مبادرات رقمية لحماية البيئة
السعودية تطلق 7 مبادرات رقمية لحماية البيئة وتعزيز الصحة الحيوانية
كتب بواسطة: مختار العسلي |

قدّمت المملكة العربية السعودية خلال مشاركتها في المحافل الدولية سبع مبادرات رقمية نوعية تهدف إلى تعزيز الصحة الحيوانية ودعم الاستدامة البيئية وذلك في إطار جهودها المتواصلة للمساهمة في الحلول العالمية للتحديات البيئية والصحية.

وتأتي هذه المبادرات ضمن التزامات المملكة نحو التنمية المستدامة وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 حيث تسعى إلى توظيف التقنيات الرقمية في تطوير أنظمة الزراعة والإنتاج الحيواني وخفض البصمة البيئية للأنشطة ذات الصلة.

وشملت المبادرات السعودية حلولًا رقمية مبتكرة لرصد الأمراض الحيوانية ومراقبة حركة الثروة الحيوانية بطرق آلية إضافة إلى تطبيقات ذكية لتحسين نظم الإنذار المبكر والاستجابة السريعة للأوبئة الحيوانية.

كما تضمنت المبادرات إطلاق منصات بيانات حيوية تتيح مشاركة المعلومات بين الجهات الحكومية والمراكز البحثية والقطاع الخاص ما يساهم في تعزيز الكفاءة والشفافية وتحسين اتخاذ القرار في المجال البيئي والصحي.

وقدمت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية هذه المبادرات في مؤتمر دولي رفيع المستوى بحضور ممثلين من منظمات عالمية متعددة ومختصين في مجالات الصحة الحيوانية والرقمنة والتنمية البيئية.

وحظيت المبادرات السعودية بإشادة واسعة من المشاركين في المؤتمر نظرًا لتكاملها واعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة بما ينسجم مع التوجهات العالمية الحديثة.

وتسعى المملكة من خلال هذه المبادرات إلى الحد من انتشار الأمراض الحيوانية المشتركة وتقليل المخاطر المرتبطة بسلاسل الغذاء إلى جانب دعم إنتاج مستدام يحافظ على التنوع البيولوجي ويقلل من استخدام الموارد.

وأكدت وزارة البيئة أن هذه الجهود تعكس توجه الدولة لتعزيز أمنها الغذائي وصحة الإنسان والحيوان معًا ضمن مبدأ الصحة الواحدة الذي يشكل ركيزة أساسية في الاستراتيجية البيئية للمملكة.

ومن بين المبادرات البارزة تطوير أنظمة رقمية لرصد تحركات الحيوانات البرية والمهاجرة وتقييم تأثير الأنشطة البشرية عليها وذلك بهدف الحفاظ على التوازن البيئي في مختلف المناطق الحيوية داخل المملكة.

كما تضمنت المبادرات برامج لرقمنة الفحوص البيطرية وربطها بقاعدة بيانات وطنية شاملة تتيح تتبع الحالة الصحية للثروة الحيوانية بشكل دقيق وتُسهل عمليات التصدير والاستيراد وفقًا للمعايير الدولية.

وأشارت الوزارة إلى أن المملكة تعمل على إنشاء مركز وطني للابتكار البيئي يُعنى بتطوير الحلول الرقمية في القطاع الحيواني بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الوطنية والدولية.

وترى الجهات المختصة أن هذه الخطوات تعزز مكانة المملكة كمساهم رئيسي في جهود حماية البيئة عالميًا وتدعم التزاماتها في اتفاقيات المناخ والأمن الغذائي ومكافحة التدهور البيئي.

وقد استعرض الوفد السعودي خلال جلسات المؤتمر تجارب المملكة الناجحة في مواجهة التحديات الوبائية في المواسم الزراعية وقطاع الماشية من خلال حلول ذكية خفّضت التكاليف وزادت الكفاءة.

وتعمل المملكة بالتوازي على توسيع نطاق التعاون الدولي في هذه المبادرات من خلال شراكات استراتيجية مع منظمات الأغذية والزراعة والصحة الحيوانية العالمية لتعزيز الاستفادة من الخبرات وتبادل المعرفة.

ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرات الرقمية في إحداث نقلة نوعية في قطاع الصحة الحيوانية في المملكة وتُشكل نموذجًا يُحتذى به في استخدام التقنية لدعم الاستدامة البيئية إقليميًا وعالميًا.