في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية لحماية المجتمع من آفة المخدرات، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عن القبض على مقيمين من الجنسية الباكستانية بمحافظة جدة، بعد ثبوت تورطهما في ترويج مادة الميثامفيتامين المخدر المعروفة بـ"الشبو"، وهي من أخطر المواد المخدرة التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الأفراد وأمن المجتمع.
وأوضحت المديرية أن عملية الضبط تمت بعد متابعة ورصد دقيق لتحركات المتهمَين، في إطار عملية أمنية نوعية استهدفت العناصر المشتبه بها والمتورطة في الترويج والاتجار بالمخدرات داخل المحافظة، وقد أسفرت العملية عن إيقافهما واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهما، تمهيدًا لإحالتهما إلى النيابة العامة لاستكمال المسار العدلي.
وتُعد مادة الميثامفيتامين أو "الشبو" من المواد المدرجة ضمن فئة المخدرات الاصطناعية شديدة الخطورة، نظرًا لتأثيرها الفوري والمدمّر على الجهاز العصبي، وقدرتها العالية على التسبب في الإدمان السريع، ويشير مختصون إلى أن هذه المادة غالبًا ما تُصنّع بطرق غير شرعية داخل مختبرات سرية، وتُروّج بأشكال متعددة لجذب فئات الشباب والمراهقين.
وقد شددت المديرية العامة لمكافحة المخدرات على أن الجهات الأمنية في مختلف مناطق المملكة تعمل باستمرار على تتبع شبكات التهريب والترويج التي تسعى لنشر هذه السموم بين أفراد المجتمع، مؤكدة أن التصدي لهذه الجرائم يتم وفق خطط أمنية احترافية وتعاون مشترك بين الأجهزة الأمنية كافة.
وفي بيانها، دعت المديرية المواطنين والمقيمين إلى التعاون الكامل مع الجهات المختصة، من خلال الإبلاغ الفوري عن أي معلومات تتعلق بأنشطة مشبوهة لها علاقة بتهريب أو ترويج المخدرات، سواء عبر الأرقام الأمنية المخصصة، أو من خلال تطبيق "كلنا أمن"، مؤكدة أن بلاغات المواطنين تُعامل بسرية تامة وتُسهم بشكل كبير في تحقيق الضبطيات الوقائية.
كما أوضحت أن دور المجتمع لا يقل أهمية عن الدور الأمني، إذ أن الوعي المجتمعي يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الآفة، مطالبة أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم وتوعيتهم بمخاطر المواد المخدرة ومروّجيها الذين يستهدفون الشباب بأساليب خبيثة.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة متواصلة من النجاحات الأمنية التي تحققها المديرية العامة لمكافحة المخدرات، التي تعمل ضمن استراتيجية وطنية شاملة للتصدي لجرائم المخدرات بجميع أنواعها، سواء في التهريب أو الترويج أو الحيازة أو التصنيع.
كما تؤكد القيادة الأمنية أن التعاون الدولي بين المملكة والدول الصديقة يعزز الجهود في مكافحة شبكات التهريب العابر للحدود، مشيرة إلى أن المملكة تنتهج سياسة حازمة وصارمة في هذا الجانب، لما تمثله هذه الجرائم من تهديد مباشر لأمن الوطن واستقراره.
وتأتي هذه العملية بعد أيام من إعلان المديرية عن ضبطيات مماثلة في مناطق مختلفة من المملكة، وهو ما يدل على تكامل العمل الأمني وشموليته في تعقّب المهربين والمروجين، وإحباط محاولاتهم في بث السموم بين أفراد المجتمع، في ظل بيئة قانونية صارمة وجهود وقائية متقدمة.
وأشادت العديد من الجهات المختصة بفعالية العمليات الأمنية الأخيرة، مؤكدة أن الصرامة والاحترافية في التعاطي مع جرائم المخدرات أسهمت في خفض معدلات الانتشار والترويج، وإضعاف الشبكات المنظمة التي تحاول استهداف المملكة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية.