في مشهد يفيض بالإيمان والروحانية، استقبلت جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة اليوم أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من جمهورية النيجر لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، في لحظة اختلطت فيها مشاعر الترقب والشوق بالسكينة التي تملأ قلوب الحجيج لدى وصولهم إلى أرض الحرمين الشريفين.
وجاء وصول أول فوج من الحجاج وسط استعدادات متكاملة من الجهات المعنية، حيث أنهت المديرية العامة للجوازات إجراءات دخولهم بكل يسر وسهولة، عبر منصات مدعومة بأحدث الأجهزة التقنية، التي يتم تشغيلها من قبل كوادر بشرية مؤهلة، مدربة على التعامل بكفاءة مع ضيوف الرحمن، وتتحدث بلغاتهم، لتيسير عملية الاستقبال وتسريع إنهاء الإجراءات.
ويعكس هذا الاستقبال المنظّم حجم الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة كل عام في سبيل توفير أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم بعد أداء المناسك.
كما يعبر عن كفاءة منظومة العمل داخل المطارات والمنافذ الدولية، والتي شهدت تطورًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة، بفضل الاستثمار في التكنولوجيا والتحول الرقمي، وتطوير الكوادر البشرية بما يتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وكانت المديرية العامة للجوازات قد أعلنت في وقت سابق جاهزيتها الكاملة لإنهاء إجراءات دخول الحجاج لموسم حج هذا العام، عبر جميع المنافذ الدولية البرية والبحرية والجوية، بتجهيزات متكاملة وخطط تشغيلية دقيقة، تضمن سلاسة الحركة وتفادي أي ازدحام أو تأخير.
وتم رفع جاهزية الكوادر البشرية، وتوفير الترجمة، وتفعيل المسارات المخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي هذا السياق، تؤكد المملكة من جديد التزامها الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن، وهي المهمة التي تتشرّف بها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وحتى اليوم، حيث أصبحت رعاية الحجاج والمعتمرين أولوية وطنية تتكامل فيها جهود مختلف القطاعات الحكومية والخاصة تحت إشراف مباشر من القيادة الرشيدة.
وتأتي هذه الرحلة الأولى من جمهورية النيجر كإشارة لانطلاق موسم حج جديد يحمل معه قيم التآخي والتقوى، في ظل منظومة خدمات نوعية تقدمها السعودية لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم، تشمل الإسكان، والنقل، والرعاية الصحية، والأمن، والإرشاد، وغيرها من الخدمات التي تتعزز عامًا بعد عام، بما يسهم في تحقيق حج آمن وميسّر وهادئ.
ويُتوقع خلال الأيام المقبلة توافد المزيد من الرحلات الجوية والبرية من مختلف دول العالم، ضمن خطة متكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن، بدأت فعليًا بالتنسيق بين وزارة الحج والعمرة، ووزارة الداخلية، وهيئة الطيران المدني، والجهات الصحية والأمنية.
وتهدف الخطة إلى ضمان الانسيابية التامة في كافة مراحل الدخول، والارتقاء بمستوى رضا الحجاج وتجربتهم منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.
هذا وتُعد المدينة المنورة المحطة الروحية الأولى للكثير من الحجاج القادمين من خارج المملكة، حيث يتوجهون أولاً لزيارة المسجد النبوي الشريف، والصلاة في الروضة المباركة، والسلام على رسول الله ﷺ، قبل التوجه إلى مكة المكرمة لاستكمال مناسك الحج.
ومن هنا، يكتسب مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يشهد كثافة في حركة السفر خلال موسم الحج، ويُعد بوابة رئيسية لاستقبال الملايين من الحجاج.
في كل موسم، تؤكد المملكة أن خدمة الحجاج شرف ومسؤولية، وأن العمل المتقن في كل نقطة عبور هو امتداد لعقيدة راسخة تضع ضيوف الرحمن في صدارة الأولويات، بكل ما يليق بمكانة مكة المكرمة والمدينة المنورة، كأقدس بقاع الأرض.