شهدت أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية حالة من الاستقرار النسبي، اليوم، وسط ترقب من المتعاملين في السوق المحلي والعالمي، لما ستؤول إليه التحركات المستقبلية للمعدن النفيس مع استمرار التقلبات الاقتصادية العالمية.
ويُعد هذا الاستقرار امتدادًا لاتجاهات سوق الذهب خلال الأيام القليلة الماضية، والتي شهدت تذبذبات محدودة، نتيجة غياب محفزات كبيرة تؤثر على حركة الأسعار بصورة لافتة في السوق السعودي.
وسجّل الذهب من عيار 21، وهو العيار الأكثر انتشارًا وتداولًا بين المستهلكين في المملكة، سعرًا بلغ نحو 348.01 ريال سعودي للجرام الواحد، ما يعادل نحو 92.80 دولار أمريكي تقريبًا.
ويأتي هذا السعر بعد فترة من التراجعات الطفيفة التي شهدها العيار ذاته خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يستقر اليوم عند مستوياته المعتادة، دون تسجيل ارتفاعات ملحوظة.
أما الجرام من عيار 24، وهو العيار الأعلى من حيث النقاء والقيمة، فقد بلغ سعره في تعاملات اليوم حوالي 397.73 ريال سعودي، في حين سجل عيار 22 سعر 364.58 ريال للجرام.
ويُقبل عدد من المستثمرين على اقتناء عيار 24 في الغالب لأغراض الادخار والاستثمار طويل الأجل، باعتباره الأكثر استقرارًا من حيث القيمة السوقية، مقارنةً بالعيارات الأخرى.
كما وصل سعر الجرام من الذهب عيار 18 إلى نحو 298.30 ريال سعودي، فيما بلغ سعر الجرام من عيار 14، الأقل من حيث النقاء، حوالي 232.01 ريال، وفقًا لما نشرته منصة "سعودي جولد" المتخصصة في أسعار المعادن الثمينة.
وتُعد هذه الأسعار مرآة لحالة التوازن في سوق الذهب المحلي، حيث لم تتأثر الأسعار بعوامل خارجية بشكل كبير، مثل التغير في أسعار الدولار أو حركة الفائدة الأمريكية، والتي عادةً ما تؤثر في الأسواق العالمية.
ويرى بعض المحللين أن استقرار الأسعار محليًا يأتي في ظل التزام السوق السعودي بسعر الأونصة عالميًا، مع إضافة رسوم المصنعية والضرائب، دون وجود عوامل ضغط محلية كبرى تُسبب تغيرات فجائية.
ومن المتوقع أن تستمر حالة الاستقرار الحالية ما لم تحدث تحركات مفاجئة في أسعار الذهب عالميًا، خصوصًا في ظل ترقب الأسواق لقرارات محتملة من البنوك المركزية الكبرى، وفي مقدمتها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ويُعزى جزء من الترقب أيضًا إلى مؤشرات التضخم في الولايات المتحدة، التي تُشكل عاملًا مهمًا في تحفيز أو كبح الاستثمار في الذهب، كونه يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية.
وتتفاعل أسعار الذهب في المملكة عادةً مع الأسواق العالمية، إلى جانب تأثرها بالعوامل الموسمية مثل الأعياد والمناسبات الاجتماعية، التي ترفع الطلب على المشغولات الذهبية.
وعلى الرغم من استقرار الأسعار اليوم، لا يزال الذهب يحافظ على مكانته كأحد الأصول الاستثمارية المهمة في المملكة، حيث يُقبل عليه المواطنون والمقيمون على حد سواء، سواءً لأغراض الزينة أو الإدخار.
ويُوصي بعض خبراء الأسواق بمتابعة التغيرات الطفيفة في الأسعار بشكل يومي، خاصة لأولئك الذين ينوون الشراء أو البيع في فترات قصيرة، لتفادي الخسائر أو الحصول على أفضل الأسعار الممكنة.
ويُذكر أن أسعار الذهب المحلية يتم تحديثها باستمرار بناءً على الأسعار العالمية للأوقية، مع إضافة التكاليف التشغيلية ومحفزات السوق المحلي، مما يجعل الفروق في الأسعار منطقية بين متجر وآخر.