كثّفت الإدارة العامة للمرور حملاتها الرقابية في مختلف أنحاء المملكة، ضمن جهودها لتعزيز الانضباط المروري وضمان حقوق الفئات ذات الأولوية، حيث أعلنت عن ضبط أكثر من ألفي مركبة مخالفة لأنظمة الوقوف.
وأوضحت الإدارة، في بيان نُشر عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أنها رصدت 2027 مركبة متوقفة بشكل غير نظامي في الأماكن المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك خلال حملة ميدانية موسعة نُفذت على مستوى المملكة.
وتهدف الحملة إلى رصد المركبات التي تنتهك حق الأشخاص ذوي الإعاقة في استخدام المواقف المخصصة لهم، وهي المواقف التي خُصصت لتسهيل تنقلهم وضمان استقلاليتهم وكرامتهم في الفضاءات العامة والخاصة.
وشملت الحملة مناطق مختلفة من المملكة، حيث تم تفعيل الدوريات الميدانية لرصد المخالفات واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين، وفقًا لما تنص عليه اللوائح التنظيمية للمرور.
وأكدت الإدارة أن التوقف في مواقف ذوي الإعاقة دون وجود تصريح رسمي يعد مخالفة مرورية جسيمة، تستوجب الغرامة المالية، وقد تصل في بعض الحالات إلى حجز المركبة، بحسب حجم التكرار وطبيعة التجاوز.
وشددت على أن هذه المواقف ليست "اختيارية" أو متاحة للجميع، بل هي حق أصيل مكفول نظامًا للأشخاص ذوي الإعاقة، يجب احترامه من قبل جميع قائدي المركبات.
ودعت الإدارة جميع السائقين إلى التحلي بالمسؤولية والوعي، والالتزام بالقواعد المرورية التي تضمن السلامة والتكافؤ في استخدام المرافق العامة، مشيرة إلى أن تجاهل هذه القواعد يُعد تجاوزًا أخلاقيًا قبل أن يكون قانونيًا.
وبيّنت أن بعض السائقين يتعمدون الوقوف في هذه المواقف تحت مبررات واهية، كالاستعجال أو غياب الرقابة، دون إدراك الأثر السلبي الكبير الذي يُحدثونه بحق فئة تستحق الدعم والرعاية.
وأشارت الإدارة إلى أن فرق الرصد الإلكتروني والميداني باتت أكثر جاهزية في التعامل مع مثل هذه التجاوزات، حيث يتم توثيق المخالفة فورًا من خلال التقنيات الذكية والكاميرات الموزعة في مواقع متفرقة.
وتأتي هذه الحملة ضمن استراتيجية أوسع تتبناها الإدارة العامة للمرور، تستهدف تعزيز السلوك الحضاري لدى مستخدمي الطرق، وتقليص نسب المخالفات التي تمس العدالة المرورية وتؤثر على جودة الحياة.
وأوضحت أن جهود المرور لن تقتصر على الضبط الفوري، بل تشمل أيضًا حملات توعوية مرافقة تهدف إلى تثقيف السائقين بخصوص أهمية احترام حقوق الآخرين، لاسيما الفئات ذات الاحتياجات الخاصة.
وحثّت الإدارة مستخدمي المركبات على الإبلاغ عن أي ممارسات مخالفة عبر القنوات الرسمية، بما في ذلك تطبيق "كلنا أمن"، مؤكدة أن الوعي المجتمعي هو ركيزة أساسية في إنجاح خطط المرور والحد من المخالفات.
وتؤكد الجهات المعنية أن احترام الأنظمة المرورية هو أحد مؤشرات تقدم المجتمعات وتحضّرها، وأن التعامل الإنساني مع الأشخاص ذوي الإعاقة في المرافق العامة يُعد انعكاسًا للقيم الدينية والاجتماعية الراسخة في المملكة.
واختتمت الإدارة العامة للمرور بيانها بدعوة كافة المواطنين والمقيمين إلى التفاعل الإيجابي مع الجهود المبذولة، والالتزام التام بأنظمة المرور، وعدم إشغال المواقف المخصصة لذوي الإعاقة إلا من قبل من يحمل التصريح النظامي لذلك.
