أسعار الذهب
الذهب يسجل أعلى مستوياته في 3 أسابيع قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية
كتب بواسطة: محمد الخوري |

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء وسط حالة من الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية انتظارًا لصدور بيانات التضخم الأمريكية التي ستحدد إلى حد كبير ملامح السياسة النقدية للفيدرالي خلال الفترة المقبلة.

وارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل سعر الأونصة إلى نحو 3346.94 دولار بينما سجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب ارتفاعًا أقوى بنسبة 0.3% ليصل السعر إلى حوالي 3355.60 دولار للأونصة.

وساعد على هذا الارتفاع تزايد القلق العالمي من استمرار السياسات الحمائية الأمريكية بعد تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها حيث تعهدت الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية جديدة وهو ما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

كما عززت التوقعات بارتفاع التضخم الأمريكي في بيانات يونيو من جاذبية المعدن النفيس حيث تشير تقديرات المحللين إلى أن معدل التضخم قد يسجل 2.7% على أساس سنوي مقابل 2.4% في مايو مع توقعات بارتفاع التضخم الأساسي إلى 3.0%.

وتحظى هذه البيانات المرتقبة بأهمية استثنائية نظرًا لأنها ستحدد توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة إذ أن استمرار ارتفاع التضخم سيزيد من احتمالات تأجيل قرار خفض الفائدة الذي تترقبه الأسواق منذ شهور.

ويرى مراقبون أن أي مؤشرات على ضعف بيانات التضخم قد تدفع الذهب إلى مستويات جديدة من الارتفاع مع زيادة التوقعات بخفض الفائدة أما إذا جاءت الأرقام أعلى من المتوقع فقد يتعرض الذهب لموجة جني أرباح مؤقتة.

وشهد الذهب خلال الجلسات الماضية محاولات متكررة لاختراق مستويات المقاومة بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع بالقرب من 3375 دولار للأونصة لكنه تعرض لبعض التراجع ليعاود الاستقرار حول 3340 دولار مع بداية جلسة اليوم.

وعلى الجانب الفني يرى محللون أن الذهب يواجه مقاومة رئيسية عند 3375 دولار بينما يستقر الدعم حول مستويات 3339 إلى 3344 دولار مشيرين إلى أن تجاوز هذه المستويات سيحدد الاتجاه القادم للسعر في ظل حالة الترقب السائدة.

وبالتوازي مع تحركات الذهب شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى تذبذبًا واضحًا حيث انخفضت الفضة بنحو 0.5% بعدما حققت مكاسب قوية في الفترة الماضية بينما سجل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات طفيفة مدعومة بتحسن الطلب الصناعي.

وفي الأسواق الآسيوية انعكس التوتر التجاري وتوقعات التضخم على حركة الذهب حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.6% مدفوعة بزيادة الإقبال من المستثمرين الذين يسعون للتحوط ضد أي تقلبات اقتصادية محتملة نتيجة القرارات الأمريكية الأخيرة.

وفي سياق متصل أشار بعض المحللين إلى أن الذهب يستفيد كذلك من التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي يدفع المستثمرين إلى تقليل حيازاتهم من الأصول الخطرة مثل الأسهم والتحول نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.

وتترقب الأسواق أيضًا تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي بعد صدور بيانات التضخم لمعرفة ما إذا كانوا سيواصلون اللهجة المتشددة في مواجهة الأسعار المرتفعة أم أنهم سيميلون إلى التخفيف من حدة السياسات النقدية الصارمة.

ويأتي هذا التحرك في الذهب بالتزامن مع استمرار ضعف الدولار أمام العملات الرئيسية وهو ما يساهم في زيادة جاذبية المعدن الأصفر لأنه يصبح أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى وبالتالي يرتفع الطلب عليه في الأسواق العالمية.

ويتوقع خبراء السوق أن يظل الذهب متماسكًا في نطاقات مرتفعة طالما استمر الغموض المحيط بقرارات الفيدرالي الأمريكي وحالة القلق من الركود العالمي إضافة إلى استمرار التوترات الجيوسياسية التي تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.

وفي الوقت نفسه تبقى أعين المستثمرين مركزة على الأسواق الأمريكية والأوروبية خلال الأيام القادمة لا سيما بعد صدور أرقام التضخم التي قد تحرك السوق بشكل حاد سواء بالصعود أو الهبوط حسب نتائجها وتوقعات الفائدة.

وتظل أسواق الذهب مدفوعة بعدة عوامل متداخلة أبرزها السياسة النقدية الأمريكية ومستويات الطلب الصناعي والتجاري فضلًا عن تطورات الاقتصاد الصيني والأوروبي باعتبارهما من أكبر مستهلكي الذهب في العالم.

ومن المقرر أن تعلن الولايات المتحدة بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في وقت لاحق هذا الأسبوع وسط توقعات بأن تكون المحطة الحاسمة التي ستحدد مصير قرارات الفائدة القادمة وما إذا كان الفيدرالي سيبدأ خفضها هذا العام.