ميتروفيتش يثير الذعر في معسكر الهلال!
غياب مقلق قبل القمة .. ميتروفيتش يثير الذعر في معسكر الهلال!
كتب بواسطة: فاتن حامد |

تلقى نادي الهلال السعودي ضربة موجعة قبل مواجهته المرتقبة أمام نادي مانشستر سيتي الإنجليزي ضمن منافسات دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية، وذلك بعد تأكد غياب المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش عن اللقاء، مما أثار قلق الجماهير الهلالية التي كانت تعول عليه في قيادة الخط الهجومي أمام أحد أقوى أندية العالم حاليًا.

وجاء الغياب المفاجئ للنجم الصربي نتيجة عدم جاهزيته الطبية، حيث لم يتمكن من إكمال البرنامج العلاجي الذي يخضع له منذ عدة أسابيع، مما أدى إلى استبعاده من القائمة المشاركة في المباراة الرابعة على التوالي ضمن هذه البطولة، الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام حول مدى جاهزيته ومدة غيابه المتوقعة.

وكان الهلال يأمل في استعادة خدمات ميتروفيتش قبل هذه المواجهة المصيرية، خاصة وأن الفريق يواجه تحديًا فنيًا من العيار الثقيل في ظل مواجهة خصم بحجم مانشستر سيتي، الفريق الذي يضم بين صفوفه نخبة من أبرز لاعبي العالم، ويقوده فنيًا الإسباني بيب غوارديولا صاحب الأسلوب التكتيكي العالي.

وعبرت الجماهير الهلالية عن قلقها الكبير من هذا النبأ، خاصة وأن ميتروفيتش يُعد من العناصر المؤثرة في تشكيلة المدرب جورجي جيسوس، لما يتمتع به من قوة بدنية وقدرة تهديفية عالية جعلته أحد أبرز الهدافين في الدوري السعودي منذ انضمامه إلى الفريق قادمًا من نادي فولهام الإنجليزي.

ويندرج اللقاء الذي يجمع بين الهلال ومانشستر سيتي تحت إطار دور الـ16 في البطولة، ويُعتبر من أكثر المباريات جذبًا للأنظار في هذه المرحلة، نظرًا للفارق الكبير في القيمة السوقية بين الفريقين، وما يحمله من تحديات فنية وتكتيكية لكلا الطرفين، خاصة وأن الهلال يسعى لمخالفة كل التوقعات التي تصب في مصلحة الفريق الإنجليزي.

ورغم غياب ميتروفيتش، إلا أن الهلال يدخل اللقاء بثقة كبيرة بعد الأداء المميز الذي قدمه في الجولة السابقة أمام فريق باتشوكا المكسيكي، حيث تمكن من تحقيق الفوز بهدفين دون رد، في مباراة أثبت فيها الهلال قدرته على اللعب الجماعي والانضباط الدفاعي والهجومي دون الاعتماد الكامل على نجم واحد.

وسيكون المدرب جورجي جيسوس أمام مهمة صعبة تتمثل في تعويض غياب ميتروفيتش واختيار البديل الأنسب لقيادة خط الهجوم في مباراة يُتوقع أن تكون من أقوى مواجهات البطولة، وربما يلجأ المدرب إلى تغيير طريقة اللعب أو الدفع بأسماء جديدة قادرة على تقديم الإضافة المرجوة في هذا التوقيت الحاسم.

وتزداد الضغوط على الهلال مع اقتراب موعد المواجهة، خاصة وأن الآمال الجماهيرية والإعلامية معلقة على تحقيق نتيجة إيجابية أمام بطل أوروبا، مما قد يعزز من مكانة الكرة السعودية عالميًا، ويؤكد التطور الكبير الذي تشهده الأندية المحلية في السنوات الأخيرة على المستويين الفني والاستثماري.

ويشكل غياب ميتروفيتش ضربة نفسية قبل أن يكون فنيًا، حيث كان اللاعب يمثل مصدر اطمئنان على مستوى الهجوم، لكن الخبراء يرون أن الهلال يمتلك أسماءً قادرة على سد الفراغ، خصوصًا مع تألق عدد من اللاعبين المحليين والأجانب في المباريات الأخيرة، مما يمنح الجهاز الفني مساحة للتحرك والتعديل وفق مجريات اللقاء.

وأبدى اللاعب نفسه رغبته الكبيرة في العودة سريعًا إلى الملاعب، إلا أن الجهاز الطبي أوصى بعدم المجازفة في الدفع به قبل اكتمال الشفاء التام، خاصة أن الإصابة التي يعاني منها تحتاج إلى وقت إضافي للتعافي الكامل، وهو ما يعكس التزام النادي بالمهنية الطبية على حساب المخاطرة بنتائج مؤقتة.

وركز الجهاز الفني للهلال خلال الأيام الماضية على رفع الجاهزية الذهنية والبدنية لبقية اللاعبين، مع تكثيف التدريبات على أساليب الدفاع المنظم والارتداد السريع، تحسبًا للضغط الكبير المتوقع من مانشستر سيتي الذي يمتلك لاعبين قادرين على صناعة الفارق في أي لحظة.

وتُعد هذه المواجهة فرصة ذهبية للهلال لتأكيد مكانته على الساحة الدولية، وإثبات قدرته على المنافسة أمام الأندية الكبرى، حتى في ظل الغيابات، خاصة أن الفريق اعتاد في السنوات الأخيرة على خوض مباريات من العيار الثقيل على المستويين القاري والعالمي وحقق فيها نتائج مشرفة.

وبينما يرى البعض أن غياب ميتروفيتش قد يقلل من حظوظ الهلال في المواجهة، فإن هناك من يرى أن مثل هذه الظروف قد تكون حافزًا إضافيًا لبقية اللاعبين لبذل أقصى جهد ممكن وإثبات الذات، خاصة أن مثل هذه المباريات تُصنع فيها النجوم ويُكتب فيها التاريخ.

والجدير بالذكر أن الهلال يملك سجلًا جيدًا في البطولات الدولية في السنوات الأخيرة، وسبق أن واجه أندية كبيرة وخرج بنتائج إيجابية، مما يمنح الفريق قدرًا من الثقة قبل مواجهة السيتي، ويجعل الأنظار تترقب ما يمكن أن يقدمه الفريق السعودي في هذا التحدي غير التقليدي.

وتنتظر الجماهير بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأمور داخل أرض الملعب، حيث يأمل الجميع في أن يكون الهلال على قدر التحدي رغم الغيابات، وأن يواصل مشواره بنجاح في البطولة، ليُسجل إنجازًا جديدًا يضاف إلى سلسلة نجاحات الأندية السعودية في السنوات الأخيرة.

وتبقى كل الاحتمالات واردة في عالم كرة القدم، حيث لا تُقاس النتائج دائمًا بالفوارق النظرية بين الفرق، بل بالإصرار والانضباط والرغبة، وهي العوامل التي يملكها الهلال وسبق أن برهن عليها في أكثر من مناسبة مفصلية على المستويين المحلي والدولي.