مع ازدهار قطاع السياحة في المملكة، برزت السياحة الجبلية كأحد أبرز الأنشطة التي تجذب شرائح واسعة من الزوار، لما تتميز به من مناخات معتدلة ومناظر طبيعية ساحرة وتضاريس مثالية لمحبي المغامرات، وفي هذا السياق، أوضح المرشد السياحي حسن حمدي أن السياحة الجبلية لم تعد مجرد نشاط موسمي أو بديل تقليدي بل تحولت إلى خيار استراتيجي ضمن خطط تطوير السياحة الداخلية.
وأشار حمدي خلال مداخلة عبر أثير إذاعة الرياض إلى أن الإقبال المتزايد على هذه الوجهات يعكس وعياً متنامياً لدى الزوار السعوديين والمقيمين على حد سواء بأهمية استكشاف التنوع الطبيعي داخل المملكة، مؤكداً أن هذا النوع من السياحة يجمع بين الترفيه البدني والتجربة البصرية، وهو ما يجعله محط اهتمام خاص من قبل محبي رياضات الهواء الطلق والمغامرات الجبلية.
وعدّد المرشد السياحي أبرز الوجهات المناسبة للسياحة الجبلية في المملكة، موضحاً أن المنطقة الجنوبية تأتي في مقدمتها لما تحتويه من سلاسل جبلية ومنحدرات خضراء ومناخ معتدل، مشيراً إلى أن الطائف، والهدا، وجبال النماص، والباحة، وعسير، بالإضافة إلى مرتفعات جازان، تعد من المواقع المحببة لعشاق الجبال، كما أضاف جبل اللوز في منطقة تبوك إلى قائمة المناطق الجاذبة.
وأكد حمدي أن رياضة الهايكنج، على وجه التحديد، ارتبطت بشكل مباشر بالمناطق الجبلية، وأصبحت تحظى بشعبية كبيرة في فصل الشتاء، إذ يقصدها كثير من الزوار للاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة وسط الطبيعة، موضحاً أن بعض المتنزهين والمغامرين لا يمانعون ممارستها صيفاً نظراً للطبيعة الخلوية التي تميز الجبال عن غيرها من المواقع السياحية.
وتعكس تصريحات حمدي توجهاً وطنياً عاماً لتعزيز الأنشطة السياحية المرتبطة بالبيئة والطبيعة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، والتي تركز على تنويع مصادر الدخل وتحفيز السياحة الداخلية، لا سيما في ظل توفر بنية تحتية متطورة في كثير من هذه المواقع، ما يسهم في ترسيخ تجربة سياحية آمنة وجذابة ومتنوعة للزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات.