أعلنت وزارة الشؤون الدينية في المملكة العربية السعودية عن إطلاق خطة موسم العمرة لعام 1447هـ، والتي تمتد على مدار 8 أشهر وتتوزع على 3 مراحل تشغيلية رئيسية، تهدف إلى تعزيز جودة الخدمات المقدمة للمعتمرين، وتحقيق الانسيابية والتنظيم في استقبال ملايين الزوار من داخل وخارج المملكة.
وتأتي هذه الخطة في إطار الجهود المتكاملة التي تبذلها الجهات المختصة لتطوير منظومة العمرة، ورفع كفاءتها التشغيلية واللوجستية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تضع من تحسين تجربة ضيوف الرحمن أحد أهم أولوياتها الاستراتيجية.
وتركّز المرحلة الأولى من الخطة، التي تبدأ مع بداية شهر محرم المقبل، على استقبال المعتمرين من الخارج ضمن برامج منظمة، حيث تشتمل على ترتيبات تأهيل مزودي الخدمة، وتفعيل مسارات الاستقبال في المنافذ الجوية والبرية، وتحديث الأنظمة الإلكترونية المرتبطة بالتأشيرات والتصاريح.
أما المرحلة الثانية، فتبدأ مع حلول شهر ربيع الأول، وتشهد تصاعدًا تدريجيًا في أعداد المعتمرين، وتُركّز على التوسع في الخدمات الميدانية، ورفع جاهزية الموارد البشرية، وتحقيق التكامل بين الجهات العاملة في الحرمين، خصوصًا في أوقات الذروة الأسبوعية.
بينما تمثل المرحلة الثالثة الذروة القصوى لموسم العمرة، وتبدأ من شهر رجب حتى نهاية شهر رمضان المبارك، حيث يتم خلالها تطبيق خطط طوارئ مرنة، وتوسيع الطاقة التشغيلية للمرافق، إضافة إلى تكثيف الجهود التوعوية والإرشادية للمعتمرين بلغات متعددة.
وأكدت وزارة الشؤون الدينية أن الخطة الحالية تم إعدادها بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة، وعلى رأسها وزارات الداخلية، والنقل، والحج والعمرة، والصحة، وهيئة الطيران المدني، بما يضمن تكامل الخدمات وسهولة تنقل المعتمرين بين نقاط الوصول والمغادرة.
وشملت الخطة إدخال تحسينات واسعة على الأنظمة التقنية المرتبطة بإدارة الحشود، وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل حركة الزوار، ومراقبة كثافة التجمعات، وتفعيل التوجيه الذكي داخل الحرمين الشريفين وفي محيطهما، لتحقيق أفضل درجات الانسيابية والأمان.
وأشارت الوزارة إلى أن الاستعدادات هذا العام بدأت مبكرًا، وتم إجراء اختبارات ميدانية للخطط التشغيلية في فترات الذروة التجريبية، لضمان الجاهزية القصوى في مواسم الإقبال المرتفع، ولتقييم كفاءة الاستجابة في المواقف الطارئة.
كما تم إدراج عدد من المبادرات النوعية ضمن الخطة، من بينها مبادرة "معتمر واعٍ"، والتي تستهدف توعية المعتمرين بحقوقهم وواجباتهم، وتعريفهم بالإجراءات النظامية، والسلوكيات الصحية والدينية المطلوبة خلال تأدية المناسك، وذلك من خلال حملات توعوية رقمية وميدانية.
ويُنتظر أن تشهد الأشهر الثمانية المقبلة توافد الملايين من المعتمرين من مختلف دول العالم، حيث تعمل الوزارة على التنسيق مع شركات العمرة، والبعثات الدينية، والملحقيات السعودية في الخارج، لضمان الالتزام بالضوابط التنظيمية وسلاسة الإجراءات.
ولفتت الوزارة إلى أن خطتها تراعي التباين في مستويات الطلب الموسمي، حيث تم تخصيص قدرات مرنة يمكن رفعها أو خفضها بحسب كثافة المعتمرين في كل شهر، بما يحقق توازنًا بين القدرة الاستيعابية ومستوى الخدمة المقدمة في جميع المواقع.
وأكدت أن مراكز التواصل الموحد ستعمل على مدار الساعة لتلقي الملاحظات والاستفسارات، مع توسيع قنوات الدعم الإلكتروني عبر التطبيقات الرسمية، وتقديم خدمات فورية للرد على استفسارات المعتمرين باللغات الأكثر استخدامًا عالميًا.
ويأتي إطلاق الخطة التشغيلية لموسم العمرة 1447هـ امتدادًا لنجاحات الأعوام السابقة، والتي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في رضا الزوار، وارتفاع مؤشرات السلامة والتنظيم، وتقليص أوقات الانتظار في الإجراءات، خصوصًا في مواسم رمضان وشهر رجب.
واختتمت وزارة الشؤون الدينية بيانها بالتأكيد على أن المملكة مستمرة في تطوير منظومة خدمة المعتمرين والحجاج عامًا بعد عام، مستندة إلى إرث إداري وخبرة تشغيلية طويلة، ومعززة بإمكانات تقنية وكفاءات بشرية عالية، لتكون تجربة العمرة نموذجًا يُحتذى عالميًا في جودة التنظيم.