أسهمت سرعة التدخل الطبي ضمن نظام الرعاية العاجلة، أحد المكونات الأساسية لنموذج الرعاية الصحية الحديث بالمملكة، في إنقاذ حياة معتمر من الجنسية الباكستانية بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أثناء أدائه المناسك، حيث تمكّن الفريق الطبي بمستشفى أجياد للطوارئ من إعادة النبض إلى قلبه في وقت قياسي.
وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن المريض وصل إلى قسم الطوارئ وهو يعاني من ألم حاد في الصدر، وسرعان ما تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ ليتوقف قلبه عن العمل، الأمر الذي استدعى تدخلاً فوريًا من الطاقم الطبي المختص.
وباشر الفريق الطبي المختص إجراءات الإنعاش القلبي الرئوي على الفور، حيث تم تنفيذ البروتوكولات الطبية العاجلة خلال ثلاث دقائق فقط، تلقى خلالها المريض صدمة كهربائية واحدة ساهمت بشكل مباشر في استعادة وظائف القلب الحيوية.
وأكد التجمع أن الجهود المنسقة من الكادر الطبي المتخصص ساعدت في عودة النبض بشكل سريع ومستقر، ما مكّنهم من إدخال المريض على جهاز التنفس الصناعي لتثبيت حالته ومن ثم استكمال الإجراءات العلاجية اللازمة ضمن بيئة طبية مجهزة بالكامل.
وبعد استقرار المؤشرات الحيوية للمريض تم التنسيق لنقله بشكل عاجل إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، بهدف استكمال الخطة العلاجية عبر إجراء قسطرة قلبية متقدمة تتيح تقييم الحالة بشكل أعمق وتقديم التدخل التخصصي المناسب.
وتعكس هذه الاستجابة السريعة تكامل الجهود بين مختلف المرافق الصحية تحت مظلة التجمعات الصحية، ومدى الجاهزية العالية التي يتمتع بها مستشفى أجياد للطوارئ في التعامل مع الحالات الخطرة والطارئة ضمن منظومة متطورة.
ويُعد مستشفى أجياد للطوارئ أحد أهم المستشفيات المحورية القريبة من الحرم المكي الشريف، حيث يقدّم خدمات طبية عاجلة للمعتمرين والزوار، معتمدًا على بنية تحتية متقدمة وكوادر طبية تعمل على مدار الساعة بكفاءة عالية.
ويمتاز المستشفى بقدرته على استيعاب الحالات الطارئة المرتبطة بأمراض القلب والتنفس والحوادث، ما يجعله خط الدفاع الأول في إنقاذ الأرواح، خاصة خلال مواسم الذروة التي تشهد ازدحامًا كبيرًا في العاصمة المقدسة.
وتأتي هذه الحادثة كدليل واضح على فعالية أنظمة الرعاية العاجلة التي أُطلقت ضمن نموذج الرعاية الصحية الجديد في المملكة، والتي تهدف إلى تقليص زمن الاستجابة وتقديم العلاج الأمثل في اللحظات الحرجة التي تفصل بين الحياة والموت.
كما تؤكد سرعة التعامل مع الحالة وإعادة النبض خلال دقائق على جودة التدريب والخبرة السريرية للفريق الطبي، الذي عمل بروح الفريق الواحد وسط ظروف طارئة تتطلب أعلى مستويات الجاهزية والانضباط الطبي.
ويُبرز هذا الإنجاز ثمار الاستثمار المستمر في رفع كفاءة الطواقم الطبية وتزويدهم بأحدث التقنيات، ما ساعدهم في إجراء الإنعاش وتثبيت الحالة دون مضاعفات تُذكر، وتقديم رعاية طبية متقدمة للمريض دون تأخير.
ويُشار إلى أن مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة تُعد من أبرز مراكز التخصص الطبي المتقدم في المنطقة، حيث تُجرى فيها عمليات القسطرة والتدخلات القلبية الدقيقة وفق أعلى المعايير الدولية في بيئة صحية آمنة ومتطورة.
ويواصل مستشفى أجياد للطوارئ أداء دوره الحيوي في دعم المنظومة الصحية خلال مواسم العمرة والحج، مع التزامه التام بخدمة ضيوف الرحمن وتوفير كل ما يلزم لإنقاذ الحالات الحرجة وتقديم الرعاية الفورية لهم.
ويؤكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن العمل مستمر لتطوير قدرات المستشفيات الميدانية ومراكز الطوارئ، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الخدمات الصحية وتعزيز سرعة الوصول إليها في مختلف الظروف.