حققت الجامعة السعودية الإلكترونية إنجازًا نوعيًا جديدًا، بعدما تقدّمت في تصنيف "التايمز للتأثير" لعام 2025، وهو أحد التصنيفات العالمية المرموقة التي تقيس أداء الجامعات بناءً على أهداف التنمية المستدامة، ويُعد هذا التقدّم علامة فارقة في مسيرة الجامعة، التي تواصل تعزيز حضورها الأكاديمي والبحثي إقليميًا ودوليًا.
ويعكس هذا الإنجاز التزام الجامعة العميق بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، لا سيما في مجال التعليم الرقمي والتعلم المستدام، حيث تمكنت من إثبات كفاءتها في تطبيق استراتيجيات تعليمية مبتكرة، ساهمت في رفع جودة المخرجات الأكاديمية والبحثية، إلى جانب الأثر المجتمعي المتزايد الذي تُحدثه.
جاء هذا التقدير من مؤسسة التايمز الدولية بناء على تقييم شامل لمجموعة من المعايير، من أبرزها جودة التعليم، البحث العلمي، إدارة الموارد، التأثير المجتمعي، والمشاركة العالمية، وتفوقت الجامعة السعودية الإلكترونية على عدد كبير من الجامعات الناشئة، متقدمة بذلك في سلم الترتيب عن الأعوام السابقة.
الجامعة كانت قد كثفت جهودها خلال السنوات الثلاث الماضية لتوسيع شراكاتها الدولية، وزيادة عدد الأوراق العلمية المنشورة في مجلات مصنفة، إضافة إلى دعم مشاريع طلابية ذات طابع ابتكاري ترتبط بقضايا البيئة، الصحة، والمجتمع، وهي محاور أساسية في تصنيف "التايمز للتأثير".
ويُعد التقدّم في هذا التصنيف دليلًا على قدرة الجامعة السعودية الإلكترونية على تحويل التعليم الإلكتروني من خيار بديل إلى نموذج أصيل ذي أثر ملموس في التنمية، وهو ما أكدت عليه مرارًا إدارتها العليا، التي راهنت على التفوق التقني كمدخل لتحقيق تنافسية تعليمية مستدامة.
وساهم في هذا الإنجاز تبني الجامعة نهجًا علميًا صارمًا في تقويم الأداء الداخلي، حيث وُضعت مؤشرات دقيقة لقياس فاعلية البرامج، وكفاءة الكادر التدريسي، ومدى مواءمة المناهج مع احتياجات سوق العمل، فضلًا عن التركيز على استيعاب الذكاء الاصطناعي في البنية الأكاديمية.
كما كان لتوسيع نطاق التعليم المستمر وخدمة المجتمع دور بارز في تحقيق التقدم، إذ نظمت الجامعة خلال العامين الأخيرين سلسلة من الدورات النوعية والبرامج المهنية، استفاد منها آلاف المتعلمين في جميع مناطق المملكة، عبر تقنيات تعليمية متقدمة تُحاكي التوجهات العالمية.
من جهة أخرى، ركزت الجامعة على تمكين المرأة والشباب من خلال بيئة تعليمية مرنة وشاملة، عززت من نسبة المشاركة الأكاديمية والبحثية للطالبات والباحثات، بما يتماشى مع التزام الجامعة بقيم العدالة والمساواة، والتي تُعد من المحاور الرئيسة في معايير التصنيف.
وتُعد "التايمز للتأثير" أحد أهم التصنيفات التي تركز على البعد المجتمعي والبيئي للتعليم العالي، بخلاف التصنيفات التقليدية التي تُركّز فقط على المؤشرات البحثية، ويمنح هذا التقدير أهمية للجامعات التي تساهم فعليًا في صناعة التغيير الإيجابي من خلال التعليم والمعرفة.
وأشاد مختصون بهذا الإنجاز، مؤكدين أنه يعكس نضج النموذج الأكاديمي الذي تتبناه الجامعة السعودية الإلكترونية، الذي يُوازن بين الصرامة الأكاديمية والمرونة التقنية، ويُراعي خصوصية المرحلة التي يشهد فيها قطاع التعليم تحولات جذرية متسارعة على مستوى العالم.
ومن جهتها، أكدت إدارة الجامعة أن هذا التقدم لن يكون نهاية المطاف، بل هو دافع لتعزيز الجهود نحو مزيد من الانخراط العالمي، وتحقيق مراتب أعلى في التصنيفات المقبلة، عبر دعم البحث التطبيقي، وتشجيع المبادرات التي تخلق أثرًا حقيقيًا في بيئة الطالب والمجتمع.
وفي إطار استراتيجيتها المستقبلية، تعمل الجامعة على تطوير برامج ماجستير رقمية مرنة، واستقطاب كفاءات دولية، إضافة إلى عقد شراكات مع جهات حكومية وخاصة محليًا ودوليًا، بما يدعم موقعها كلاعب رئيسي في تطوير رأس المال البشري الوطني وفق أعلى المعايير.
ويترجم هذا الإنجاز أيضًا حرص الجامعة على تقديم نموذج سعودي فريد للتعليم الإلكتروني يُحتذى به إقليميًا، حيث أثبتت قدرتها على تقديم تعليم عالي الجودة دون المساس بالمعايير الأكاديمية، وفي الوقت ذاته مواكبة تحديات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.
ويُضاف هذا التقدّم في تصنيف "التايمز للتأثير" إلى سلسلة من الإنجازات السابقة التي حققتها الجامعة، كان آخرها دخولها في قائمة أفضل الجامعات العربية من حيث المرونة الرقمية ومبادرات التحول التقني، مما يعزز ثقة المجتمع الأكاديمي المحلي والعالمي بمستوى أدائها.