دعت إدارة الإرشاد الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة المزارعين في مختلف مناطق المملكة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة موجات الحر الشديدة، التي تشهدها بعض المناطق خلال هذه الفترة من الصيف.
وأوصت الإدارة، عبر منشور توعوي نُشر على منصة "إكس"، بضرورة اعتماد تقنيات التغطية الأرضية خلال فترات الحرارة المرتفعة، وذلك لحماية النباتات والحفاظ على الموارد المائية، بما يضمن استمرار الإنتاج الزراعي دون تأثر كبير.
وشددت على أهمية استخدام مواد مثل القش، أو نشارة الخشب، أو البلاستيك الزراعي لتغطية التربة، موضحة أن هذه الوسائل تُعد من أكثر الطرق فاعلية لمكافحة تأثير الحرارة المفرطة على المحاصيل الزراعية، خصوصًا في فترات الذروة.
وأشارت إدارة الإرشاد الزراعي إلى أن التغطية الأرضية تسهم في خفض تبخر المياه من سطح التربة، ما يؤدي إلى ترشيد كبير في كميات الري المستخدمة، دون التأثير على جودة المحصول أو نمو النبات.
كما أكدت أن هذه الإجراءات تساهم في تحسين كفاءة عملية الري، من خلال تقليل الهدر ورفع معدلات الاستفادة من المياه، وهو أمر حيوي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وشح الموارد المائية في بعض المناطق.
وتعد حماية الجذور من العوامل البيئية القاسية أحد أهم فوائد التغطية بالتربة، إذ تمنع هذه الوسائل تعرض الجذور المباشرة لأشعة الشمس الحارقة، والتي قد تؤدي إلى موت النباتات أو ضعف نموها.
ولفتت الإدارة إلى أن هذه الخطوة لا تقتصر فوائدها على المياه والنبات فحسب، بل تساعد كذلك في الحد من نمو الأعشاب الضارة، ما يقلل من الحاجة لاستخدام المبيدات أو القيام بعمليات إزالة يدوية مرهقة.
وتأتي هذه التوصيات في ظل استمرار موجة الطقس الحار في عدة مناطق، حيث أصدر المركز الوطني للأرصاد تقريره اليومي الذي أشار إلى بقاء الأجواء شديدة الحرارة في المنطقة الشرقية وبعض مناطق وسط وغرب المملكة.
وبحسب التقرير، تواصل درجات الحرارة تسجيل مستويات مرتفعة في محافظات عدة، وسط توقعات باستمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار، ما يزيد من صعوبة الأوضاع البيئية في الأراضي المكشوفة والمزارع المفتوحة.
ومن بين المناطق المتأثرة بهذه الموجة: أجزاء من المنطقة الشرقية، إلى جانب مناطق الجوف، والحدود الشمالية، والرياض، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وهي مناطق معروفة بكثافة الإنتاج الزراعي الموسمي.
وتُعد هذه الإجراءات جزءًا من الجهود التي تقودها وزارة البيئة والمياه والزراعة لتوعية المزارعين والمشتغلين في القطاع الزراعي بضرورة الاستعداد المسبق لمواجهة تقلبات الطقس، والحد من آثار التغير المناخي على الزراعة.
ويواجه القطاع الزراعي في المملكة تحديات متعددة بسبب التغيرات المناخية، من بينها تزايد فترات الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وتقلّص فترات الراحة الحرارية للنبات، وهو ما يتطلب تكيفًا تقنيًا وإداريًا فعالًا.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الحملات التوعوية إلى تعزيز الممارسات الزراعية الذكية، التي تعتمد على كفاءة إدارة الموارد الطبيعية، مع الاستفادة من تقنيات الزراعة المستدامة لضمان استقرار الأمن الغذائي في المملكة.
ويُنتظر أن تواصل إدارة الإرشاد الزراعي نشر إرشادات إضافية خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل استمرار تحذيرات الأرصاد من ارتفاع الحرارة خلال الأسابيع المقبلة، وذلك لمساعدة المزارعين على تجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار الممكنة.