هيئة الأمر بالمعروف
هيئة الأمر بالمعروف تُكمل استعداداتها لحج 1446 بخطط ذكية وبرامج نوعية
كتب بواسطة: سماح الرائع |

أعلنت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن استكمال كافة استعداداتها الميدانية والتنظيمية لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، ضمن إطار شامل من البرامج التوعوية والمبادرات التقنية والميدانية التي تهدف إلى توفير بيئة آمنة وإرشادية للحجاج، وتلبية احتياجاتهم الشرعية والتوجيهية في مختلف مراحل أدائهم لمناسك الحج، وقد جاء هذا الإعلان على لسان معالي الرئيس العام للهيئة، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، الذي أكد أن هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وتعزيزًا للمكانة الريادية التي تتبوأها المملكة في خدمة الحجاج، وتحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.

وفي تصريح له، أوضح الدكتور السند أن الرئاسة وضعت خمس خطط استراتيجية وتشغيلية متكاملة تشمل مختلف النطاقات ذات العلاقة بخدمة الحجاج، وذلك لتنسيق الأعمال الميدانية والإدارية والتوعوية بشكل احترافي يسهم في تحقيق الأثر المطلوب، ويضمن توحيد الجهود بما يتناسب مع حجم وتنوع الحضور البشري في المشاعر المقدسة، وتستند هذه الخطط إلى أسس مهنية وإدارية دقيقة، مع توظيف أدوات تقنية حديثة لتوسيع دائرة الاستفادة وتيسير الإجراءات والخدمات التوجيهية.

كما أفاد معاليه بأن الهيئة أعدّت ستة برامج متخصصة، متنوعة المجالات، تشمل الجوانب التوعوية والميدانية، بالإضافة إلى البرامج العلمية، والتقنية، والإعلامية، والتدريبية، وكلها مصممة بعناية لتواكب طبيعة الموسم ومتطلبات الحجاج في مختلف مراحل تنقلهم وأداء نسكهم، وقد تم توزيع هذه البرامج على ثماني مناطق رئيسية في المملكة تشهد كثافة في حركة الحجاج، وهي: منطقة الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، ونجران، والجوف، والحدود الشمالية، ومنطقة القصيم، وتُفعَّل تلك البرامج عبر أكثر من خمسين مركزًا ونقطة ميدانية توعوية تنتشر في المواقع الحيوية التي يرتادها الحجاج، بالإضافة إلى التواجد الفعّال في خمسة مطارات دولية رئيسية، وثلاث محطات على مسار قطار الحرمين، وثلاثة مواقع محورية في محيط التوسعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

وفي سياق التطوير والتحول الرقمي، أكّد الشيخ السند أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أولت هذا العام اهتمامًا استثنائيًا بتعزيز الوسائل التقنية المستخدمة في التوعية، حيث تم إدخال 12 خدمة تقنية جديدة ضمن منظومة العمل الميداني والتوجيهي، وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الهيئة للاستفادة من التطور التقني المتسارع بما يخدم أهدافها الشرعية والتوعوية، ويصل برسالتها إلى شريحة أوسع من الحجاج بمختلف لغاتهم وخلفياتهم الثقافية.

وقد تم تجهيز المراكز الميدانية بأجهزة إلكترونية متقدمة ومنصات توعوية تفاعلية تسهم في تقديم المعلومات والإرشادات الدينية بأسلوب عصري وسهل الفهم، كما أُتيحت العديد من التطبيقات الذكية التي تدعم المحتوى الرقمي وتتيح للحجاج الحصول على إجابات موثوقة لاستفساراتهم الدينية والتنظيمية، إضافة إلى ذلك، جرى تكليف عدد كافٍ من الأعضاء الميدانيين والمترجمين من ذوي الكفاءة العالية والخبرة الطويلة في التعامل مع الحشود، بعد إخضاعهم لبرامج تدريبية مركّزة تهدف إلى رفع كفاءتهم وتعزيز جاهزيتهم في التعامل مع الحجاج وفق أفضل الممارسات.

ويجري العمل حاليًا على استكمال تهيئة المواقع الميدانية التابعة للرئاسة، بما يشمل تجهيزها بالخدمات التقنية واللوجستية الضرورية، إلى جانب دعمها بفرق عمل مدرّبة قادرة على أداء مهامها بكفاءة عالية ضمن بيئة تنظيمية مرنة ومهيأة للاستجابة السريعة لمختلف المتغيرات، ويأتي كل ذلك ضمن رؤية استراتيجية تعتمد على دمج القيم الشرعية والضوابط المؤسسية مع الأدوات التقنية الحديثة، في سبيل تعزيز الوعي الديني لدى الحجاج وتقديم المعلومة الشرعية من خلال وسائل عصرية دقيقة.

وتؤكد الرئاسة العامة أن هذه الجهود المتكاملة تعكس التزام المملكة العربية السعودية المستمر بخدمة ضيوف الرحمن، وتجسد حجم العناية التي توليها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لكل ما من شأنه تسهيل أداء النسك وتوفير البيئة الإيمانية الملائمة للحجاج والمعتمرين، كما تعكس هذه الجهود توجه الهيئة نحو تطوير خدماتها بما يتماشى مع متغيرات العصر، وترسيخ رسالتها الشرعية في المجتمع من خلال الحضور الميداني الفاعل، والشراكات المؤسسية المتنامية، والتكامل بين الوسائل التقليدية والتقنية الحديثة في إيصال الرسالة.

ويُنتظر أن تسهم هذه الاستعدادات الموسعة والمخططات الدقيقة في تعزيز الدور التوعوي والإرشادي للهيئة خلال موسم الحج المقبل، وتوفير بيئة إيمانية منظمة تلبّي تطلعات الحجاج وتدعم تجربتهم الدينية في أطهر بقاع الأرض.