الفرنسي ثيو هيرنانديز بقميص فريق الهلال.
4 يزاحمون في دفاع الهلال .. صراع محتدم في الجبهة اليسرى للهلال بعد وصول ثيو هيرنانديز
كتب بواسطة: حكيم خالد |

في خطوة أثارت اهتمام الوسط الرياضي المحلي والدولي، أعلن نادي الهلال السعودي تعاقده رسميًا مع الفرنسي ثيو هيرنانديز، الظهير الأيسر الدولي قادمًا من نادي ميلان الإيطالي، بعقد يمتد لثلاثة أعوام، وذلك في صفقة وصفت بأنها من العيار الثقيل، وتأتي ضمن مساعي إدارة الهلال لتعزيز صفوف الفريق بعناصر عالمية تحافظ على تنافسيته في البطولات الكبرى.

وثيو الذي يُعد أحد أبرز الأظهرة اليسرى في العالم خلال السنوات الأخيرة، انضم إلى كتيبة الهلال بعد تجربة ناجحة في الدوري الإيطالي، حيث تألق بقميص ميلان وساهم في تحقيق عدة نتائج إيجابية، ويُنتظر أن يشكل إضافة نوعية للفريق الأزرق، خصوصًا في ظل طموحات النادي المتزايدة محليًا وقاريًا.

وانضمام اللاعب الفرنسي زاد من حدة التنافس داخل الفريق، إذ ارتفع عدد اللاعبين في مركز الظهير الأيسر إلى خمسة، وهم: البرازيلي رينان لودي، والسعودي متعب الحربي، وياسر الشهراني، إضافة إلى الشاب سعد المطيري، مما ينبئ بموسم ساخن داخل التدريبات والمباريات، حيث يسعى كل لاعب لإثبات أفضليته وكسب ثقة الجهاز الفني.

وحتى لحظة إعلان الصفقة، لم يصدر عن إدارة النادي أو الجهاز الفني أي قرار بتقليص عدد اللاعبين في هذا المركز، ما يعكس توجهًا فنيًا بإبقاء جميع الخيارات مفتوحة، على الأقل في المرحلة التحضيرية، حيث سيكون المعسكر الخارجي فرصة مناسبة لاختبار جاهزية العناصر، وتحديد التشكيلة الأساسية للموسم الجديد.

ويأتي هذا التحرك بعد نهاية مشاركة الهلال في بطولة كأس العالم للأندية، التي خاضها الفريق ممثلًا للكرة السعودية والآسيوية، وودعها من دور الثمانية بعد خسارته أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في مباراة شهدت أداءً متوازنًا من الفريق، لكنه لم يكن كافيًا للعبور إلى الدور التالي.

ومن المتوقع أن يغادر الهلال قريبًا إلى معسكره الخارجي، والذي سيكون بمثابة محطة إعداد مهمة قبل انطلاق الموسم الجديد، والذي يستهله بمواجهة حاسمة في بطولة السوبر السعودي، التي ستقام هذا العام في مدينة هونج كونج، في تجربة جديدة تهدف إلى تسويق البطولة على نطاق عالمي.

وتوقيع ثيو يعكس الرغبة الجادة لدى إدارة النادي في بناء فريق قوي لا يعتمد فقط على النجوم الهجوميين، بل يسعى لتأمين جميع الخطوط، وهو ما ظهر في التعاقدات الأخيرة التي شملت لاعبين في مراكز متعددة، من أجل تقديم نسخة أكثر توازنًا وتكاملًا من الهلال.

وبحسب مصادر مقربة من النادي، فإن المدرب يبحث عن صيغة تمنحه المرونة التكتيكية، خصوصًا أن كثافة الأسماء في مركز الظهير الأيسر قد تمنحه خيارات متنوعة بين الأسلوب الدفاعي والهجومي، بحسب طبيعة الخصم والمباراة، مع العلم أن ثيو يُعرف بسرعته الكبيرة وقدرته على المساندة الهجومية.

ومن جانب آخر، يترقب الجمهور الهلالي كيف سيتعامل الجهاز الفني مع تواجد خمسة لاعبين في مركز واحد، خصوصًا مع الأسماء الكبيرة مثل رينان لودي وياسر الشهراني، وهما لاعبان يملكان تجارب طويلة على المستويين المحلي والدولي، في حين يسعى متعب الحربي لتثبيت أقدامه كلاعب شاب قادم بقوة.

كما أن سعد المطيري، اللاعب الصاعد، يجد في هذه المرحلة فرصة ذهبية لاكتساب الخبرة والتطور، رغم صعوبة المنافسة، إذ يعتبر الاحتكاك مع أسماء بحجم ثيو ولودي وسيلة مثالية لصقل موهبته، وربما يكون أحد مفاجآت الموسم في حال حصل على الفرصة المناسبة.

ومن المحتمل أن تخلق هذه الكثافة ضغطًا على بعض اللاعبين للخروج بنظام الإعارة، خاصة إذا ما قرر الجهاز الفني تقليص العدد، إذ إن الحفاظ على خمسة أظهرة في مركز واحد خلال موسم طويل قد يكون تحديًا من الناحية الفنية والإدارية، الأمر الذي سيتضح لاحقًا بعد نهاية المعسكر الإعدادي.

والهلال، الذي يسعى هذا الموسم للعودة بقوة إلى منصة دوري أبطال آسيا، بعد فقدانه اللقب في النسخة الأخيرة، يعرف أن الطريق لن يكون سهلًا، في ظل الطموحات المتزايدة من الأندية المنافسة، سواء محليًا أو قاريًا، وهو ما يبرر سياسة التعاقدات النوعية التي يتبعها النادي منذ بداية فترة الانتقالات.

وتعليقًا على صفقة ثيو، اعتبر عدد من النقاد أن الهلال يثبت مرة أخرى أنه رقم صعب في سوق الانتقالات، وأنه يمتلك رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ مكانته كأحد أندية الصف الأول عالميًا، وليس فقط في القارة الآسيوية، خصوصًا بعد أن جذب سابقًا أسماء كبرى في عالم الكرة الأوروبية.

وبينما ينشغل الجهاز الفني بترتيبات المعسكر والتحضيرات للموسم، ينتظر الجمهور مشاهدة النسخة الجديدة من الهلال، والتي من المنتظر أن تكون أكثر إثارة وإبداعًا، في ظل وجود أسماء بحجم نيمار وميتروفيتش، والآن ثيو هيرنانديز، الذين يجتمعون تحت سقف طموح واحد.

وفي ظل هذا الحراك الكبير، تترقب الجماهير قرار المدرب حول التشكيلة الأساسية، وهل سيتمكن ثيو من فرض نفسه مبكرًا على حساب بقية الأسماء، أم أن الصراع سيستمر حتى آخر لحظة، خصوصًا أن الجميع يملك ما يقدمه ولديه ما يراهن عليه في الميدان.

والأنظار تتجه الآن نحو أول ظهور رسمي لثيو بقميص الهلال، حيث ستكون أولى الاختبارات الحقيقية في بطولة السوبر، وهو اختبار قد يمنح بعض المؤشرات حول توجهات المدرب الفنية، ومدى جاهزية اللاعب الجديد للانسجام مع زملائه والتأقلم مع أجواء الكرة السعودية.

ومع بدء العد التنازلي للموسم الجديد، يبقى الهلال أحد أبرز العناوين في سوق الانتقالات، ومحل متابعة من الإعلام الرياضي المحلي والدولي، في ظل ما يقدمه من صفقات قوية وتحركات مدروسة، تؤكد أنه يسير بخطى ثابتة نحو الحفاظ على هيبته الرياضية، وتوسيع نفوذه الكروي.