مدينة الملك عبدالله الطبية
كانت تملك 4.5 ساعات فقط للبقاء على قيد الحياة.. قصة تدخل طبي مذهل في "النافذة الذهبية"
كتب بواسطة: سعيد الصالح |

أسهم تطبيق بروتوكولات "علاج السكتات الدماغية" ضمن مسارات نموذج الرعاية الصحية السعودي في إنقاذ حياة مواطنة بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، بعد تدخل طبي عالي السرعة خلال وقت قياسي لم يتجاوز 30 دقيقة.

المواطنة كانت تعاني من سكتة دماغية حادة، وتم التعامل مع حالتها بشكل فوري بفضل الجاهزية العالية للفريق الطبي وتفعيل المسار العلاجي الخاص بالسكتات ضمن النموذج الوطني للرعاية.

ووفقًا لتفاصيل الحالة، فقد وصل التنسيق المبكر مع الهلال الأحمر إلى دور محوري في إيصال المستفيدة إلى قسم الطوارئ بالمدينة الطبية في أسرع وقت ممكن، وهو ما ساهم بشكل حاسم في اتخاذ التدخل الطبي ضمن ما يُعرف بالنافذة الذهبية.

وتُعد "النافذة الذهبية" المرحلة الزمنية الحرجة التي تُمكّن الفرق الطبية من إنقاذ خلايا الدماغ خلال 4.5 ساعات فقط من حدوث السكتة، قبل أن يتعرض الدماغ لتلف دائم يصعب علاجه.

وخلال هذه النافذة، تمكّن الفريق الطبي من استعادة التروية الدماغية جزئيًا، حيث تم إدخال المريضة مباشرة في مسار الطوارئ العصبية، ليبدأ العمل المتكامل تحت إشراف نخبة من الاستشاريين في تخصصات المخ والأعصاب والأشعة التداخلية.

وأفاد تجمع مكة المكرمة الصحي أن الفريق التكاملي بالمدينة الطبية عمل بانسجام عالٍ، ما ساعد في تجنب مضاعفات خطيرة كانت تهدد المريضة، وذلك باستخدام القسطرة الدماغية لإزالة الخثرة التي أغلقت الشريان الحيوي.

الإجراء الدقيق نفذه استشاري الأشعة العصبية التداخلية الدكتور محمد رواس، بنجاح تام وبدون أي مضاعفات، ليُسجل هذا التدخل كواحد من النماذج الناجحة في تطبيق البروتوكولات الوطنية لعلاج السكتات.

كما أوضح الفريق الطبي أن تحسن المؤشرات العصبية ظهر بشكل سريع بعد ساعات من التدخل، حيث انخفض مقياس السكتة الدماغية (NIHSS) من 22 إلى 4، في دلالة واضحة على فعالية التدخل المبكر.

هذه النتيجة تعكس التقدم الكبير الذي حققته المملكة في مجال رعاية الحالات الحرجة، خاصة مع وجود مراكز طبية متقدمة تعتمد على التنسيق الذكي بين فرق الإسعاف والطوارئ والاختصاصيين.

النجاح المحقق يُعزى إلى اعتماد مدينة الملك عبدالله الطبية على تقنيات حديثة وكفاءات وطنية عالية التدريب، تعمل ضمن نظام صحي يتكامل مع رؤية المملكة 2030 في تطوير قطاع الرعاية الصحية.

ويُعد تفعيل مسار السكتات الدماغية جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة عبر تقديم رعاية متخصصة، تقوم على السرعة والدقة والجاهزية الكاملة على مدار الساعة.

وأكد استشاري المخ والأعصاب والسكتات الدماغية الدكتور زياد الجندي، المشرف على الحالة، أن هذه التجربة توضح كيف يمكن للبروتوكولات المعتمدة أن تحدث فارقًا جذريًا في مصير المريض خلال دقائق معدودة.

وأوضح أن التكامل بين التخصصات المختلفة وتوافر البنية التحتية المتطورة داخل المدينة الطبية، كانا مفتاح النجاح في إنقاذ حياة المريضة، وتجاوز مرحلة الخطر بأقل أضرار ممكنة.

واختتم تجمع مكة المكرمة الصحي بالتأكيد على أهمية هذا النوع من التدخلات في دعم التوجه الوطني نحو رعاية صحية مستدامة وفعالة، تعزز من مكانة المملكة كمركز طبي مرجعي إقليميًا وعالميًا.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار