المدينة المنورة
"المحطة الأخيرة" في رحلة العمر.. أين يقضي ضيوف الرحمن أيامهم الأخيرة قبل العودة إلى ديارهم؟
كتب بواسطة: سعيد الصالح |

اختتم ضيوف الرحمن زيارتهم المباركة للمدينة المنورة، بعد أن منّ الله عليهم بأداء مناسك الحج، لتكون المدينة المنورة محطتهم الروحانية الأخيرة، حيث أدوا الصلوات في المسجد النبوي الشريف، وزاروا عددًا من المعالم الإسلامية والتاريخية التي تزخر بها المدينة.

وكانت زيارة المسجد النبوي بالنسبة للحجاج لحظة روحانية خاصة، حيث أقبلوا على أداء الصلاة في الروضة الشريفة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، وسط أجواء إيمانية يغمرها السكون والسكينة.

وامتدت زيارات الحجاج إلى عدد من المواقع الإسلامية المهمة في المدينة، من أبرزها مسجد قباء، ومسجد القبلتين، وجبل أحد، ومقبرة شهداء أحد، ما أضفى طابعًا معرفيًا وتاريخيًا على رحلتهم، إلى جانب بعدها الديني.

وخلال أيامهم الأخيرة في المدينة، حرص الحجاج على اقتناء الهدايا التذكارية التي تعبّر عن تجربتهم الإيمانية، والتي تُعد بمثابة رسائل محبة وذكرى خالدة يحملونها إلى ذويهم وأصدقائهم في بلدانهم.

وشملت الهدايا الأكثر رواجًا بين الحجاج التمور بأنواعها المختلفة، وخاصة "عجوة المدينة"، والمسابح المصنوعة يدويًا، وخواتم الفضة، والعطور الشرقية، إضافة إلى المشغولات الذهبية والمنتجات الحرفية المستوحاة من تراث المدينة.

كما حرص كثير من الحجاج على اقتناء عبوات مياه زمزم المخصصة للنقل الجوي، لتكون ضمن الهدايا الرمزية التي يصطحبونها معهم، لما لها من مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم.

ورصدت عدسات الحجاج لحظاتهم الجميلة بعدسات هواتفهم وكاميراتهم في المسجد النبوي وساحاته المضيئة، وفي أماكن أخرى مثل مقبرة البقيع ومعالم المدينة، توثيقًا لرحلة العمر التي تمزج بين العبادة والعاطفة والتاريخ.

وأعرب العديد من الحجاج عن سعادتهم الغامرة وشعورهم بالرضا بعد أداء الفريضة وزيارة المسجد النبوي، مؤكدين أن لحظات الوداع للمدينة تحمل خليطًا من الفرح بإتمام المناسك، والحزن على مغادرة هذه البقاع الطاهرة.

وقال أحد الحجاج القادمين من جنوب آسيا إن مشاعره لا توصف بعد أن حقق حلمه الطويل بزيارة المدينة المنورة، مشيرًا إلى أنه حرص على شراء تمور المدينة وعطورها التقليدية كهدية لأبنائه، لتكون ذكرى من رحلة روحية لن تُنسى.

فيما ذكرت حاجة من إحدى الدول الأفريقية أنها حرصت على زيارة كافة المعالم الإسلامية، وأنها شعرت بارتباط عاطفي كبير عند الوقوف على جبل أحد، حيث استذكرت غزوة أحد وسير الصحابة الكرام، وهو ما زادها فخرًا وإيمانًا.

من جانبهم، عبّر عدد من أصحاب المحلات التجارية في المنطقة المركزية عن رضاهم بالموسم، حيث أشار أحدهم إلى أن الحجاج يُقبلون بكثافة على الأسواق في الأيام الأخيرة قبل مغادرتهم، ويهتمون بشراء الهدايا ذات الطابع المحلي.

وأضاف أحد التجار أن التمور لا تزال تتصدر قائمة المبيعات، تليها المسابح والعطور الشرقية، مؤكدًا أن الزوار يفضلون المنتجات المرتبطة بالهوية الإسلامية والتراث المديني، ما يعكس رغبتهم في حمل جزء من روح المكان معهم.

وتعكس الحركة التجارية النشطة المحيطة بالمسجد النبوي، خلال هذه الفترة، أحد أوجه التكامل بين الجانب الديني والاقتصادي في موسم الحج، حيث يستفيد سكان المدينة من موسم الحج كمصدر دخل موسمي يعزز من حيوية السوق المحلي.

وتبقى المدينة المنورة محطة استثنائية في رحلة الحجاج، فهي تمثل نهاية الرحلة الروحية وبداية الحنين، حيث تُغرس في ذاكرة الزائر مشاهد لا تُنسى من العبادة والخشوع والطمأنينة، وتُختتم بدموع الوداع والدعاء بالعودة مرة أخرى.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار