حذّر الدكتور خالد النمر استشاري أمراض القلب من بعض التأثيرات السلبية التي قد تترتب على استخدام أدوية معينة مخصصة لعلاج الاكتئاب والقلق موضحًا أن هذه الأدوية يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم وهو ما قد يفاقم الحالة الصحية لدى البعض.
أشار الدكتور النمر إلى أن دواء Paroxetine تحديدًا من الأدوية التي ينبغي الانتباه إلى آثارها الجانبية لكونه قد يسهم في رفع الكوليسترول الضار مما قد يشكل تهديدًا إضافيًا على صحة القلب خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من اضطرابات في الدهون.
وأكد أن التعامل مع مثل هذه الأدوية يجب ألا يكون بمعزل عن فهم كامل لحالة المريض الطبية محذرًا من وصفها دون مراعاة التوازن المطلوب بين المنافع النفسية والمخاطر القلبية التي قد تظهر مع مرور الوقت أو مع الاستخدام المتكرر.
وأوضح أن الخطر لا يكمن فقط في الدواء بحد ذاته بل في غياب التنسيق بين الأطباء المختصين حيث شدد على أهمية وجود اتصال مباشر ومنتظم بين طبيب القلب والطبيب النفسي المعالج لضمان توافق الخطة العلاجية وسلامة المريض.
وبيّن أن بعض المرضى لا يدركون أن الأدوية النفسية قد يكون لها تأثيرات جسدية معقدة تتجاوز الحالة النفسية ذاتها لافتًا إلى أن التوعية بهذه المسائل يجب أن تكون جزءًا من أي خطة علاجية متكاملة تضع سلامة المريض في المقام الأول.
وأشار إلى أن أدوية الاكتئاب ليست جميعها ضارة على القلب لكن بعضها يتطلب مراقبة دقيقة خاصة لدى مرضى القلب أو أولئك المعرضين لارتفاع الدهون في الدم وهو ما يفرض دورًا كبيرًا على الأطباء في انتقاء الدواء الأنسب.
وأوضح أن Paroxetine يُعد من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية وهي فئة معروفة بفعاليتها في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب لكنها قد تؤثر في توازن بعض المؤشرات الحيوية في الجسم مثل الكوليسترول والوزن.
وأضاف أن تأثير الأدوية على القلب قد لا يظهر فورًا بل يحتاج إلى مراقبة مستمرة للتحاليل الدورية وضبط الجرعات حسب تطورات الحالة مشيرًا إلى أن الكثير من التغيرات السلبية يمكن تفاديها من خلال متابعة منتظمة ومستمرة.
وشدد الدكتور النمر على ضرورة ألا يتوقف المرضى عن تناول أدويتهم النفسية بشكل مفاجئ دون استشارة الطبيب المعالج لأن التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى انتكاسات نفسية حادة وقد يكون ضرره أكبر من الآثار الجانبية المحتملة.
وأكد أن القرار العلاجي لا يُبنى على عامل واحد بل يجب أن يشمل التقييم النفسي والتاريخ المرضي للقلب ومستويات الدهون في الدم والتفاعلات الدوائية المحتملة وأن تكون هناك مرونة في تعديل الخطة العلاجية حسب تطورات الحالة.
ولفت إلى أن الحالات التي يجري فيها التنسيق بين تخصصي القلب والطب النفسي تشهد نتائج علاجية أفضل وأقل مضاعفات مشيرًا إلى أن بعض الأطباء قد لا يكون لديهم إلمام كافٍ بتأثيرات الأدوية النفسية على الجسم بشكل عام.
وحث المرضى على طرح الأسئلة على أطبائهم وعدم التردد في طلب رأي ثانٍ عند الشعور بعدم ارتياح أو عند ملاحظة أعراض جديدة قد تظهر بعد بدء العلاج خاصة إذا كانوا من أصحاب الأمراض المزمنة أو التاريخ العائلي لأمراض القلب.
كما دعا الأطباء إلى مزيد من الحذر عند وصف الأدوية النفسية خاصة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة حيث أن تأثيرات الدواء قد تختلف بشكل كبير من مريض لآخر مما يجعل التشخيص الفردي ومتابعة الحالة أمرًا ضروريًا.
وأكد أن نشر الوعي حول تأثير الأدوية النفسية على الصحة القلبية لا يعني نشر الخوف منها بل يهدف إلى تحفيز الحوار الطبي وتطوير الممارسة العلاجية بما يضمن تقديم الرعاية المثلى لكل مريض حسب حالته وظروفه.