كواليس عقد رونالدو الجديد مع النصر.
راتب خيالي وامتيازات عائلية .. كواليس عقد رونالدو الجديد مع النصر
كتب بواسطة: هلال الحداد |

في خطوة وُصفت بالأكبر في تاريخ التعاقدات الكروية، كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن تفاصيل العقد الجديد للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي، والذي حمل في طياته أرقاما خيالية وامتيازات استثنائية تتجاوز حدود الملاعب، مؤكدة أن الصفقة لم تكن رياضية فحسب بل امتدت لتشمل جوانب تسويقية ودبلوماسية ضمن مشروع "رؤية السعودية 2030".

ويذكر أن العقد الجديد لرونالدو الذي يبلغ من العمر 40 عاما، يمنحه راتبا أساسيا يوميا يبلغ نحو 670 ألف دولار، أي ما يعادل 2.5 مليون ريال سعودي، مما يضعه في صدارة قائمة أعلى الرياضيين أجرا في العالم، وسط حالة من الدهشة لدى الأوساط الرياضية العالمية حول الأرقام التي تحققت في هذه الصفقة الفريدة.

وبلغة الأرقام، فإن إجمالي دخل رونالدو السنوي من العقد يصل إلى أكثر من 244 مليون دولار، أي ما يعادل 915 مليون ريال سعودي، دون احتساب المكافآت والحوافز الإضافية التي قد ترفع هذا الرقم بصورة أكبر، ما يجعل هذه الصفقة حالة غير مسبوقة في تاريخ التعاقدات الكروية.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، يحصل رونالدو أيضا على مكافأة توقيع تصل إلى 33.7 مليون دولار، وهي مكافأة قابلة للزيادة إلى 52 مليون دولار في حال تم تمديد العقد لعام إضافي، الأمر الذي يؤكد أن نادي النصر يعوّل كثيرا على استمرار النجم البرتغالي في صفوفه لفترة طويلة.

وإلى جانب المكافآت المالية المباشرة، ينص العقد على منح رونالدو نسبة 15% من أسهم ملكية نادي النصر، وهي خطوة غير معتادة في عالم كرة القدم، وتُقدّر قيمتها بنحو 45 مليون دولار، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يضعها النادي في تأثير رونالدو ليس فقط في الملعب، بل في مستقبل الكيان الرياضي بأكمله.

أما على مستوى الأداء الفردي، فيتقاضى رونالدو 110 آلاف دولار عن كل هدف يسجله، وهي مكافأة ترتفع بنسبة 20% في العام الثاني للعقد، فيما يحصل على 55 ألف دولار مقابل كل تمريرة حاسمة، مما يبرز أن الحوافز ليست مقتصرة على تسجيل الأهداف فحسب، بل تمتد لتشمل المساهمة في بناء اللعب وتحقيق الفوز الجماعي.

وتضمن العقد كذلك مكافآت ضخمة مرتبطة بالبطولات، إذ يحصل رونالدو على 11 مليون دولار حال فوز النصر بلقب الدوري، و5.5 مليون دولار إذا تُوّج بلقب الهدّاف، و9 ملايين دولار في حال تأهل الفريق ثم فاز بدوري أبطال آسيا للنخبة، وهي أرقام تؤكد حجم الرهان الكبير من قبل إدارة النصر على تحقيق إنجازات كبرى بقيادة النجم البرتغالي.

ولم تقتصر الامتيازات على الجوانب المالية، بل امتدت إلى تفاصيل حياة رونالدو اليومية وعائلته، حيث تضمن العقد طاقما شخصيا مكونا من 16 موظفا، يشمل 3 سائقين، و4 عاملات تنظيف، وطاهيين خاصين، و3 بستانيين، بالإضافة إلى 4 رجال أمن، وتبلغ التكلفة السنوية التقديرية لهذا الفريق نحو 2 مليون دولار.

كما يحصل رونالدو على مبلغ سنوي يبلغ 5.5 مليون دولار لاستخدام طائرته الخاصة، إلى جانب رعاية كاملة لحياته ومعيشته في الرياض، بما في ذلك السكن والخدمات اللوجستية، بما يضمن له أقصى درجات الراحة والاستقرار خلال فترة إقامته في المملكة.

وبحسب التسريبات، تتجاوز امتيازات رونالدو حدود العقد الرياضي، حيث يحصل على حزم إعلانية ورعاية ترويجية من شركات سعودية وآسيوية بقيمة قد تصل إلى 82 مليون دولار، في إطار جهود المملكة لتوظيف شهرته عالميا في الترويج لصورة السعودية الحديثة ودورها في دعم الرياضة العالمية.

وأوضحت الصحيفة أن نادي النصر لا يهدف فقط إلى الفوز بالألقاب المحلية أو الإقليمية، بل يسعى لتحويل رونالدو إلى سفير رياضي عالمي يمثل المملكة في المحافل الدولية، انسجاما مع تطلعات "رؤية السعودية 2030"، التي تهدف إلى جعل السعودية مركزا إقليميا للرياضة والسياحة والترفيه.

ومن الواضح أن هذه الصفقة تتجاوز حدود كرة القدم، لتصبح جزءا من مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي شامل، تسعى فيه المملكة لاستثمار أسماء عالمية بارزة ككريستيانو رونالدو للترويج لقوتها الناعمة وتوسيع نفوذها في الساحة الرياضية الدولية.

ويعكس توقيع هذا العقد أيضا حجم التنافس الكبير بين الأندية السعودية على استقطاب نجوم عالميين، ضمن طفرة كروية غير مسبوقة تشهدها المملكة، ما يعزز من فرص رفع مستوى دوري روشن وزيادة متابعته إقليميا ودوليا.

ويبدو أن تأثير هذه الصفقة بدأ فعلا في الظهور، حيث ارتفعت نسب مشاهدة مباريات النصر، وزاد الإقبال على منتجات النادي وتذاكر مبارياته، ما يبرهن على أن التعاقد مع نجم بحجم رونالدو لا يُعد إنفاقا بقدر ما هو استثمار استراتيجي متعدد العوائد.

كما تشير بعض التحليلات إلى أن دخول رونالدو إلى الدوري السعودي فتح الباب أمام نجوم كبار آخرين للانضمام إليه، مما قد يُحدث تحولا جذريا في خارطة كرة القدم الآسيوية خلال السنوات المقبلة.

وفي ظل هذه المعطيات، تبقى الأنظار موجهة نحو ما سيحققه رونالدو على أرض الملعب، في ظل التوقعات المرتفعة والطموحات التي لا سقف لها، وسط تساؤلات متجددة حول مستقبل كرة القدم في المنطقة ومدى قدرة الأندية السعودية على الاستمرار في هذه السياسة التوسعية.