أنهى مؤشر الأسهم السعودية الرئيس تعاملاته ليوم الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ، ليواصل بذلك مساره الإيجابي وسط تحسن ملحوظ في أداء السوق مدعومًا بعمليات شراء انتقائية في عدد من القطاعات القيادية.

وسجّل المؤشر العام للسوق صعودًا قدره 254.04 نقطة، ليغلق عند مستوى 10964.28 نقطة، وهو ما يعكس حالة من التفاؤل بين المتداولين وتوجهًا متزايدًا نحو اقتناص الفرص الاستثمارية مع استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي.

وبلغت قيمة التداولات الإجمالية خلال الجلسة نحو 8.4 مليارات ريال، في حين وصلت كمية الأسهم المتداولة إلى أكثر من 435 مليون سهم، ما يعكس نشاطًا واسع النطاق وتفاعلًا واضحًا من المتعاملين في السوق.

وشهدت أسهم 248 شركة مدرجة ارتفاعًا في قيمتها السوقية خلال الجلسة، في مقابل تراجع أسهم خمس شركات فقط، ما يدل على اتساع نطاق المكاسب وتنوعها بين مختلف القطاعات.

وتصدرت قائمة الشركات المرتفعة كل من شركة البحر الأحمر، وسلامة، وسيسكو القابضة، إلى جانب السعودي الألماني الصحية وشركة أبو معطي، حيث تراوحت نسب الصعود بين 9.97% وقرابة 5%، مدعومة بأخبار إيجابية وحركة مضاربية لافتة.

في المقابل، جاءت أسهم سابك للمغذيات الزراعية، وأرامكو السعودية، وتعليم ريت، والاستثمار ريت، وسابك ضمن قائمة الشركات الأكثر تراجعًا، رغم الأداء الإيجابي العام للسوق، وسط عمليات جني أرباح محدودة في بعض الأسهم الثقيلة.

ورغم تسجيل أرامكو السعودية تراجعًا في القيمة السوقية خلال الجلسة، إلا أنها تصدرت قائمة الشركات الأكثر نشاطًا من حيث السيولة المتداولة، إلى جانب أسهم مصرف الراجحي، وطيران ناس، والبنك الأهلي، ومصرف الإنماء.

أما من حيث الكميات، فقد تصدرت أسهم أمريكانا، وأرامكو، وشمس، والباحة، وباتك قائمة الأنشط تداولًا، وهو ما يعكس توجه شريحة واسعة من المستثمرين إلى التداول النشط على الأسهم المتوسطة والصغيرة في قطاعات متنوعة.

ويعكس الأداء القوي للسوق الرئيسية اليوم توجه المستثمرين نحو تعويض الخسائر السابقة، خاصة بعد استقرار بعض العوامل المؤثرة عالميًا مثل أسعار النفط، وتحسن المؤشرات الاقتصادية في المنطقة.

وعلى جانب السوق الموازية "نمو"، سجل مؤشرها ارتفاعًا قويًا بلغ 492.72 نقطة، ليغلق عند مستوى 26850.79 نقطة، مواصلًا صعوده المستمر في ظل زيادة الإقبال على أسهم الشركات المدرجة حديثًا.

وشهدت "نمو" تداولات نشطة بلغت قيمتها 32 مليون ريال، وسط تداول أكثر من 4 ملايين سهم، وهو ما يعكس اهتمامًا متناميًا من المستثمرين الأفراد والمؤسسات بهذا السوق الواعد.

ويأتي هذا النشاط اللافت في السوقين الرئيس والموازي انعكاسًا للثقة المتزايدة لدى المتداولين، في ظل تحسن بعض المؤشرات المحلية وزيادة الاهتمام بالقطاعات الواعدة، خاصة المرتبطة بالتقنية والطاقة والصناعة.

وتُظهر التحركات الأخيرة للمؤشر العام ميلًا واضحًا نحو الاستقرار التدريجي، مع محاولات جدية لاختراق مستويات مقاومة نفسية مهمة خلال الأسابيع المقبلة، ما يُبقي المستثمرين في حالة ترقب واهتمام كبير.

ويرى مراقبون أن أداء السوق مرشح لمزيد من التحسن إذا ما استمرت النتائج المالية الإيجابية للشركات المدرجة، بالإضافة إلى استقرار البيئة الاقتصادية الإقليمية والدولية.