محمد المنجم
محمد المنجم يودّع رئاسة الشباب بكلمات مؤثرة
كتب بواسطة: ليلى فهد |

في خطوة مفاجئة هزّت الشارع الرياضي السعودي، أعلن محمد المنجم استقالته من رئاسة نادي الشباب، مساء اليوم الاثنين، من خلال تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أنهى بها فصلاً مثيرًا من علاقته بقيادة "الليث الأبيض"، بعد فترة شهدت الكثير من التحديات والمواقف الحاسمة التي تركت أثرًا كبيرًا على النادي وجماهيره.

في تغريدته المؤثرة، كتب المنجم كلمات صادقة تجسّد حجم العاطفة والولاء الذي حمله للنادي منذ توليه المسؤولية، قائلًا: "إلى جمهور نادي الشباب، في الحياة لحظات صعبة، تتطلب من الإنسان أن يختار الكيان على الذات، وأن يتخذ قرارات لا يُقدم عليها إلا من أحب بصدق، حين أتيت إلى الشباب، كان في نفق مظلم… لم أفكر فيما سيحدث، فقط عاهدت نفسي أن أقاتل له ولكم حتى أخرجه من هذا النفق وأستعيد هيبته".

هذه الكلمات تعكس حجم التحديات التي واجهها المنجم منذ توليه رئاسة النادي، حيث دخل في معمعة رياضية مليئة بالتقلبات، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: إعادة نادي الشباب إلى المسار الصحيح، فنيًا وإداريًا، رغم صعوبة الظروف التي أحاطت بالفريق سواء من ناحية النتائج أو الأوضاع المالية والإدارية التي كانت تؤرق البيت الشبابي.

وأضاف المنجم في تغريدته: "واجهت الكثير، ما بين الصواب والخطأ، والظروف وسهر الليالي حتى تحقق جزء من المراد، وكانت النية دائمًا: خدمة الشباب. واليوم، أختار أن أبتعد بنفس الشجاعة التي حضرت بها، محبة ووفاء لهذا الكيان، سأبقى ابنًا له، وواقفًا خلف من يقوده بإخلاص".

كلمات تلخص رحلة مليئة بالقرارات الصعبة، التي اتخذها المنجم بدافع الإخلاص وليس البحث عن الأضواء، وهو ما يراه كثير من مناصري النادي موقفًا نبيلًا يحسب له لا عليه.

ولم ينسَ المنجم في ختام تغريدته توجيه الشكر لمن وقف معه في هذه المرحلة، قائلًا: "أشكر من ساندني، وأخص بالشكر أخي وعضيدي الأمير عبدالرحمن بن تركي، وشكر خاص لأسرتي التي تحملت الكثير بصمت. أعتذر عن أي خطأ بدر مني، وأرحل بطمأنينة وضمير مرتاح… وقلبي، كما كان، مع الشباب دائمًا".

وتباينت ردود الفعل في الشارع الشبابي بعد هذا الإعلان، حيث عبّر العديد من الجماهير عن احترامهم الكبير للقرار الشجاع الذي اتخذه المنجم، واعتبروه خطوة نابعة من الإحساس بالمسؤولية والحرص على مصلحة الكيان، في وقت يحتاج فيه النادي إلى مرحلة إعادة ترتيب داخلية استعدادًا للموسم القادم.

ويرى محللون أن استقالة المنجم تفتح الباب على مصراعيه لمرحلة جديدة في نادي الشباب، حيث يُنتظر أن تعلن وزارة الرياضة قريبًا عن تشكيل إدارة جديدة تقود الفريق نحو مستقبل أكثر استقرارًا، لاسيما بعد موسم متباين شهد تذبذبًا في الأداء ونتائج لم تُرضِ طموحات محبي "الليث".

يُذكر أن محمد المنجم تولّى رئاسة نادي الشباب في وقت حرج، وكانت مهمته الأساسية إخراج الفريق من أزمة نتائج وإدارية، وقد نجح في تحقيق بعض الإنجازات الإدارية، وساهم في تقوية البنية المالية للنادي، إلى جانب دعمه لعدة صفقات مهمة.

ومع ذلك، فإن الضغوط المتواصلة والصراعات داخلية وخارجية أثّرت على عمله، ما جعله يختار الرحيل بهدوء وكرامة، تاركًا خلفه إرثًا قد يختلف عليه المتابعون، لكن لا ينكر أحد أنه خاض التجربة بكل تفانٍ.

ومع خروجه من المشهد، يبدأ نادي الشباب مرحلة انتقالية ستكون حاسمة في تحديد ملامح مستقبله، خاصة وأن التطلعات الجماهيرية باتت تطالب بعودة النادي إلى سكة البطولات والمنافسة القوية، بعد سنوات من التراجع.

وفي خضم كل هذا، يبقى السؤال الأبرز: من سيكون الخليفة الذي سيواصل المشوار ويقود الليث نحو عهد جديد؟ وهل ستشهد الفترة المقبلة استقرارًا إداريًا يُعيد الشباب إلى قمة المشهد الكروي السعودي؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.