مركز الملك سلمان للإغاثة
السعودية تُواصل دعم غزة.. مساعدات طبية عاجلة من مركز الملك سلمان
كتب بواسطة: محمد الخوري |

في استمرار لجهود المملكة العربية السعودية الرامية إلى مؤازرة الشعب الفلسطيني في أحلك الظروف، قدّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دفعة جديدة من المستلزمات والمستهلكات الطبية العاجلة إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، دعماً للمنظومة الصحية في جنوب قطاع غزة، التي تعاني من ضغط غير مسبوق جراء التصعيد العسكري المستمر والكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وشملت المساعدات المقدمة مواد طبية أساسية تستخدم في غرف الطوارئ والعناية المركزة والعمليات الجراحية، تم توزيعها بالتنسيق مع الجهات الدولية والمحلية المعنية، لتلبية الاحتياجات العاجلة للمرافق الصحية التي تواجه نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية، وسط أوضاع معيشية وصحية بالغة الصعوبة تعيشها آلاف الأسر الفلسطينية المحاصرة.

ويأتي هذا الدعم ضمن إطار تحرّك إنساني سعودي متواصل تقوده المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، الذي رسّخ حضوره كمؤسسة إغاثية دولية ذات موثوقية عالية، تتدخل في أوقات الأزمات لمد يد العون للمحتاجين في مختلف بقاع العالم، لا سيما في فلسطين التي لطالما كانت القضية الإنسانية المركزية في الضمير العربي والإسلامي.

وفي هذا السياق، يواصل المركز السعودي للثقافة والتراث، الشريك التنفيذي لمركز الملك سلمان للإغاثة في قطاع غزة، تنسيقه الميداني مع المؤسسات الطبية المحلية والدولية، لتحديد الأولويات الصحية العاجلة، وتأمين الاحتياجات الضرورية بشكل يومي.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من عمل ميداني دؤوب يسعى لتقليص معاناة الجرحى والمرضى، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الرعاية الصحية، في وقت تتعرض فيه المرافق الطبية للاستهداف، وتعمل تحت ظروف شبه معدومة.

وتبرز أهمية هذه المساعدات في ظل إغلاق المعابر وتقييد دخول الإمدادات الطبية، ما أدى إلى شلل كبير في قدرة المستشفيات والمراكز الصحية على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين، خاصة مع تواصل القصف والاجتياحات، وتفاقم الوضع الصحي على نحو غير مسبوق، في مشهد بات يوصف بأنه كارثة إنسانية تهدد أرواح المدنيين العزل، خاصة النساء والأطفال.

ويعكس هذا التحرك الإنساني السعودي التزام المملكة التاريخي والثابت بدعم الشعب الفلسطيني في محنه، انطلاقًا من مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، ومن منطلق دورها العربي والإسلامي الرائد.

وقد دأبت المملكة منذ عقود على تقديم أشكال متعددة من الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لفلسطين، ما جعلها في طليعة الدول الراعية للحق الفلسطيني والمدافعة عنه في المحافل الدولية.

كما يجسد هذا الدعم الطبي الاستجابة السعودية السريعة للنداءات الأممية والدولية المطالبة بإغاثة السكان في قطاع غزة، في ظل انهيار النظام الصحي، وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب المصابين، أو حتى توفير أبسط متطلبات العلاج والدواء.

ويؤكد مركز الملك سلمان للإغاثة في هذا السياق استمراره في تنفيذ البرامج الإنسانية العاجلة، بالتعاون مع شركائه الدوليين، لتلبية نداءات الاستغاثة، وتخفيف المعاناة عن كاهل الفلسطينيين.

ويعد تدخل المملكة نموذجًا حيًّا للدبلوماسية الإنسانية، التي تقوم على المبادرة والمسؤولية، لا سيما في وقت تشهد فيه العديد من المبادرات ضعفًا أو تراجعًا، نتيجة تعقيدات المشهد السياسي والأمني.

ومع ذلك، تواصل المملكة إرسال الرسائل العملية للعالم، بأن المساعدات الإنسانية ليست خيارًا، بل واجب أخلاقي تحتمه المبادئ الإسلامية والإنسانية.