في مشهد لم يكن متوقعًا قبل أشهر قليلة، ظهر الثنائي علي البليهي وعبدالرزاق حمد الله لأول مرة سويًا بقميص نادي الهلال، خلال تدريبات الفريق التحضيرية لموسم 2025، بعد سلسلة من التوترات واللقطات المثيرة للجدل التي جمعتهما سابقًا داخل الملعب.
اللقاء المفاجئ جاء بعد أن أتم الهلال تعاقده رسميًا مع حمد الله، مهاجم الاتحاد السابق، في واحدة من أكثر الصفقات صخبًا هذا الصيف، ليلتحق بمعسكر "الزعيم" للمرة الأولى إلى جانب عدد من نجوم الفريق وعلى رأسهم المدافع الدولي البليهي.
العلاقة بين اللاعبين لم تكن في أفضل حالاتها خلال المواسم السابقة، وشهدت مباريات الكلاسيكو بين الهلال والاتحاد احتكاكات كلامية وجسدية واضحة بينهما، أبرزها خلال مواجهة مثيرة في دوري روشن، حين اشتعلت الأجواء بعد تدخل عنيف تبعه تراشق بالألفاظ.
لكن صورًا التقطت في أول تدريبات الهلال أظهرت الثنائي وهما يتبادلان الحديث والابتسامات الخفيفة، في ما بدا أنه فتح صفحة جديدة في علاقتهما داخل غرفة ملابس واحدة، هدفها المصلحة المشتركة للفريق الأزرق في الموسم المرتقب.
الهلال مقبل على موسم استثنائي يبدأ بخوض بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، ما يجعل من الضروري أن يتحلى الفريق بالانسجام الكامل بين عناصره، بغض النظر عن مواقف سابقة قد تثير الحساسيات داخل المجموعة.
ورغم أن جماهير الهلال أبدت حماسة كبيرة لقدوم حمد الله، فإن البعض أبدى قلقه من إمكانية حدوث صدامات بينه وبين بعض نجوم الفريق، إلا أن المشاهد الأولى من التدريبات بدّدت هذه المخاوف، وأظهرت رغبة متبادلة في تجاوز الخلافات.
البليهي، الذي يُعرف بشخصيته القوية داخل الملعب وخارجه، أبدى خلال الأيام الماضية احترافية عالية في التعامل مع الوافدين الجدد، إذ ظهر حريصًا على دمجهم في المجموعة، وإظهار روح إيجابية رغم كل ما دار من مواجهات سابقة.
من جهته، يدرك حمد الله أن انتقاله إلى الهلال ليس مجرد صفقة كروية، بل خطوة ذات بعد جماهيري وإعلامي كبير، تتطلب منه الانضباط والاحتواء، خاصة وأنه ينضم لفريق يملك تركيبة فنية متكاملة ومطالب جماهيرية ضخمة.
ويعوّل الهلال على وجود مهاجم بحجم حمد الله لقيادة الخط الأمامي في موسم مزدحم بالبطولات، أبرزها كأس العالم للأندية، ودوري أبطال آسيا، والدوري السعودي، ما يجعل من الضروري أن تكون العلاقات داخل الفريق مستقرة ومتوازنة.
تاريخ الصدام بين البليهي وحمد الله لم يكن خافيًا، لكن كرة القدم مليئة بمواقف مشابهة شهدت تحولات دراماتيكية، حيث تحولت الخصومات إلى شراكات ناجحة على أرض الملعب حين التقت المصالح والطموحات المهنية.
الجهاز الفني للهلال، بقيادة المدرب الأجنبي الذي يستعد لإدارة فريق بحجم دولي، يعلم أهمية ضبط غرفة الملابس وتصفير الخلافات، ويبدو أن الأيام الأولى من المعسكر تسير في هذا الاتجاه وسط انضباط واضح بين اللاعبين.
وتشير مصادر قريبة من النادي إلى أن إدارة الهلال أجرت تواصلًا مبكرًا مع بعض اللاعبين الأساسيين، ومن ضمنهم البليهي، لتهيئة الأجواء لاستقبال حمد الله، وتفادي أي احتكاكات قد تعكر صفو المرحلة التحضيرية.
ويرى كثيرون أن القدرة على تجاوز الخلافات الشخصية هي أحد مؤشرات النضج الكروي، لا سيما في نادٍ يملك تطلعات عالمية مثل الهلال، الذي يسعى للذهاب بعيدًا في مونديال الأندية ومقارعة الكبار من مختلف القارات.
وإذا ما استمر الانسجام بين حمد الله والبليهي، فقد يتحول هذا الثنائي الذي كان عنوانًا للخصومة، إلى ركيزة من ركائز النجاح الهلالي، في مشهد يؤكد أن الانتصار الأكبر في كرة القدم لا يكون فقط داخل الملعب، بل أيضًا في كواليسه.