أثار النجم الفرنسي آلان سانت ماكسيمين حالة واسعة من الجدل داخل أروقة النادي الأهلي السعودي، وبين جماهيره العريضة، منذ أن قررت الإدارة الاستغناء المؤقت عنه خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وذلك بإعارته إلى نادي فنربخشه التركي لمدة موسم واحد ينتهي في 30 يونيو 2025.
ورغم أن هذه الخطوة جاءت ضمن استراتيجية لتجديد الدماء وتوفير مساحة لقدوم مهاجم جديد، إلا أن ما تبعها من أحداث أثبت أن قرار الاستغناء لم يكن موفقًا بالكامل، خصوصًا مع عدم وجود بديل جاهز في مركز الجناح الأيسر خلال النصف الأول من الموسم الكروي.
سانت ماكسيمين، الذي انتقل إلى صفوف "الراقي" في صيف 2023 قادمًا من نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، مقابل ما يقارب 27.2 مليون يورو، كان يُنتظر منه أن يكون أحد أبرز النجوم الأجانب في دوري روشن للمحترفين، بفضل مهاراته العالية وسرعته الفائقة في اختراق الدفاعات.
وقد شارك مع الأهلي في موسمه الأول بـ31 مباراة رسمية، سجّل خلالها 4 أهداف وصنع 10 أخرى، ليؤكد حضوره القوي وقدرته على صنع الفارق متى ما أُتيح له المجال.
لكن مع انطلاقة موسم 2024-2025، اتخذت الإدارة الأهلاوية قرارًا بإعارته إلى فنربخشه التركي مقابل 8 ملايين يورو، في محاولة لتوفير السيولة اللازمة للتعاقد مع قلب الهجوم الإنجليزي إيفان توني، وهو ما أحدث فراغًا واضحًا في الجانب الأيسر الهجومي للفريق.
ولم يتم تعويض غيابه بشكل فعّال إلا في الميركاتو الشتوي، حين تعاقد الأهلي مع النجم البرازيلي جالينو لسد هذا النقص الفني.
في تركيا، واصل ماكسيمين تقديم لمحات من بريقه المعروف، حيث شارك في 31 مباراة مع فنربخشه في مختلف المسابقات، سجّل خلالها 4 أهداف وصنع 5، وتلقى 5 بطاقات صفراء.
لكنه لم يسلم من بعض العواصف، أبرزها خلافه مع المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي استبعده من مواجهة مصيرية في الدوري الأوروبي، ما دفع اللاعب للرد بتصريحات ومنشورات أثارت الجدل عبر الإعلام ومواقع التواصل.
غير أن الأمور سرعان ما هدأت بين الطرفين، وأكد ماكسيمين لاحقًا احترامه الكبير لمورينيو، مؤكدًا أنه يكن له كل التقدير على المستوى الفني والشخصي.
ومع اقتراب نهاية فترة الإعارة، عاد ملف ماكسيمين ليطفو على سطح الأحداث الأهلاوية من جديد. ففي تصريحات خاصة أدلى بها شقيقه ووكيل أعماله، كيرتس، لشبكة "winwin"، أكد أن اللاعب سيعود رسميًا للمشاركة في استعدادات الأهلي للموسم الرياضي الجديد 2025-2026، وأنه لا يزال مرتبطًا بعقد مع النادي حتى 30 يونيو 2026.
هذا التأكيد يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبل اللاعب، وما إذا كان سيُمنح الفرصة مجددًا لحجز مكانه في التشكيلة الأساسية، أم أن الإدارة والمدرب الألماني ماتياس يايسله سيبحثان عن حل بديل.
الجماهير الأهلاوية، التي طالما أبدت إعجابها بمهارات ماكسيمين وطريقته الاستعراضية في اللعب، تُمني النفس بأن يعود اللاعب أكثر نضجًا واستقرارًا بعد تجربة الإعارة، ليقدم ما هو منتظر منه في موسم قد يكون مفصليًا في مسيرته الكروية.
كما أن الأداء الفني المستقر الذي أظهره مع فنربخشه، رغم بعض التحديات، قد يمنح الجهاز الفني قناعة جديدة بضرورة استعادته بشكل دائم.
الكرة الآن في ملعب الإدارة الأهلاوية، التي يتعين عليها تقييم الموقف من كافة الزوايا: فنيًا، وتسويقيًا، وحتى من الناحية الجماهيرية، إذ يُعد ماكسيمين من أكثر اللاعبين شعبية داخل الفريق.
كما أن قرار استمراره أو الاستغناء عنه بشكل نهائي، سيُظهر الكثير من ملامح المشروع القادم للفريق، الذي يطمح للعودة بقوة إلى المنافسة المحلية بعد موسم لم يحقق فيه الأهداف المرجوة، رغم التتويج القاري التاريخي بلقب دوري أبطال آسيا (النخبة).
في النهاية، لا يمكن تجاهل حقيقة أن آلان سانت ماكسيمين يمتلك الإمكانات التي تؤهله ليكون أحد أبرز نجوم دوري روشن، لكن النجاح الكامل يتطلب بيئة مستقرة وثقة متبادلة بين اللاعب والمدرب، وهو ما ستكشفه الأيام المقبلة مع بداية التحضيرات للموسم الجديد.
