الأمن البيئي
الأمن البيئي يضبط مخالفًا أشعل النار داخل محمية طويق
كتب بواسطة: ليلى فهد |

ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي أحد المواطنين بعد مخالفته أنظمة البيئة، من خلال إشعاله النار في أراضٍ مغطاة بالنباتات الطبيعية داخل نطاق محمية طويق الطبيعية، وهي من المناطق التي تحظى بحماية بيئية خاصة نظراً لأهميتها الطبيعية والتنوع الأحيائي الذي تحتويه.

وذكرت القوات في بيان رسمي أن المخالفة تمثّل انتهاكًا صريحًا للأنظمة البيئية المعتمدة في المملكة، التي تحظر إشعال النار في مناطق الغطاء النباتي لما ينطوي عليه ذلك من تهديد مباشر للنظم البيئية، وسلامة الحياة الفطرية والموارد الطبيعية.

وبينت أن فرق الرصد والمتابعة رصدت موقع المخالفة داخل المحمية، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالف فور ضبطه، بالتنسيق مع الجهات المعنية، في إطار الجهود المتواصلة لحماية الغطاء النباتي من التعديات.

وأكدت القوات الخاصة للأمن البيئي أن إشعال النار في المناطق الطبيعية يُعد من السلوكيات التي تُلحق أضرارًا مباشرة بالنباتات البرية وتُهدد سلامة الحياة الفطرية، فضلًا عن كونها سببًا رئيسيًا في اندلاع حرائق غير متحكم بها في مواسم الجفاف.

وحذّرت من أن مثل هذه السلوكيات لا تُقابل بالتساهل، إذ تُطبّق بحق مرتكبيها العقوبات المنصوص عليها في النظام، مشيرة إلى أن غرامة إشعال النار أو استعمالها في أراضي الغطاء النباتي تصل إلى ثلاثة آلاف ريال، وقد تُصاحبها إجراءات إضافية في حال تكرار المخالفة أو حدوث أضرار جسيمة.

ودعت القوات المواطنين والمقيمين إلى ضرورة احترام الأنظمة والتعليمات البيئية، خاصة في المحميات الطبيعية والمناطق ذات الحساسية البيئية العالية، مشددة على أهمية تعزيز السلوك المسؤول لدى جميع مرتادي البرية والمواقع البيئية.

كما حثّت على التعاون مع الجهات المختصة من خلال الإبلاغ الفوري عن أي مخالفة بيئية يتم رصدها، سواء كانت تعديات على الغطاء النباتي، أو ممارسات تضر بالحياة الفطرية، أو إشعال النار في مواقع غير مصرح بها.

وبيّنت القوات أن البلاغات البيئية يمكن تقديمها عبر الرقم (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، أو عبر الرقمين (999) و(996) في بقية مناطق المملكة، مع التأكيد على أن جميع البلاغات تُعامل بسرية تامة ودون تحميل المبلّغ أي مسؤولية قانونية.

وأشارت إلى أن الفرق الرقابية للأمن البيئي تواصل أعمالها على مدار الساعة في جميع المحميات والمواقع البرية ذات الأهمية البيئية، مستخدمة تقنيات المراقبة الجوية والرصد الميداني لتعزيز حماية الموارد الطبيعية.

وتأتي هذه الإجراءات في إطار الاستراتيجية الوطنية للبيئة، التي تهدف إلى تحقيق التوازن البيئي، والحفاظ على التنوع الحيوي، وتقليل معدلات التدهور في الغطاء النباتي الطبيعي، والذي يشكّل عنصرًا أساسيًا في مكافحة التصحر والتغير المناخي.

وتُعد محمية طويق الطبيعية من أبرز المحميات البيئية في المملكة، وتضم عددًا من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة، ويجري العمل باستمرار على حمايتها وتطويرها ضمن جهود المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في مجال الاستدامة البيئية.

ويؤكد المختصون أن إشعال النار في هذه البيئات الحساسة يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي الذي يحتاج سنوات طويلة للنمو مجددًا، فضلًا عن الأثر السلبي على استقرار التربة وتكاثر الأنواع البرية.

ويُذكر أن القوات الخاصة للأمن البيئي تُعد من الجهات التنفيذية الرئيسة في منظومة الحماية البيئية في المملكة، وتضطلع بمسؤولية رصد وضبط المخالفات البيئية، والتوعية بأهمية احترام النظم البيئية وعدم الإضرار بها بأي شكل من الأشكال.