مراكز السكري
العنزي: نعيد توزيع الموارد الصحية بحسب الحاجة الفعلية وليس التقديرات
كتب بواسطة: محمد الخوري |

في خطوة نوعية تسعى إلى رفع كفاءة التعامل مع داء السكري ومضاعفاته على مستوى المملكة، كشف مدير المركز الوطني للسكري الدكتور أحمد العنزي عن أبرز مخرجات النظام الإحصائي الإلكتروني الخاص بمراكز السكري، والذي يُعد إحدى أدوات التحول الرقمي في القطاع الصحي، ويهدف إلى تعزيز اتخاذ القرار المبني على البيانات الدقيقة.

وأوضح الدكتور العنزي، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "الإخبارية"، أن أحد أبرز مستهدفات النظام يتمثل في تحليل التوزيع الجغرافي لمرضى السكري ومضاعفاته، والتعرف على المناطق التي تسجل نسبًا أعلى من الإصابات، مما يتيح للجهات الصحية المسؤولة وضع الخطط الوقائية والعلاجية بكفاءة أعلى وبتوزيع أمثل للموارد الطبية.

وأشار الدكتور العنزي إلى أن النظام الإحصائي الإلكتروني يقوم بإنشاء قاعدة بيانات وطنية متكاملة ومحدثة بشكل دوري، تشمل سجلات المرضى، وأنواع السكري، وتاريخ التشخيص، والمضاعفات المصاحبة مثل أمراض القلب والكلى والعينين، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في تطور المرض كالسمنة، والأنماط الغذائية، ومستوى النشاط البدني.

وتُمكِّن هذه المنظومة المتقدمة الجهات المختصة من رصد الفجوات في تقديم الخدمة وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخل عاجل أو تطوير في البنية التحتية الصحية، سواء من حيث الكوادر الطبية المتخصصة أو الأجهزة والتجهيزات اللازمة لعلاج المرضى ومتابعة حالاتهم بدقة.

وأضاف العنزي أن المعلومات التي يجمعها النظام تُستخدم في تحليل الاتجاهات الوبائية والتغيرات في أنماط الإصابة بداء السكري، مما يُمكّن وزارة الصحة من تصميم البرامج الوقائية المبنية على عوامل الخطر الأكثر شيوعًا في كل منطقة، وبالتالي رفع فعالية الجهود التوعوية وتوجيهها بشكل أكثر دقة للمجتمعات المحلية المعنية.

وأكد أن استخدام هذا النوع من الأنظمة الرقمية يعزز من كفاءة الإنفاق الصحي وتوزيع الموارد البشرية والمادية، كما يسهم في تقليص فترات الانتظار وتحسين الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة في داء السكري، خصوصًا في المناطق الطرفية والنائية.

وبيّن العنزي أن مضاعفات السكري، خاصة المزمنة منها، تُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه النظام الصحي، مشيرًا إلى أن النظام الإلكتروني يُسهم في رصد هذه المضاعفات مبكرًا عبر مؤشرات متابعة منتظمة، الأمر الذي يساعد على الحد من تطورها من خلال التدخل العلاجي السريع وتوجيه المصابين إلى المراكز التخصصية المناسبة.

وأشار إلى أن الفرق الطبية تستطيع، من خلال هذا النظام، تطوير خطط علاجية مخصصة حسب الحالة الفردية لكل مريض، والاستفادة من البيانات السريرية السابقة لتقييم فعالية العلاجات المقدمة وتحسينها باستمرار.

وشدد العنزي على أن النظام الإلكتروني لا يقتصر دوره على متابعة المرضى فحسب، بل يُعتبر أيضًا أداة دعم حيوية لبرامج الوقاية الوطنية، إذ يوفر بيانات تساعد في تصميم الحملات التوعوية الصحية وتقييم أثرها الميداني، مما يسهم في خفض معدلات الإصابة الجديدة عبر الاستهداف الدقيق للفئات الأكثر عرضة.

واختتم الدكتور العنزي حديثه بالتأكيد على أن التحول الرقمي في القطاع الصحي بات عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن الأنظمة الذكية مثل النظام الإحصائي الإلكتروني لمراكز السكري تشكّل ركيزة مهمة في بناء منظومة صحية متقدمة تستند إلى العلم والبيانات وتقدم خدمات أكثر كفاءة وجودة للمواطن والمقيم على حد سواء.