قبل المواجهة المنتظرة أمام نادي باتشوكا المكسيكي في كأس العالم للأندية، برزت أزمة جديدة داخل أروقة نادي الهلال السعودي، بعدما تم استبعاد أحد أبرز نجومه من التحضيرات الأخيرة للمباراة، قرار فني مفاجئ أثار تساؤلات عديدة وفتح باب التأويل حول مستقبل اللاعب ودوره في البطولة.
الإعلامي الرياضي عبد الله الحنيان، المعروف بقربه من أخبار الهلال، أكد عبر حسابه على منصة "إكس" أن المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي اتخذ قرارًا فنيًا باستبعاد المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش من تدريبات الفريق الأخيرة، قبل ساعات من اللقاء الحاسم أمام ممثل المكسيك.
غياب ميتروفيتش عن المران الأخير للفريق أثار الجدل، خاصة وأنه يُعد أحد أهم الأسماء في التشكيلة الزرقاء خلال الموسم الجاري، واللاعب كان عنصرًا حاسمًا في مباريات الهلال محليًا وقاريًا، وكان يُعوّل عليه الكثيرون في تقديم الإضافة خلال البطولة العالمية.
القرار المفاجئ بغياب اللاعب عن الحصة التدريبية لم يكن مرتبطًا بإصابة، وفق ما أكده مصدر قريب من النادي، مما رجّح كفة وجود أزمة داخلية بين الجهاز الفني واللاعب، أو ربما خلافات متعلقة بالانضباط أو الجاهزية البدنية.
وتأتي هذه الأنباء في وقت حساس جدًا للهلال، إذ يستعد الفريق لمواجهة قوية أمام باتشوكا، أحد أبرز أندية الكونكاكاف، والتي تمثل اختبارًا حقيقيًا لطموحات الهلال في مونديال الأندية، واستبعاد نجم هجومي بحجم ميتروفيتش قد يضع علامات استفهام حول الخيارات الهجومية لإنزاجي.
ورغم عدم صدور بيان رسمي من النادي حتى لحظة إعداد هذا التقرير، إلا أن تداول الخبر من مصادر موثوقة أعطاه مصداقية كبيرة، خصوصًا أن الحنيان من الأسماء الإعلامية المعتادة على تغطية أخبار الهلال بدقة وحيادية.
الجمهور الهلالي، كعادته، لم يقف موقف المتفرج، بل انقسم بين مؤيد لقرار المدرب باعتباره جزءًا من الانضباط الفني، وبين من عبّر عن قلقه من تأثير ذلك على الأداء الهجومي للفريق في البطولة. وتصدر وسم اللاعب محركات البحث والمنصات الرياضية.
ويرى بعض المحللين أن استبعاد ميتروفيتش ربما يكون جزءًا من خطة فنية مفاجئة من إنزاجي، الذي قد يفضل أسلوب لعب مغاير يتطلب تواجد أسماء ذات مواصفات مختلفة في خط الهجوم، لكن غياب المهاجم الصربي عن المران يثير الشكوك حول عمق العلاقة بين الطرفين.
وكان ميتروفيتش قد أثار جدلًا بسيطًا في الأسابيع الماضية بعد تغييره في إحدى مباريات الدوري المحلي، حيث ظهرت عليه ملامح الانزعاج، ما فتح باب الحديث عن وجود فتور في علاقته بالطاقم الفني، غير أن النادي حينها تعامل مع الموقف بهدوء تام.
من ناحية فنية، يملك الهلال عددًا من الخيارات الهجومية البديلة، إلا أن غياب اسم كبير بحجم ميتروفيتش في مباراة مونديالية قد يؤثر نفسيًا ومعنويًا على الفريق، خاصة إذا تأخر التسجيل أو واجه الفريق تكتلًا دفاعيًا من باتشوكا.
المباراة أمام باتشوكا تحمل طابعًا خاصًا، فهي بوابة العبور لنصف النهائي والاقتراب من المجد العالمي، ويُنتظر من الهلال أن يظهر بأفضل صورة تكتيكية، مما يجعل أي قرار فني محط تحليل وتقييم دقيق من الجمهور والإعلام.
ورغم ذلك، لا يزال إنزاجي يحظى بثقة الإدارة والجماهير، خاصة بعد التحسن الملحوظ في أداء الفريق تحت قيادته، وقد يرى البعض أن فرض الانضباط، إن كان سبب الاستبعاد تأديبيًا، يمثل خطوة ضرورية للحفاظ على التوازن داخل غرفة الملابس.
حتى اللحظة، لا يوجد ما يشير إلى أن الاستبعاد سيكون دائمًا أو سيمتد لما بعد البطولة، إلا أن ما حدث يكشف عن توتر ما خلف الكواليس في أحد أهم الأندية السعودية، والذي يخوض تحديًا دوليًا كبيرًا في كأس العالم للأندية.
الساعات القليلة القادمة قد تحمل المزيد من التفاصيل حول الموقف النهائي لميتروفيتش، وما إذا كان سيعود لقائمة الفريق أو يظل خارج الحسابات، وفي الحالتين، تبقى الأعين شاخصة نحو الهلال وكيف سيتعامل مع الموقف في معترك لا يقبل الأخطاء.