أثار المدرب البرتغالي خورخي خيسوس جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية السعودية بعد خطوة اعتبرها الكثيرون استفزازًا مباشرًا لجماهير نادي الهلال، وذلك عقب إعلانه رسميًا مدربًا جديدًا لفريق النصر، حيث أقدم خيسوس على إلغاء متابعة حساب نادي الهلال عبر منصات التواصل الاجتماعي، في تصرف رآه البعض رسالة واضحة تحمل أبعادًا غير ودية تجاه فريقه السابق.
وكان نادي النصر قد أعلن مساء يوم الاثنين عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، عن التوقيع مع خيسوس بعقد يمتد لمدة موسم واحد، وأرفق التغريدة بصورة للمدرب مع عبارة ترحيبية تشير إلى انضمامه الرسمي لقيادة الفريق الأول لكرة القدم في الموسم المقبل، متمنين له التوفيق في مهمته الجديدة، وهو ما قوبل بتفاعل واسع من جماهير "العالمي" التي تأمل في عودة الفريق إلى منصات التتويج.
وبحسب مصادر قريبة من إدارة النصر، فإن خورخي خيسوس سيتقاضى راتبًا سنويًا يقدر بـ7 ملايين يورو، ما يجعله من بين أعلى المدربين أجرًا في الدوري السعودي للمحترفين، وسط توقعات بأن يجلب معه طاقمًا فنيًا متكاملًا يتمتع بخبرة دولية قادرة على تعزيز جودة الفريق تكتيكيًا.
ويُعد خورخي خيسوس من الأسماء المعروفة في الكرة السعودية، حيث سبق له أن تولى تدريب الهلال في فترات سابقة، وحقق نتائج إيجابية مع الفريق قبل أن يغادره في ظروف وصفت حينها بالمفاجئة، وهو ما يجعل عودته إلى المملكة ولكن عبر بوابة الغريم التقليدي النصر، خطوة تحمل الكثير من المعاني بالنسبة لجماهير الفريقين.
واللافت في الأمر أن الإعلان عن تعاقد خيسوس مع النصر لم يمر مرور الكرام، بل تلاه مباشرة تصرف وصفه مراقبون بأنه غير اعتيادي، حيث قام المدرب البرتغالي بإلغاء متابعته لحساب نادي الهلال على منصة "إنستغرام"، وهي الخطوة التي رآها البعض تعبيرًا عن قطيعة تامة مع ناديه السابق، بينما فسرها آخرون على أنها جزء من التزامه الكامل بمشروعه الجديد مع النصر.
وردود الأفعال على تصرف خيسوس كانت متباينة، فبينما اعتبرت جماهير النصر ذلك دليلًا على تركيزه الكامل مع الفريق وولائه الجديد، عبرت جماهير الهلال عن استيائها مما وصفته بـ"قلة الاحترام" لتاريخ النادي الذي منحه فرصة الظهور والتألق في الدوري السعودي، مشيرة إلى أن الانفصال بين المدرب والنادي لم يكن حادًا يستدعي هذا النوع من التصرفات.
ويرى محللون رياضيون أن خطوة خيسوس تعكس رغبة المدرب في كسب ود جمهور النصر منذ اللحظة الأولى، وربما هي محاولة مبكرة لإثبات انتمائه التام للفريق الجديد، في ظل الضغط المتوقع من الجماهير المتعطشة للبطولات بعد موسم مخيب انتهى دون ألقاب سواء على المستوى المحلي أو القاري.
ويواجه خيسوس تحديًا كبيرًا مع النصر، خاصة بعد فشل الفريق في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، إذ خرج الفريق من المنافسات دون تحقيق أي لقب، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرارات جذرية أبرزها إنهاء عقد بيولي والبحث عن اسم فني كبير يعيد النصر إلى الواجهة.
ويملك خيسوس سجلًا حافلًا بالبطولات على المستوى الدولي، حيث سبق له التتويج بالدوري البرتغالي مع بنفيكا، كما خاض تجارب ناجحة في الدوري البرازيلي مع نادي فلامنغو، ويُعرف عنه اهتمامه بالتفاصيل التكتيكية والصرامة في إدارة الفريق، وهي الصفات التي تعوّل عليها إدارة النصر في مشروعها الجديد.
ورغم أن عقد خيسوس يمتد لموسم واحد فقط، إلا أن مصادر مقربة من النادي تؤكد وجود بند يسمح بالتجديد تلقائيًا في حال تحقيق أهداف معينة، ما يعكس رغبة الطرفين في نجاح التجربة واستمراريتها في حال أثمرت عن نتائج إيجابية خلال الموسم الأول.
ومن المتوقع أن يبدأ خورخي خيسوس مهمته مع النصر خلال معسكر الفريق التحضيري الخارجي، الذي من المزمع أن يقام في إحدى العواصم الأوروبية، حيث سيستغل المدرب فترة الإعداد لتقييم عناصر الفريق عن قرب وتحديد احتياجاته من التعاقدات الجديدة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
ويترقب جمهور النصر أول ظهور رسمي لخيسوس على رأس الجهاز الفني، حيث ستتجه الأنظار إلى أسلوبه الفني والتكتيكي وكيفية تعامله مع النجوم الكبار داخل الفريق، وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي من المتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في خطة المدرب الجديدة.
والتحاق خيسوس بالنصر يعيد إلى الأذهان سيناريو انتقالات المدربين واللاعبين بين الأندية الكبرى في الدوري السعودي، وما يصاحبها من توترات جماهيرية، إذ يرى البعض أن هذا النوع من الانتقالات يضفي المزيد من الإثارة على المنافسة ويعزز من قوة الدوري على الساحة الإعلامية والرياضية.
وتشير بعض التقارير إلى أن خطوة التعاقد مع خيسوس جاءت بعد مشاورات مطولة داخل إدارة النصر، التي رأت في المدرب البرتغالي الشخصية المناسبة للمرحلة المقبلة، خصوصًا في ظل معرفته السابقة بكرة القدم السعودية وقدرته على التعامل مع طبيعة المنافسات المحلية.
ويُنتظر أن تشهد مواجهة النصر والهلال القادمة أجواءً مشحونة، حيث من المرجح أن يكون لخيسوس دور كبير في إشعال التوترات بين الفريقين، ليس فقط من الناحية الفنية، بل من حيث الخلفية العاطفية التي باتت ترافق هذه الصفقة منذ إعلانها.
ويخشى البعض من أن يُلقي هذا التصرف بظلاله على صورة المدرب الذي كان يحظى باحترام شرائح واسعة من جماهير الهلال، بينما يرى آخرون أن خيسوس لم يرتكب خطأً، بل اتخذ خطوة شخصية لا ينبغي تضخيمها في ظل طبيعة العصر الرقمي وتبدل الولاءات المهنية.
وفي نهاية المطاف، يبدو أن تعاقد النصر مع خورخي خيسوس لن يكون مجرد خطوة فنية، بل يحمل أبعادًا إعلامية وجماهيرية عميقة، بدأت تتفاعل بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المرجح أن تستمر أصداء هذه الصفقة طويلاً مع انطلاق الموسم الكروي الجديد.