في إنجاز أمني جديد يؤكد الجاهزية الميدانية والاحترافية العالية التي يتمتع بها رجال حرس الحدود، تمكنت الدوريات البرية التابعة لحرس الحدود في قطاع الربوعة بمنطقة عسير، من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من نبات القات المخدر، بلغت نحو 200 كيلوغرام، كانت في طريقها للعبور إلى داخل أراضي المملكة عبر الحدود الجنوبية.
وجاءت عملية الإحباط في إطار الجهود الأمنية المتواصلة التي تنفذها وحدات حرس الحدود للتصدي لمحاولات التهريب والتسلل، والتي يتم تنفيذها على مدار الساعة من خلال فرق ميدانية مجهزة بأحدث الوسائل التقنية واللوجستية، وتعمل بتنسيق محكم مع مختلف الأجهزة ذات العلاقة، في سبيل حماية أمن الحدود ومنع دخول المواد المخدرة إلى البلاد.
وبحسب المعلومات الرسمية، فقد تم رصد المحاولة المشبوهة من خلال أنظمة المراقبة والرصد الميدانية، التي مكّنت الدوريات البرية من تحديد موقع المجموعة المهربة والتعامل الفوري مع الوضع وفقًا للإجراءات الميدانية المتبعة، وقد أظهرت هذه العملية مدى فاعلية التكامل التقني والبشري في تحقيق أهداف الأمن الحدودي.
وفور ضبط المهربين، تم استكمال الإجراءات النظامية الأولية في الموقع، حيث تم حصر وتحريز الكمية المضبوطة، ومن ثم تسليمها إلى الجهة المختصة، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية النظامية بحق المتورطين، وفقًا للأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية.
ويُعتبر نبات القات من النباتات المخدرة التي يُمنع تداولها أو تعاطيها أو تهريبها داخل المملكة، نظرًا لما له من آثار صحية ونفسية خطيرة، فضلًا عن كونه من المواد التي تقع تحت تصنيف المؤثرات العقلية المحظورة، وتتعامل الجهات الأمنية، وعلى رأسها المديرية العامة لحرس الحدود، مع محاولات تهريبه بصرامة تامة، نظراً لما يشكله من تهديد للصحة العامة والأمن المجتمعي.
وتؤكد القيادة العامة لحرس الحدود أن منسوبيها على درجة عالية من الجاهزية والاستعداد، ويواصلون تنفيذ مهامهم بكفاءة عالية في مختلف القطاعات الحدودية البرية والبحرية، بفضل التدريب المتقدم والقدرات التقنية الحديثة التي تعزز من فاعلية الأداء وسرعة الاستجابة لأي طارئ.
وفي ذات السياق، دعت الجهات الأمنية جميع المواطنين والمقيمين إلى التعاون التام والإبلاغ الفوري عن أي معلومات تتعلق بمحاولات تهريب أو ترويج المواد المخدرة، مؤكدة أن هذا النوع من الجرائم لا يستهدف فئة بعينها، بل يمس نسيج المجتمع بأكمله، ويؤثر بشكل مباشر على فئة الشباب، التي تُعد الركيزة الأساسية لمستقبل الوطن.
وتمثل هذه الدعوة امتدادًا لحملات التوعية التي تطلقها وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها، بهدف تعزيز الحس الأمني لدى أفراد المجتمع، والتأكيد على أهمية دور المواطن والمقيم في حفظ أمن وسلامة الوطن، والإسهام في بناء مجتمع خالٍ من آفة المخدرات.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تبذل جهودًا حثيثة ومستمرة لمكافحة المخدرات بكافة أشكالها، سواء من خلال الضبطيات الميدانية، أو من خلال التعاون الأمني الإقليمي والدولي، وكذلك عبر حملات التوعية والتثقيف التي تستهدف المدارس والجامعات والأسر، بهدف بناء وعي مجتمعي قوي يحصّن أفراد المجتمع ضد مخاطر التعاطي والإدمان.
ويظل حرس الحدود أحد أبرز أذرع الدولة في مواجهة عمليات التهريب على الحدود، إذ يسجل على مدار العام العديد من النجاحات الأمنية التي تبرهن على فاعلية منظومة الحماية الحدودية السعودية، وقدرتها على إحباط محاولات التهريب قبل أن تصل إلى داخل البلاد.