في إطار جهودها المتواصلة لحماية أمن وسلامة الحجاج، وتحقيق أعلى معايير التنظيم والانضباط خلال موسم الحج، جددت وزارة الداخلية تحذيراتها من الانسياق خلف الحملات الوهمية والمكاتب غير المرخصة التي تزعم تقديم خدمات الحج، وتستهدف خداع المواطنين والمقيمين بإعلانات مضللة ومعلومات مغلوطة تفتقر إلى المصداقية والرخصة النظامية.
وأكدت الوزارة، عبر بيان رسمي نُشر في حسابها على منصة "إكس"، أن أي شخص يتم ضبطه وهو يشارك في تنظيم أو الترويج لحملات حج غير مرخصة سيخضع للعقوبات النظامية المقررة، مشددة على أنه لن يكون هناك تهاون مع المخالفين، سواء كانوا أفراداً أو جهات تسويقية تعمل خارج إطار الأنظمة والتعليمات الرسمية المنظمة لشؤون الحج.
وأوضحت "الداخلية" أن بعض الجهات المجهولة أو غير المرخصة تلجأ إلى التسويق الإلكتروني أو المباشر لحملات غير نظامية، مستغلةً رغبة البعض في أداء فريضة الحج، وتقدم عروضًا غير موثوقة تشمل أسعارًا وهمية أو تسهيلات مزعومة لا تتوافق مع اللوائح المعتمدة من الجهات المختصة.
وشددت على أن هذه الحملات لا تضمن لحجاجها أي حماية نظامية، وقد تتركهم عرضة للطرد أو الحرمان من إكمال المناسك، بالإضافة إلى فقدان الأموال وسوء الخدمات، مما يترتب عليه أضرار نفسية ومالية جسيمة.
وأكدت وزارة الداخلية على أهمية تعاون المواطنين والمقيمين مع الجهات الأمنية في الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه يتعلق بحملات غير مصرح بها، سواء عبر الإعلانات الورقية أو الرقمية أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
ونبهت وزارة الداخلية إلى أن الأنظمة والتعليمات المتعلقة بالحج وضعت لحماية ضيوف الرحمن وتنظيم الحشود وضمان سلامة الجميع، مؤكدةً أن أي محاولة لتجاوز هذه التعليمات عبر الانضمام لحملات غير معترف بها يعتبر مخالفة صريحة ستُواجَه بالحزم، كما شددت على أن الالتزام بالأنظمة لا يقتصر على الحجاج فحسب، بل يشمل أيضًا المنظمين، والناقلين، والمروجين، وأصحاب المنشآت التي قد تتعاون مع تلك الحملات غير القانونية، مما يستدعي وعيًا شاملاً من جميع أفراد المجتمع.
وفي هذا الإطار، تواصل وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات الأمنية والرقابية الأخرى تكثيف حملات التفتيش والمتابعة والرصد الإلكتروني والميداني، لرصد أي حملات أو أنشطة غير نظامية تمارس أعمالها بعيدًا عن القنوات المرخصة.
وأوضحت الوزارة أن هذه الجهود تأتي في إطار منظومة متكاملة تسعى إلى ضمان موسم حج آمن ومنظم، يُمكّن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم في أجواء من الطمأنينة والسكينة، بعيدًا عن الاستغلال أو الفوضى التنظيمية.
وأشارت الوزارة إلى أن حملات التوعية مستمرة، وتهدف إلى تعزيز وعي الحجاج والمجتمع بمخاطر الحملات الوهمية وآليات التحقق من الجهات الرسمية المعتمدة، من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل، والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الداخلية أن حماية الحجاج مسؤولية وطنية مشتركة، مشيدة بتعاون المواطنين والمقيمين في الإبلاغ والالتزام، داعية الجميع إلى أن يكونوا شركاء فاعلين في التصدي لأي محاولة تسيء لتنظيم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
