حج 1446
تحذيرات صحية مهمة لمرضى السكري قبيل موسم الحج من استشاري سعودي
كتب بواسطة: هلال الحداد | الجمعة، 23 مايو 2025 , 4:19 صباحاً

دعا استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى الدرعية العام وعضو تجمع الرياض الصحي الثالث، الدكتور علي الغار، حجاج بيت الله الحرام من المصابين بمرض السكري إلى الالتزام بإجراءات صحية احترازية قبل الشروع في أداء مناسك الحج وخلال فترة أدائها، وذلك بهدف الحفاظ على سلامتهم الجسدية والوقاية من أية مضاعفات صحية محتملة قد تنجم عن المجهود البدني المكثف، أو الزحام الشديد، أو التغير المفاجئ في النظام الغذائي اليومي، وهي عوامل شائعة خلال موسم الحج.

وأوضح الدكتور الغار أن مريض السكري يواجه خلال فترة أداء المناسك عددًا من المخاطر الصحية التي تستدعي الحذر والجاهزية، ومن أبرز تلك المخاطر: انخفاض مستوى السكر في الدم نتيجة للإجهاد البدني المتواصل، أو نقص تناول الوجبات في أوقاتها المحددة، أو التعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة، كما نبه إلى خطورة الإصابة بجروح أو تقرحات في القدمين نتيجة المشي الطويل في مناطق مزدحمة، وهو ما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات لدى من يعانون من ضعف الإحساس في الأطراف.

وأشار إلى أن البيئة الحارة والرطبة في بعض أيام الحج قد تُفضي إلى إصابة الجلد بالتسلخات بسبب التعرق المستمر والاحتكاك، ما قد يفاقم من احتمالية تعرض المريض للالتهابات الجلدية، هذا بالإضافة إلى احتمالات الإصابة بالجفاف الناتج عن فقدان السوائل دون تعويض كافٍ، وارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو تناول الوجبات في أوقات غير منتظمة، ما يتسبب في اختلال التوازن الغذائي.

وفي هذا السياق، شدد الدكتور علي الغار على أهمية التقيد بجملة من التوصيات الطبية الوقائية التي من شأنها تقليل هذه المخاطر الصحية، وعلى رأسها ضرورة قياس مستوى السكر في الدم بشكل يومي منتظم باستخدام جهاز محمول، مع توثيق القراءات بشكل دقيق لمتابعة أي تغيرات قد تطرأ، كما أوصى بحمل بطاقة تعريفية أو ارتداء سوار يشير إلى الإصابة بمرض السكري، وذلك لتيسير تقديم العون الطبي العاجل عند الضرورة، خاصة في حالات فقدان الوعي أو التعرض لانخفاض شديد في مستوى السكر.

وأكد الدكتور الغار على أهمية التأكد من توفر كمية كافية من الأدوية والأنسولين تكفي فترة أداء المناسك، إلى جانب ضرورة حفظ هذه الأدوية بطريقة صحيحة، وذلك باستخدام حقيبة تبريد مناسبة تحافظ على فعالية المواد العلاجية، كما نبه إلى أهمية ارتداء الجوارب القطنية والأحذية الطبية المريحة التي تساهم في الوقاية من التقرحات الجلدية والجروح التي قد تتسبب في مضاعفات صحية، مع التحذير من المشي حافيًا تحت أي ظرف.

ومن بين التوصيات المهمة التي قدمها الدكتور الغار، ضرورة اصطحاب بعض الوجبات الخفيفة أو العصائر المحلاة التي يمكن استخدامها بسرعة في حال الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم، كما أوصى بعدم بدء مناسك الطواف أو السعي قبل تناول وجبة خفيفة ومتوازنة تساعد على استقرار معدل السكر، وشدد على أهمية التوقف الفوري عن أداء أي من المناسك حال الشعور بأعراض مثل الدوخة أو التعرق الشديد أو الرجفان، وهي مؤشرات مبكرة لانخفاض السكر تستدعي الراحة والعلاج الفوري.

وأوصى كذلك بشرب كميات كافية من المياه على مدار اليوم لتفادي الجفاف، مع تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لما لها من أثر مدرّ للبول ومساهم في فقدان السوائل، كما شدد على ضرورة استخدام أدوات حلاقة شخصية لتفادي مخاطر انتقال العدوى في بيئة الحج المزدحمة.

كما دعا الدكتور الغار إلى الابتعاد عن أماكن الزحام الكثيف قدر الإمكان لتقليل الضغط الجسدي، مع إمكانية الاستعانة بمرافق أو مرشد صحي، خاصة لمن يعانون من صعوبة في التحكم بمستويات السكر أو في تنظيم جرعات الدواء أو الأنسولين، وأكد أهمية الحفاظ على مواعيد تناول الأدوية وعدم إغفالها في ظل الانشغال بأداء المناسك، مع إمكانية استخدام منبهات أو تطبيقات تذكير لتسهيل الأمر على الحجاج.

واختتم الدكتور الغار حديثه بالتأكيد على أن اتباع هذه التوصيات بدقة يمثل عاملاً أساسيًا في تمكين مريض السكري من أداء مناسكه بأمان وسلام، ودون تعريض حياته أو صحته للخطر، مشددًا على أن الوعي الصحي هو الحصن الأول في مواجهة التحديات الصحية أثناء موسم الحج.

وفي سياق متصل، أطلقت وزارة الصحة "الحقيبة الصحية التوعوية" والتي صُمّمت لتكون متعددة اللغات، حيث شملت ثماني لغات عالمية هي: العربية، والإنجليزية، والإندونيسية، والفارسية، والفرنسية، والتركية، والملايوية، والأُردية، وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الوزارة الرامية إلى تعزيز التوعية الصحية الشاملة ورفع مستوى الوقاية لدى مختلف شرائح الحجاج، بما يسهم في ضمان سلامتهم الصحية وتمكينهم من أداء شعائرهم بكل يسر واطمئنان.