السعودية تنهي استعداداتها لمغادرة ضيوف الرحمن بسلاسة عبر 6 مطارات
السعودية تنهي استعداداتها لمغادرة ضيوف الرحمن بسلاسة عبر 6 مطارات
كتب بواسطة: فاتن حامد |

في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم ما بعد الحج، أعلنت هيئة النقل السعودية عن جاهزيتها العالية لمرحلة مغادرة ضيوف الرحمن، وذلك عبر خطة تشغيلية متكاملة تغطي ستة مطارات دولية موزعة في مختلف مناطق المملكة، وتأتي هذه الاستعدادات في سياق استكمال المنظومة اللوجستية الوطنية التي تسعى إلى ضمان سلاسة وانسيابية مغادرة الحجاج بعد أدائهم المناسك، بما يعكس الصورة المشرفة للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن.

وأكدت الهيئة أن المطارات الستة المعنية بعمليات المغادرة تشمل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، إضافة إلى مطارات الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالدمام، والطائف الدولي، وأبها الدولي، وتخضع هذه المطارات لتنسيق عالي المستوى بين مختلف الجهات المعنية، من الجوازات والجمارك والجهات الأمنية، إلى جانب مشغلي خدمات النقل الجوي والبري.

وقد وضعت الهيئة خطة تشغيلية متكاملة تستند إلى ثلاثة محاور رئيسية: أولها ضمان كفاءة الحركة التشغيلية داخل المطار، من خلال رفع مستوى الجاهزية الفنية والتقنية لأنظمة التشغيل، وثانيها تسهيل إجراءات السفر عبر تعزيز الربط الإلكتروني بين أنظمة المطارات وأنظمة الجهات الحكومية ذات العلاقة، وثالثها تأمين وسائل النقل البري التي تربط بين المشاعر المقدسة والمطارات لضمان وصول الحجاج إلى رحلاتهم في الوقت المحدد.

وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس الهيئة للنقل الجوي أن أكثر من 1.7 مليون حاج سيغادرون المملكة خلال الأيام القادمة، موزعين على الرحلات المجدولة من المطارات الستة، مشيرًا إلى أن الخطة الحالية تستهدف إنهاء الإجراءات خلال فترة زمنية قياسية، لا تتجاوز 40 دقيقة لكل حاج، من لحظة وصوله إلى المطار حتى صعوده إلى الطائرة، وتشارك في تنفيذ هذه الخطة أكثر من 30 جهة حكومية وخاصة، بما في ذلك شركات الطيران، وشركات خدمات الأرض، ومتعهدي الحقائب.

كما تم تخصيص صالات فرعية وممرات مخصصة للحجاج داخل المطارات، مزودة بلوحات إرشادية متعددة اللغات، إضافة إلى توفير فرق ميدانية مدربة على تقديم الدعم اللوجستي والمساعدة المباشرة، خاصة للحالات الإنسانية وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتم أيضاً تعزيز فرق العمل في مراكز الاتصال التابعة للهيئة لضمان الاستجابة الفورية لأي بلاغات أو استفسارات.

من جهته، أشار المتحدث الرسمي باسم هيئة النقل إلى أن التنسيق مع وزارة الحج والعمرة وهيئة الطيران المدني ومركز القيادة والسيطرة للأمن قد بلغ ذروته خلال الأيام الماضية، مما سمح بتجريب السيناريوهات المحتملة مسبقًا والتعامل مع أي طارئ محتمل بسرعة وكفاءة، وأكد أن الأداء الجماعي لهذه الجهات يجسد تكامل الجهود الوطنية في تقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن.

وتُعد هذه المرحلة الحاسمة من موسم الحج انعكاسًا مباشرًا للاستثمارات التي ضختها المملكة في تطوير البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، والتي شملت توسعة المطارات، وتحديث أنظمة تتبع الأمتعة، ورفع كفاءة بوابات السفر، فضلًا عن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود، وتندرج هذه الجهود ضمن رؤية السعودية 2030، التي تولي ملف خدمة الحجاج والمعتمرين أولوية كبرى باعتباره محورًا أساسيًا في برامج جودة الحياة والتنمية المستدامة.

في ذات السياق، أشاد عدد من الحجاج بالمستوى العالي من التنظيم خلال مغادرتهم، مثمنين الجهود التي بُذلت منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم، ومعتبرين أن ما لمسوه من رعاية واهتمام يُترجم ما يعرفونه عن السعودية كبلد الحرمين، وأكد أحد الحجاج من ماليزيا أن موظفي المطار كانوا متعاونين جدًا، وأن الإجراءات كانت "سلسة وغير مرهقة"، مضيفًا أن توفير مترجمين بلغات متعددة كان له أثر كبير في تسهيل العملية.

واختتمت هيئة النقل بيانها بدعوة جميع الحجاج إلى الالتزام بتعليمات السفر ومواعيد الرحلات المحددة، والتواجد المبكر في المطارات لتسهيل الإجراءات، مؤكدة أن فرق الدعم اللوجستي ستكون متواجدة على مدار الساعة لضمان مغادرة سلسة وآمنة لكل حاج، وسط منظومة تضع الإنسان في قلب أولوياتها.