اختتم ناديا الأهلي المصري والترجي التونسي مشاركتهما في كأس العالم للأندية بحصيلة مالية متطابقة بلغت 12 مليون دولار لكل منهما، في مفاجأة أظهرت أن النتائج الرياضية المتباينة لم تؤثر على القيمة المالية النهائية التي حققها الفريقان العربيان. وجاءت هذه المكافآت وفقاً لنظام التوزيع المالي المعتمد في البطولة، والذي يضمن مبلغ 10 مليون دولار لكل فريق مشارك كمكافأة أساسية، بالإضافة إلى مليون دولار لكل فوز ونصف مليون دولار لكل تعادل، مما يعكس حرص الفيفا على تحفيز الأندية المشاركة وضمان عدالة التوزيع المالي، خاصة للأندية القادمة من القارات الأخرى غير أوروبا وأمريكا الجنوبية التي تهيمن تقليدياً على البطولة.
وسجل الأهلي المصري أداءً متوازناً نسبياً خلال مشاركته في البطولة، حيث تمكن من تحقيق تعادلين مقابل هزيمة واحدة، مما منحه نقطتين في الترتيب العام وعزز من رصيده المالي بمبلغ إضافي قدره مليونا دولار نتيجة التعادلين. وأظهر الفريق الأحمر قدرة على المنافسة أمام خصوم أقوى منه على الورق، مما يُحسب له رغم عدم تحقيق أي انتصار، كما أن هذا الأداء يمكن اعتباره مقبولاً للمشاركة الأولى في النسخة الموسعة من البطولة، خاصة وأن الفريق واجه تحديات كبيرة في التأقلم مع أجواء البطولة العالمية والمنافسة ضد أندية من مستويات مختلفة، مما جعل التعادلين إنجازاً يستحق التقدير في ظل الظروف المحيطة.
ومن جهته، سلك الترجي التونسي مساراً مختلفاً تماماً في البطولة، حيث تعرض لهزيمتين مقابل انتصار وحيد على نادي لوس أنجلوس الأمريكي، في أداء متقلب عكس صعوبة التكيف مع ضغوط البطولة العالمية. وبرغم الهزيمتين اللتين أثرتا سلباً على معنويات الفريق وجماهيره، تمكن النسر القرطاجي من تحقيق فوز ثمين منحه مليونين إضافيين من الدولارات، مما رفع رصيده المالي إلى نفس مستوى الأهلي رغم اختلاف النتائج، وهو ما يُظهر عدالة النظام المالي المعتمد في البطولة الذي يكافئ كل نتيجة إيجابية بغض النظر عن النتيجة النهائية للفريق، مما يحفز الأندية على بذل أقصى جهودها في كل مباراة.
وتأتي هذه المكافآت المالية الضخمة كتعويض جزئي عن الخروج المبكر للفريقين من البطولة، وتمثل دعماً مالياً مهماً لخزائن النادين التي ستستفيد من هذه الأموال في تطوير البنية التحتية وتعزيز الفرق في المواسم القادمة. ويمكن لهذه المبالغ أن تُحدث فارقاً كبيراً في ميزانيات الأندية العربية، خاصة في ظل التحديات المالية التي تواجهها معظم الأندية في المنطقة، كما أن هذا الدعم المالي قد يساهم في رفع مستوى الكرة العربية عموماً من خلال الاستثمار في اللاعبين والبنية التحتية، مما يعزز من فرص الأندية العربية في المشاركات المستقبلية في البطولات العالمية والقارية.
ومع خروج الأهلي والترجي إلى جانب الوداد المغربي والعين الإماراتي، تقلصت آمال العرب في البطولة لتقتصر على الهلال السعودي الذي يحمل لواء التمثيل العربي الوحيد المتبقي في المنافسة. ويواجه الهلال ضغطاً كبيراً ليس فقط لتحقيق نتائج مشرفة، بل أيضاً لإثبات قدرة الكرة العربية على المنافسة في أعلى المستويات العالمية، خاصة وأنه يملك إمكانيات مالية وفنية تؤهله للوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة، كما أن نجاح الهلال قد يفتح المجال أمام مشاركات عربية أكثر فعالية في النسخ القادمة من البطولة، مما يعزز من مكانة الكرة العربية على الخريطة العالمية ويجذب استثمارات أكبر للمنطقة.