تسود أروقة نادي النصر السعودي حالة من الترقب بشأن مصير المدافع الإسباني إيمريك لابورت، بعد أن بدأت إدارة النادي خطوات فعلية نحو تسويق المدة المتبقية من عقده خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، تمهيدًا للاستغناء عنه بشكل نهائي في ظل توافق بين الطرفين على إنهاء العلاقة التعاقدية بالتراضي.
وبحسب ما كشفته مصادر مقربة من النادي، فإن الإدارة النصراوية شرعت في دراسة العروض التي وصلت بشأن اللاعب الإسباني، وذلك بعد أن أبدى الأخير رغبته في العودة إلى الملاعب الأوروبية، الأمر الذي جعل من بقائه محل إعادة تقييم فني ومالي من قبل الجهاز الإداري والفني.
ويمتد عقد لابورت مع النصر حتى يونيو 2026، إلا أن الاتجاه السائد داخل النادي يميل نحو إنهاء الارتباط قبل موعده المحدد، خاصة في ظل حاجة الفريق إلى تجديد بعض المراكز الدفاعية، والبحث عن بدائل ذات جودة فنية عالية تتماشى مع تطلعات النادي في الموسم المقبل.
وكان النصر قد تعاقد مع لابورت في صيف 2023 قادمًا من مانشستر سيتي الإنجليزي، ضمن سلسلة تعاقدات بارزة أجراها النادي لتعزيز صفوفه، حيث راهن على خبرة اللاعب الأوروبية الكبيرة لدعم الخط الخلفي في ظل منافسة شرسة على كافة البطولات المحلية والقارية.
وخاض لابورت خلال موسمه الأول مع "العالمي" عددًا كبيرًا من المباريات الرسمية، وظهر بمستويات متفاوتة أثارت تباينًا في الآراء بين الجماهير والنقاد، فبينما أشاد البعض بخبرته وقدرته على قراءة اللعب، رأى آخرون أنه لم يقدم الإضافة المنتظرة مقارنة بقيمته الفنية والمالية.
ويملك اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا سيرة ذاتية قوية، حيث لعب لسنوات مع مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق عدة ألقاب محلية وقارية، كما شارك دوليًا مع المنتخب الإسباني، مما يجعله اسمًا مغريًا للعديد من الأندية الأوروبية الباحثة عن مدافع بخبرة عالية.
ووفقًا لما تم تداوله في الصحافة الرياضية خلال الأيام الماضية، فإن اسم لابورت ارتبط بشكل مباشر بنادي يوفنتوس الإيطالي، الذي أبدى اهتمامًا واضحًا بخدماته، وسط تقارير تؤكد أن الإدارة النصراوية منفتحة على التفاوض في حال وصول عرض مالي مناسب يرضي جميع الأطراف.
ويأتي هذا التحرك من النصر في إطار سياسة إعادة الهيكلة الفنية للفريق، التي تسعى من خلالها الإدارة إلى تقليص عدد الأجانب المرتفعي التكلفة ممن لم يحققوا الإضافة المأمولة، وفتح المجال أمام استقطابات جديدة تواكب متطلبات الموسم الجديد ومشاركات الفريق القارية.
كما يعكس الموقف المتبادل بين النادي واللاعب نضجًا إداريًا في التعامل مع التعاقدات، حيث تسعى إدارة النصر إلى إنهاء الارتباط بطريقة احترافية تحفظ حقوق الطرفين، دون الدخول في نزاعات تعاقدية أو أزمات مالية تؤثر على الاستقرار الفني والمالي للنادي.
ومن المتوقع أن تسير المفاوضات بشأن بيع المدة المتبقية من عقد لابورت في الأيام القادمة بوتيرة متسارعة، خاصة في ظل ضغط الوقت مع اقتراب انطلاق معسكر الفريق الإعدادي للموسم الجديد، والذي يسعى الجهاز الفني لتحديد قائمة المشاركين فيه بشكل نهائي.
وتُعزز هذه الخطوة من احتمالية إحداث تغييرات واسعة في منظومة الفريق الدفاعية، لا سيما أن النصر يسعى للمنافسة على أكثر من جبهة، أبرزها دوري روشن وكأس الملك ودوري أبطال آسيا، وهي بطولات تتطلب توازنًا بين العناصر المحلية والمحترفة.
وتتابع الجماهير النصراوية هذا الملف باهتمام، خاصة أن لابورت كان ضمن أبرز الأسماء المنتظرة عند انضمامه للفريق، إلا أن مستوياته خلال الموسم لم ترق إلى التطلعات، مما جعل عددًا من أنصار الفريق يطالبون بالبحث عن بدائل أكثر فاعلية على مستوى خط الدفاع.
وفي المقابل، يرى بعض المراقبين أن تجربة لابورت مع النصر كانت متأثرة بعوامل عدة، منها تأقلمه مع طبيعة الدوري السعودي، والاختلاف الجذري بينه وبين بيئة الدوري الإنجليزي، فضلًا عن الإصابات التي أثرت على جاهزيته في بعض الفترات المهمة من الموسم.
ومن المنتظر أن تعلن إدارة النصر في وقت لاحق عن مستجدات الملف، بعد الوقوف على أبرز العروض، ودراسة مدى جدواها فنيًا وماليًا، وذلك قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن بيع عقد اللاعب أو الإبقاء عليه في حال تعثرت مفاوضات الخروج.
وتشكل هذه الخطوة إحدى أبرز ملفات الصيف النصراوي، الذي يشهد تحركات مكثفة من الإدارة لإعادة رسم شكل الفريق، وتعزيز صفوفه بلاعبين قادرين على تحقيق الإضافة المرجوة، تماشيًا مع طموحات النادي في استعادة البطولات والعودة إلى منصات التتويج.
ويُتوقع أن تتجه الأنظار خلال الفترة المقبلة نحو قرارات النصر المتعلقة بالمحترفين الأجانب، في ظل الحديث عن أسماء أخرى قد يتم الاستغناء عنها، ما يعكس جدية النادي في تنفيذ خطة فنية مدروسة تهدف إلى تحقيق التوازن بين الأداء الفني والتكلفة المالية.
وتُعد الفترة الحالية من سوق الانتقالات فرصة مثالية للنادي لهيكلة عقود لاعبيه بالشكل الأنسب، سواء عبر البيع أو الإعارة أو إنهاء العقود بالتراضي، وهي أدوات تستخدمها الأندية الكبرى لترتيب صفوفها وضمان دخول الموسم الجديد بكامل الجاهزية على جميع المستويات.