الحركة، وتغيير المشاهد، ودمج النصوص، أو حتى مزامنة الصوت مع الفيديو، وفي ظل تسارع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، قد تكون هذه الخطوة الأولى فقط في مسار طويل من التطوير المستمر والتوسع في الإنتاج المرئي.

يبقى أن ننتظر كيف ستواجه Midjourney التحديات التقنية والقانونية المقبلة، وما إذا كانت ستنجح في ترسيخ أقدامها في مجال إنتاج الفيديو كما فعلت سابقًا في مجال الصور، خاصة وأن سوق أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية لم يعد مجرد تجربة، بل أصبح أحد أعمدة الصناعة البصرية الحديثة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار