أكد وكيل أعمال المدير الفني للنادي الأهلي، المدرب الألماني ماتياس يايسله، السيد ماكسيميليان هوفمان، أن موكله عازم على الاستمرار في قيادة الفريق خلال المرحلة المقبلة، وسط رغبة متبادلة بينه وبين إدارة النادي لتعزيز مسيرة النجاح والبناء على ما تم تحقيقه في الموسم المنقضي، جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به لوكالة "عاجل" يوم الأربعاء، حيث كشف عن جانب من توجهات المدرب وتفاصيل متعلقة بمستقبله المهني مع الراقي.
وبحسب مصادر مطلعة، يتضمن عقد يايسله الحالي مع النادي بندًا يتيح للإدارة تمديده تلقائيًا لموسم ثالث، بعد انتهاء المدة الأساسية للعقد التي تبلغ موسمين، ويعكس هذا البند المرونة في العلاقة التعاقدية بين الطرفين، ويُعد إشارة إلى الثقة المتبادلة التي أرستها نتائج المدرب الإيجابية وأسلوبه الفني المتوازن.
وأوضح هوفمان أن المدرب الألماني ينظر إلى تجربته مع الأهلي على أنها محطة استراتيجية مهمة في مسيرته التدريبية، وهو ما يجعله حريصًا على الاستمرار والبناء على النجاحات التي تحققت حتى الآن، وأشار إلى أن يايسله لديه طموح كبير لمواصلة تقديم أداء فني متطور وتحقيق بطولات جديدة، خاصة مع الإعداد الجيد للموسم المقبل وتوافر عناصر الجودة في صفوف الفريق.
وأضاف أن الأجواء داخل النادي الأهلي، من حيث الاستقرار الإداري والدعم الفني واللوجستي، مثالية جدًا لنجاح أي جهاز فني، وأن يايسله يثمن بشدة بيئة العمل داخل النادي التي وصفها بالمحفزة والطموحة، ما يعزز من رغبته في البقاء واستكمال المشروع الرياضي طويل الأمد الذي بدأه مع الفريق.
وشدد وكيل المدرب على أن ما يدفع يايسله نحو الاستمرار ليس فقط الطموح المهني، بل أيضًا العلاقة المتميزة التي تربطه بإدارة النادي واللاعبين، إلى جانب التقدير الجماهيري المتزايد الذي يحظى به من أنصار الراقي، الذين كانوا سندًا معنويًا مهمًا للفريق في مختلف المحطات.
وكان ماتياس يايسله قد تمكن من قيادة الأهلي إلى تحقيق أحد أبرز إنجازاته القارية بعد تتويجه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، إثر فوزه المستحق على فريق كاواساكي فرونتال الياباني بهدفين دون رد، في المباراة النهائية التي أقيمت على استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، ويُعد هذا التتويج تتويجًا عمليًا لعمل فني دؤوب وجهد تكتيكي عالي المستوى قاده المدرب وفريقه الفني.
ويُشار إلى أن هذا اللقب القاري لم يكن سوى محطة ضمن مسار تصاعدي للفريق، شهد تحسنًا ملحوظًا في الأداء والانضباط التكتيكي، فضلًا عن توظيف مميز لإمكانات اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب، وقد عكس الانسجام الذي ظهر بين الخطوط الثلاثة للفريق الانضباط الفني والإعداد البدني والنفسي العالي الذي أشرف عليه الجهاز الفني بقيادة يايسله.
وتُبدي إدارة النادي الأهلي، بحسب التقارير، رضًا كبيرًا عن أداء المدرب الألماني، خصوصًا بعد النجاح في إعادة صياغة هوية الفريق واستعادة بريقه على المستوى القاري، كما تضع الإدارة نصب عينيها هدفًا واضحًا يتمثل في التتويج بلقب دوري روشن السعودي في الموسم المقبل، وهو ما يحفز على الإبقاء على الاستقرار الفني وتوفير أدوات النجاح ليواصل الفريق أداءه التصاعدي.
وفي هذا الإطار، يُنتظر أن تعقد الإدارة خلال الأسابيع القليلة المقبلة سلسلة اجتماعات مع يايسله ووكيله لمناقشة آلية تفعيل بند التمديد وبحث احتياجات الفريق الفنية للموسم المقبل، بما في ذلك خطة الإعداد والمعسكرات الصيفية والتعزيزات المحتملة في قائمة اللاعبين.
ويبدو أن رغبة الطرفين في الاستمرار ستُترجم قريبًا إلى اتفاق رسمي يضمن بقاء المدرب في موقعه، في ظل ما يُلمس من تناغم إداري وفني، وما تؤكده التصريحات والتقارير من أن يايسله ليس فقط مدربًا ناجحًا بل شريكًا حقيقيًا في بناء مستقبل الفريق.
ويُعزز من هذه المؤشرات الإيجابية دعم الجماهير ومطالبتهم بالإبقاء على الاستقرار الفني، بعد أن لمسوا تطورًا نوعيًا في أداء الفريق وانضباطه داخل وخارج الملعب، إلى جانب نجاحه في حصد الألقاب، ويترقب الوسط الرياضي السعودي، ومعه أنصار الأهلي، إعلانًا رسميًا بشأن مصير عقد المدرب، وسط تفاؤل كبير باستمرار هذا التعاون الناجح.
