بدأ المدير الفني الجديد لنادي النصر جورجي خيسوس رسم معالم خطته الفنية للموسم المقبل من خلال وضع تصور شامل لكيفية إدارة طاقة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بهدف ضمان استمرارية عطائه لأطول فترة ممكنة دون التأثر بالإجهاد.

المدرب البرتغالي المعروف بخططه التكتيكية الدقيقة قرر منذ اليوم الأول عدم المجازفة بإرهاق قائد الفريق ما دفعه إلى الجلوس مع رونالدو والتباحث بشأن جدول مشاركته في المباريات بما يضمن الحفاظ على أعلى جاهزية بدنية وفنية للنجم الكبير.

وبحسب ما نشرته صحيفة "A Bola" البرتغالية فإن خيسوس اتفق مع رونالدو على تقليص مشاركته بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25 في المئة من إجمالي المباريات خلال الموسم المقبل لضمان تواجده في أتم جاهزية في المواعيد المهمة والحاسمة.

وشهد اللقاء بين خيسوس ورونالدو تفاهمًا كبيرًا حول تفاصيل الخطة الجديدة إذ أبدى اللاعب المخضرم تفهمًا كاملاً لهذه الإستراتيجية مشيرًا إلى أنها تتماشى مع أهدافه المهنية التي يسعى من خلالها للبقاء في أفضل حال حتى كأس العالم 2026.

وكان رونالدو قد شارك خلال الموسم الماضي في 41 مباراة من أصل 50 خاضها الفريق في مختلف البطولات ما تسبب في إجهاد بدني واضح للنجم البرتغالي خاصة مع كبر سنه وحرصه في الوقت نفسه على المحافظة على لياقته في أعلى المستويات.

وتُعد خطة خيسوس خطوة عملية للتعامل الذكي مع أحد أبرز لاعبي العالم من خلال تحقيق المعادلة الصعبة بين تقليل الدقائق وزيادة الفاعلية وهي استراتيجية تُستخدم في كبرى الأندية الأوروبية لإطالة العمر التنافسي للنجوم الكبار.

ويبدو أن النصر مقبل على موسم جديد بملامح فنية مغايرة تحت قيادة خيسوس الذي يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع الفرق الكبرى واللاعبين المميزين ما يجعل قراراته مدروسة بعناية خاصة في ما يتعلق بإدارة الأسماء الثقيلة داخل التشكيلة.

وفي سياق متصل كشفت مصادر مطلعة أن خيسوس طلب من إدارة النادي التعاقد مع حارس مرمى أجنبي جديد لتعزيز التنافس في هذا المركز وهو ما يفتح الباب أمام تغييرات كبيرة في التركيبة الأساسية ويؤكد نية المدرب إعادة تشكيل خطوط الفريق.

وتأتي هذه التغييرات في وقت يحتاج فيه النصر إلى تصحيح مساره بعد موسم لم يحقق فيه أي بطولة محلية أو قارية ما يدفع الإدارة للتحرك بسرعة نحو إرضاء جماهيرها ببناء فريق أكثر توازنًا وتحقيق نتائج توازي حجم الاستثمارات والطموحات.

وتشير معلومات قريبة من إدارة النصر إلى أن التعاقد مع خيسوس لم يكن بمعزل عن رأي رونالدو بل إن اللاعب لعب دورًا محوريًا في تسهيل المفاوضات خاصة في ظل العلاقة الطويلة بين الطرفين المبنية على الاحترام المتبادل والخبرة الأوروبية المشتركة.

وكان كريستيانو قد عبّر صراحة عن ترحيبه بتولي خيسوس قيادة الفريق فنيًا وهو ما شكّل دعمًا معنويًا مهمًا لقرار الإدارة في حسم الملف سريعًا وتوفير الأجواء المناسبة للمدرب الجديد للانطلاق نحو بناء مشروع فني تنافسي وقوي.

ويأمل جمهور النصر أن تسهم هذه الخطة الذكية في حماية رونالدو بدنيًا ومنحه الفرصة الكاملة للتألق في اللحظات الحاسمة خاصة في ظل مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا والبطولات المحلية التي تتطلب جهوزية كاملة على مدار الموسم.

وتتوقع مصادر رياضية أن تؤثر هذه الخطة أيضًا على أسلوب لعب النصر بحيث يتم بناء المنظومة الهجومية بطريقة تقلل الضغط على رونالدو وتُفسح المجال أمام عناصر شابة للمساهمة بشكل أكبر في المهام الهجومية على مدار الموسم.

وتؤكد إدارة النصر أنها تعمل بانسجام كامل مع المدرب خيسوس لتوفير كافة المتطلبات الفنية واللوجستية التي تسهل تنفيذ الخطط المرسومة قبل انطلاق الموسم خاصة مع ضغط المباريات وكثافة المنافسات التي تُلزم الجميع بالتخطيط الدقيق.

ولا تزال جماهير العالمي تتابع كل التفاصيل المتعلقة بخطة خيسوس للمرحلة المقبلة بترقّب واسع على أمل أن تؤتي هذه الإجراءات ثمارها سريعًا وتعيد الفريق إلى منصات التتويج مدعومًا بقيادة فنية واضحة وتخطيط احترافي يليق باسم النصر.