في ظل حالة الترقب التي يعيشها الشارع الرياضي السعودي، يبرز اسم محمد الشلهوب، أسطورة نادي الهلال، كأحد أبرز الأسماء المرشحة للعب دور محوري في مستقبل الفريق الفني، بعد أن أتم مهمته بنجاح كمدرب مؤقت، وقاد الزعيم إلى بر الأمان في توقيت حرج.
الشلهوب، الذي لطالما اعتبر رمزًا من رموز الهلال خلال مسيرته كلاعب، كتب صفحة جديدة من التألق والإنجاز، ولكن هذه المرة من على الخط الفني، حيث تولى القيادة بعد إقالة المدرب البرتغالي جورج جيسوس مطلع مايو الجاري، في قرار مفاجئ أعقب تذبذب أداء الفريق في بعض المراحل الحاسمة من الموسم.
تسلم الشلهوب دفة الفريق الأول لكرة القدم في الهلال، بهدف واضح ومحدد: ضمان مقعد في دوري أبطال آسيا "النخبة" للموسم المقبل 2025-2026، وهو ما نجح فيه ببراعة لافتة خلال فترة قصيرة لم تتجاوز خمس مباريات في دوري روشن السعودي.
النتائج جاءت لتؤكد ثقة الجماهير والإدارة في الشلهوب، حيث تمكن من تحقيق أربعة انتصارات وتعادل وحيد دون أن يتلقى أي خسارة، مسجلًا 16 هدفًا مقابل 7 أهداف فقط استقبلتها شباك الفريق.
هذا الأداء لم يكن مجرد أرقام إيجابية، بل كان تعبيرًا عن استقرار تكتيكي وروح قتالية أعادها الشلهوب للاعبين في وقت كانت فيه الشكوك تحيط بمستقبل الفريق بعد إقالة جيسوس.
المدرب السعودي القدير محمد الخراشي لم يُخفِ إعجابه بالأداء اللافت الذي قدمه الشلهوب، حيث كتب عبر منصة "إكس" بأن من قاد الهلال كلاعب بتميز قادر كذلك على قيادته كمدرب، معتبرًا أن الشلهوب استطاع احتواء الضغوط وتسيير الفريق بأقل الأضرار.
لكن اللافت في حديث الخراشي، لم يكن الإشادة فحسب، بل ترشيحه للشلهوب للعب دور أكبر في المرحلة القادمة، إذ اقترح أن يكون مستشارًا فنيًا للنادي، تحديدًا قبل انطلاق كأس العالم للأندية، بحيث يشارك في تقييم الأداء من خلال مراجعة المباريات السابقة بالفيديو، والمساهمة في التحضير للتدريبات التي تسبق البطولة الكبرى.
هذا الطرح أثار اهتمام الجماهير الرياضية والإعلام الرياضي على حد سواء، وفتح الباب واسعًا للنقاش حول مستقبل الشلهوب مع الهلال، وما إذا كان سيبقى في الطاقم الفني، أو يُمنح دورًا دائمًا سواء كمدرب أو مستشار فني.
ما يزيد من أهمية هذا السؤال هو أن الهلال مقبل على مرحلة مفصلية تتطلب استقرارًا فنيًا وإعدادًا استثنائيًا، لا سيما مع تمثيله لقارة آسيا في كأس العالم للأندية 2025، وهو تحدٍ ضخم يتطلب وجود كفاءات تعرف النادي عن ظهر قلب، وهو ما ينطبق تمامًا على الشلهوب.
المتتبع لمسيرة الشلهوب يدرك أن ما يقدمه الآن ليس وليد الصدفة، بل نتاج عقلية كروية ناضجة اكتسبت من خلال سنوات طويلة داخل الملعب، قاد خلالها الهلال إلى منصات التتويج المحلية والقارية، وتمرس في قراءة المباريات وتحفيز اللاعبين.
تلك السمات ظهرت بوضوح في إدارته للمباريات الخمس الأخيرة، حيث أظهر مرونة في التشكيل والتكتيك، وأعاد التوازن الدفاعي للفريق، مع المحافظة على النجاعة الهجومية التي طالما ميزت الزعيم.
جماهير الهلال، التي طالما أحبت الشلهوب كلاعب، أظهرت حماسًا كبيرًا لإمكانية استمراره في المنظومة الفنية، وهو ما بدا واضحًا من التفاعل الكبير مع أدائه الأخير عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كثيرون يرونه مشروع مدرب وطني ناجح، قادر على إعادة صياغة تجربة التدريب المحلي بأدوات حديثة وعقلية احترافية، فيما يعتقد آخرون أن بداية الشلهوب يجب أن تكون من موقع قريب من الميدان، كمساعد أو مستشار، تمهيدًا لتحمله المسؤولية الكاملة في المستقبل القريب.
وفي ظل هذا الزخم حول مستقبل الشلهوب، تبقى إدارة الهلال أمام تحدي استثماره بالشكل الأمثل، عبر منحه المساحة الكافية للنمو الفني، ودعمه بمصادر الخبرة التي يمكن أن تصقل تجربته، خاصة وأنه يحمل ميزة نادرة، وهي الجمع بين كونه أحد أبناء النادي المخلصين، وبين العقلية الكروية التي يمكن البناء عليها لمستقبل تدريبي طويل الأمد.
نجاحه الأخير قد لا يكون سوى البداية، والموسم المقبل قد يحمل أخبارًا كبرى بشأن موقع الشلهوب في خارطة الهلال الفنية، وربما خارطة الكرة السعودية بأكملها.