افتتح مؤشر السوق المالية السعودية "تاسي" تعاملات اليوم الثلاثاء على تراجع ملحوظ متخليًا عن مستوى 11200 نقطة، متأثرًا بضغط من سهم أرامكو وتراجع معظم أسهم قطاع البنوك، وسط حالة من الحذر تسود المستثمرين بالتزامن مع بدء موسم إعلان النتائج المالية للنصف الأول من العام الجاري.

وهبط مؤشر تاسي مع بداية الجلسة بنسبة 0.3% ليستقر عند مستوى 11184 نقطة، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تداعيات الحرب التجارية العالمية وتداعيات فرض الرسوم الجمركية المتبادلة بين الاقتصادات الكبرى على مسار الأسواق.

وتأثر قطاع الطاقة في السوق بأداء متباين، حيث سجل سهم أرامكو السعودية تراجعًا بنسبة 0.8% ليصل سعره إلى 24.67 ريال، وهو ما انعكس سلبًا على المؤشر العام، فيما تمكن سهم المصافي من تسجيل ارتفاع طفيف بنسبة 0.3%، وصعد سهم بترو رابغ بنسبة 1.7%.

أما قطاع البنوك، فقد اتسم أداؤه بالغلبة للهبوط، إذ تراجع سهم مصرف الراجحي بنسبة 0.1%، فيما استقر سهم البنك الأهلي دون تغيير، في حين انخفض سهم البنك الأول بالنسبة ذاتها 0.1%، مما يعكس حالة الترقب التي تسيطر على القطاع قبيل نتائج الأرباح.

وفي قطاع الاتصالات، سجلت الأسهم الرئيسية تراجعًا متفاوتًا، حيث هبط سهم شركة الاتصالات السعودية "إس تي سي" بنسبة 0.5%، وتراجع سهم موبايلي بنسبة 0.3%، بينما خالف سهم زين السعودية الاتجاه ليصعد بنسبة طفيفة بلغت 0.2%.

وامتد التراجع إلى قطاع العقارات الذي شهد هبوطًا في معظم أسهمه، حيث انخفض سهم الشركة العقارية السعودية بنسبة 0.2%، وتراجع سهم شركة مكة للإنشاء بنسبة مماثلة، بينما هبط سهم جبل عمر للتطوير بنسبة 0.1%، في ظل ضعف الزخم الشرائي على القطاع.

على صعيد التداولات، بلغ إجمالي قيمة التداول في السوق نحو 898 مليون ريال، توزعت على 86.6 مليون سهم، في إشارة إلى تراجع نسبي في السيولة مقارنة بجلسات سابقة، مع سيطرة الحذر ترقبًا لما ستسفر عنه نتائج الشركات المدرجة.

وتصدر سهم شركة شمس قائمة الأسهم الأكثر نشاطًا من حيث الحجم بتداولات قاربت 43.4 مليون سهم، تلاه سهم الصناعات الكهربائية بتداولات بلغت 3.7 مليون سهم، في حين شهدت غالبية الأسهم أداءً متباينًا بين الارتفاع والهبوط.

وجاء سهم متكاملة في صدارة الأسهم الأكثر ارتفاعًا في السوق بعد أن سجل مكاسب قوية بنسبة 8.4%، يليه سهم شمس الذي واصل الأداء الإيجابي مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 3.2% وسط إقبال لافت من المستثمرين الأفراد.

في المقابل، تصدر سهم جمجوم قائمة الأسهم المتراجعة خلال الجلسة بانخفاض بلغت نسبته 2.1%، مع ضغوط بيعية ملحوظة دفعته إلى التراجع مقارنة بإغلاقه السابق، وسط تحركات متقلبة شهدها السهم في الآونة الأخيرة.

ويأتي هذا الأداء الضعيف لمؤشر تاسي بالتزامن مع انطلاق موسم النتائج المالية للنصف الأول من عام 2025، حيث يتطلع المستثمرون إلى الإفصاحات القادمة لمعرفة مدى تأثر أرباح الشركات بالتحديات الاقتصادية الراهنة.

وتشير توقعات بعض المحللين إلى احتمالية استمرار التذبذب في أداء السوق خلال الفترة المقبلة، خصوصًا إذا جاءت نتائج الشركات دون التقديرات، وهو ما قد يفاقم من الضغوط البيعية، لاسيما على الأسهم القيادية في قطاعات الطاقة والبنوك.

ومن جانبهم، يرى آخرون أن إعلان نتائج أرباح قوية من بعض الشركات قد يعيد التوازن إلى السوق ويحفز عمليات الشراء الانتقائي، خاصة في ظل التقييمات الجذابة لعدد من الأسهم عقب التراجعات الأخيرة.

ويترقب المستثمرون عن كثب أداء سهم أرامكو في ظل التقلبات الحادة التي يشهدها سوق النفط العالمي، حيث أن أي تراجع جديد في أسعار النفط قد ينعكس بالسلب على السهم، وبالتالي على المؤشر العام للسوق.

ويُنتظر أن تشهد الجلسات المقبلة مزيدًا من التحركات المضاربية على بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة التي تظهر فيها سيولة ملحوظة، في حين يستمر الحذر مسيطرًا على التداولات المتعلقة بالأسهم القيادية حتى اتضاح الرؤية حول النتائج.

ولا تزال أسواق المال العالمية تضغط بدورها على معنويات المستثمرين في السوق السعودي، مع استمرار النزاعات التجارية والرسوم الجمركية المتبادلة، وهو ما يضيف مزيدًا من الغموض بشأن التوقعات الاقتصادية للنصف الثاني من العام.

وينصح الخبراء المتعاملين في السوق بمواصلة متابعة نتائج الشركات عن كثب، إلى جانب مراقبة التغيرات في أسعار النفط والمؤشرات الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على حركة السوق خلال الأسابيع القادمة.