المنتخب السعودي
بعد الهزيمة التي لحقت به أمام المكسيك.. المنتخب السعودي يودع الكأس الذهبية
كتب بواسطة: سوسن البازل |

غادر المنتخب السعودي بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية 2025 بعد أن تلقى هزيمة مريرة أمام نظيره المكسيكي بهدفين دون رد، في المواجهة التي أقيمت مساء اليوم على ملعب "ستيت فارم" في مدينة غلينديل بولاية أريزونا الأميركية، لتنتهي بذلك مغامرته في البطولة التي يشارك فيها لأول مرة بشكل رسمي.

دخل الأخضر اللقاء بطموحات كبيرة أملاً في تحقيق إنجاز تاريخي وبلوغ الدور نصف النهائي، غير أن المنتخب المكسيكي أكد أفضليته على مدار شوطي المباراة بفضل خبرة لاعبيه وقدرتهم على استغلال الفرص الحاسمة في الوقت المناسب.

وجاء الهدف الأول للمنتخب المكسيكي في الدقيقة التاسعة والأربعين، حين نجح اللاعب ألكيس فيغا في كسر حالة التعادل السلبي التي استمرت طوال الشوط الأول، بعد تسديدة متقنة باغتت الحارس السعودي واستقرت في الشباك.

حاول لاعبو المنتخب السعودي العودة إلى أجواء اللقاء عبر تنظيم الهجمات والبحث عن تعديل النتيجة، إلا أن الدفاع المكسيكي كان حاضراً بقوة، مغلقاً المساحات ومحاصراً تحركات المهاجمين السعوديين الذين وجدوا صعوبة في اختراق الخط الخلفي.

وزادت معاناة الأخضر في الدقيقة الحادية والثمانين عندما أحرز اللاعب عبدالله مانو هدفاً في مرماه عن طريق الخطأ أثناء محاولته إبعاد كرة عرضية، ليضاعف النتيجة لصالح المنتخب المكسيكي ويقضي عملياً على آمال العودة.

ورغم محاولات المنتخب السعودي لتقليص الفارق في الدقائق الأخيرة، إلا أن التماسك الدفاعي للمكسيك والتسرع في إنهاء الهجمات حالا دون تسجيل أي هدف شرفي، لتنتهي المباراة بفوز مستحق للمكسيك وتأهلها إلى الدور نصف النهائي.

وكان المنتخب السعودي قد بلغ هذا الدور بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة، إثر فوزه على منتخب هايتي بهدف نظيف، وتعادله مع ترينيداد وتوباغو بهدف لمثله، وخسارته بصعوبة أمام الولايات المتحدة بهدف دون رد، ليجمع أربع نقاط ضمنت عبوره للأدوار الإقصائية.

في المقابل، دخل المنتخب المكسيكي المباراة بصفته متصدر المجموعة الأولى برصيد سبع نقاط، حيث حقق انتصارين مهمين على جامايكا وجوادلوب، إضافة إلى تعادل مع كوستاريكا، ما جعله أحد أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب.

ويعد المنتخب المكسيكي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الكونكاكاف الذهبية، إذ يتمتع بتاريخ حافل من النجاحات في هذه البطولة القارية، وهو ما ظهر بوضوح في ثقة لاعبيه وأسلوب لعبهم المنظم خلال المباراة.

وتحظى مشاركة الأخضر بأهمية كبيرة كونها المرة الأولى التي يشارك فيها في الكأس الذهبية بصفته ضيفاً مدعواً من خارج القارة، حيث هدفت التجربة إلى إكساب اللاعبين مزيداً من الخبرة الاحتكاكية مع منتخبات أمريكا الشمالية والوسطى.

وعلى الرغم من خروج المنتخب السعودي من ربع النهائي، إلا أن الأداء العام خلال المباريات الأربع منح الجهاز الفني مؤشرات إيجابية يمكن البناء عليها مستقبلاً، خاصة في ظل مواجهة فرق مصنفة ومتقدمة في تصنيف الفيفا.

وأشاد العديد من المراقبين بروح الانضباط والقتال التي أظهرها اللاعبون السعوديون رغم فارق الخبرة، معتبرين أن هذه المشاركة خطوة مهمة لتطوير الكرة السعودية وتوسيع آفاق المنافسة خارج القارة الآسيوية.

وكانت هذه المباراة أول مواجهة رسمية تجمع المنتخبين السعودي والمكسيكي في تاريخ بطولة الكأس الذهبية، بينما سبق أن التقيا ودياً في أكثر من مناسبة، إذ ظلت المباريات الودية شاهداً على تقارب المستوى أحياناً رغم الأسبقية التاريخية للمكسيك.

ومع إسدال الستار على مشاركة الأخضر، تتجه أنظار الجماهير السعودية إلى استحقاقاته المقبلة، في انتظار الاستفادة من تجربة الكونكاكاف، بما تحمله من دروس في جوانب فنية وتكتيكية ومعنوية، على أمل العودة أقوى في البطولات المقبلة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار