"الجوف الصحي": خطوات بسيطة تحمي الحجاج من الإجهاد الحراري
كتب بواسطة: محمد خالد |

في إطار استعدادات موسم الحج لهذا العام، وجّه تجمع الجوف الصحي مجموعة من النصائح التوعوية والإرشادات الوقائية لضيوف الرحمن، تهدف إلى مساعدتهم على تفادي حالات الإجهاد الحراري، التي قد تحدث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد البدني خلال أداء المناسك، وتأتي هذه التوجيهات ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها المنظومة الصحية في المملكة لضمان صحة وسلامة الحجاج، وتوفير تجربة حج آمنة وسليمة من الناحية الصحية.

وأكد تجمع الجوف الصحي أهمية اتخاذ الحيطة والحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، خصوصًا خلال ساعات الذروة، مشيرًا إلى أن هذه الفترات تشهد عادة ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، ما يعرض الحجاج لخطر الإجهاد الحراري، الذي قد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة في حال عدم التعامل معه بالشكل الصحيح.

وشدد التجمع على ضرورة ارتداء المظلات الواقية واستخدام القبعات أو الشمسيات الخفيفة عند التنقل بين المشاعر المقدسة، مع الالتزام بارتداء الملابس القطنية الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة، لما لها من دور في تخفيف امتصاص حرارة الشمس وتقليل التعرق الزائد، كما أوصى بضرورة تجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، خاصة في الأوقات التي تسجل فيها درجة الحرارة أعلى مستوياتها.

ومن بين أبرز الإرشادات التي قدّمها تجمع الجوف الصحي لضيوف الرحمن، ضرورة الإكثار من شرب الماء والسوائل بشكل مستمر، حتى في حال عدم الشعور بالعطش، وذلك لضمان الحفاظ على توازن السوائل في الجسم ومنع الإصابة بالجفاف، وهو من الأسباب الرئيسة لحالات الإجهاد الحراري أثناء الحج، وأكد على أهمية اصطحاب عبوات المياه أثناء التحرك، والحرص على شرب كميات معتدلة ومنتظمة على مدار اليوم.

كما دعا التجمع الحجاج إلى التقليل من النشاط البدني المفرط، وتجنب المشي لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، لا سيما في حال عدم الاعتياد على المجهود البدني الشديد، ولفت إلى أهمية الحصول على فترات راحة منتظمة، وتخصيص أوقات للاستراحة في أماكن مظللة أو مكيفة بين فترات التنقل وأداء المناسك، بما يخفف من العبء على الجسم ويقلل من احتمالية التعرض لأي نوبات صحية مفاجئة.

وأكدت التوصيات أهمية الوعي بأعراض الإجهاد الحراري، مثل الشعور بالتعب المفرط، والدوخة، والتعرق الشديد، والغثيان، وتسارع ضربات القلب، والتنفس السريع، ودعا تجمع الجوف الصحي كل حاج يشعر بأي من هذه الأعراض إلى التوقف فورًا عن النشاط البدني والجلوس في مكان بارد، والبدء في تعويض السوائل، والتوجه إلى أقرب مركز صحي في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها.

وفي هذا السياق، شدد التجمع على الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة ممثلة في جميع مكوّناتها، لتوفير الرعاية الطبية العاجلة عبر المراكز المنتشرة في مختلف مواقع المشاعر المقدسة، والتي تم تجهيزها بكوادر متخصصة ومدرّبة على التعامل مع مختلف الحالات الطارئة، ومنها الإجهاد الحراري، وضربات الشمس، والجفاف، والتسمم الغذائي، وغيرها من الحالات الشائعة في موسم الحج.

ويأتي هذا التوجيه ضمن منظومة شاملة من البرامج التوعوية والخطط الصحية التي تهدف إلى تعزيز الثقافة الصحية لدى الحجاج، وتمكينهم من أداء مناسكهم بأمان، وبأقل قدر ممكن من المخاطر الصحية، كما يعكس حرص تجمع الجوف الصحي، وباقي التجمعات الصحية في المملكة، على دعم الجهود الوطنية في تقديم تجربة حج نوعية ومتكاملة، ترتكز على الوقاية، والرعاية، والتثقيف، والاستجابة السريعة.