أعلن تجمع القصيم الصحي عن إطلاق خدمة جديدة تُعد من المبادرات النوعية والمبتكرة في مجال الرعاية الصحية، تحت عنوان "العلاج الكيميائي في المنزل"، وذلك من خلال مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام، أحد المراكز المتخصصة التابعة للتجمع، وتأتي هذه الخدمة ضمن إطار الجهود المستمرة التي يبذلها التجمع بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة، وتسهيل حصول المرضى على الرعاية الطبية اللازمة بطريقة أكثر كفاءة وإنسانية.
وتهدف هذه المبادرة الصحية المتقدمة إلى توفير العلاج الكيميائي لمرضى الأورام في بيئة منزلية آمنة ومدروسة، بما يراعي حالتهم الصحية الدقيقة، ويُسهم في تقليل المعاناة المرتبطة بالتنقل المتكرر من وإلى المرافق الصحية، خصوصًا في ظل ما قد يواجهه المرضى وذووهم من صعوبات جسدية أو نفسية خلال فترات العلاج الممتدة.
وأوضح تجمع القصيم الصحي أن هذه الخدمة تم تصميمها بعناية وفقًا لمعايير طبية معتمدة من وزارة الصحة ومنظمات الصحة العالمية، مع ضمان تحقيق أعلى درجات الأمان والسلامة أثناء تقديم الرعاية في المنزل، وتُعد الخدمة موجهة لفئات محددة من المرضى، وذلك بعد تقييم دقيق من الفريق الطبي المختص للتأكد من استقرار الحالة الصحية للمريض وقدرته على تلقي العلاج في المنزل دون مخاطر.
ومن بين الفئات المستهدفة بالخدمة: مرضى الأورام الذين يخضعون لجلسات علاج كيميائي طويلة الأمد ويحتاجون إلى متابعة دورية مستمرة، والمرضى الذين يتمتعون باستقرار طبي يسمح لهم بتلقي العلاج خارج البيئة السريرية، إضافة إلى الحالات التي تواجه صعوبات في التنقل أو تعاني من مضاعفات صحية مزمنة أو إعاقة جسدية تُعيق حضورهم المنتظم إلى المستشفيات.
وبيّن التجمع أن تقديم العلاج الكيميائي المنزلي يتطلب تجهيزات دقيقة وطاقم طبي مؤهل يتمتع بكفاءة عالية في تقديم الرعاية التخصصية داخل منازل المرضى، ويشمل ذلك التنسيق المسبق مع المريض وأسرته، وتوفير الأدوات والمستلزمات الطبية المطلوبة، بالإضافة إلى تنفيذ إجراءات وقائية صارمة تضمن سلامة المريض أثناء تلقي العلاج في محيطه المنزلي.
وأشار التجمع إلى أن هذه الخدمة تُعد امتدادًا لاستراتيجية وزارة الصحة في التحول من النمط التقليدي للرعاية الصحية إلى نموذج أكثر مرونة وفاعلية، يضع راحة المريض وكرامته في مقدمة الأولويات، ويهدف إلى رفع جودة الحياة لمرضى السرطان وتحقيق رضاهم التام عن الخدمات الطبية المقدمة لهم.
وتُسهم الخدمة كذلك في تحسين كفاءة استخدام موارد الرعاية الصحية عبر تقليل الضغط على المستشفيات ومراكز الأورام، مما يُتيح للطواقم الطبية التركيز على الحالات الحرجة التي تتطلب تواجدًا مستمرًا داخل المرافق الصحية.
وأكد تجمع القصيم الصحي أن إطلاق هذه الخدمة النوعية يأتي في سياق سعيه الدائم إلى الارتقاء بتجربة المريض وتقديم خدمات صحية متكاملة وشاملة ضمن مختلف مكوناته الصحية المنتشرة في المنطقة، كما يُعد هذا المشروع ترجمة عملية لأهداف "برنامج التحول الوطني" و"رؤية المملكة 2030" في قطاع الصحة، والتي تركز على تمكين المواطنين من الحصول على الرعاية الصحية في أي وقت ومن أي مكان.
وأضاف التجمع أن المشروع يفتح آفاقًا جديدة نحو تعزيز مفهوم الرعاية الصحية المجتمعية والمنزلية، ويدعم الابتكار في أساليب تقديم الخدمة، ويُمثل خطوة مهمة في ترسيخ مفاهيم العلاج الإنساني والمبني على احتياجات المريض، وليس فقط على الأنظمة التقليدية المعتمدة.
ويعتزم تجمع القصيم الصحي التوسع في تقديم هذه الخدمة تدريجيًا لتشمل فئات أوسع من المرضى، بناءً على نتائج التجربة الحالية ومردودها الصحي والنفسي، مع الالتزام بتقييم دوري للجودة والمخرجات، وضمان الاستمرارية والاستجابة السريعة لأي مستجدات صحية تطرأ على المريض.
وفي ختام بيانه، دعا تجمع القصيم الصحي المرضى المستفيدين إلى التواصل مع المركز المختص للحصول على المعلومات اللازمة حول آلية الاستفادة من الخدمة، مشيرًا إلى أن فرق العمل جاهزة للرد على الاستفسارات وتقديم الدعم المطلوب، بما يضمن تجربة علاجية متميزة وآمنة تُراعي احتياجات المرضى وتُحافظ على كرامتهم.